ترجمات عبرية

يديعوت – عاموس جلعاد – نووي، صواريخ، مسيرات ومخاطر اخرى

يديعوت– بقلم  عاموس جلعاد – 14/9/2021

“الإيرانيون في الطريق لان يصبحوا دولة حافة نووية. اذا حصل هذا فان العديد من دول المنطقة ستنضم الى سباق التسلح النووي وتضع إسرائيل في خطر”.

عرض وزير الدفاع غانتس في خطابه في مؤتمر معهد السياسة ضد الارهاب (ICT) في جامعة رايخمن، عرض صورة محدثة ومقلقة ببعد آخر بالتهديد الاستراتيجي الإيراني ضد إسرائيل والدول العربية في الشرق الأوسط. من جهة يثور تقدير لقدرة الاستخبارات الإسرائيلية على أن تعرض صورة بهذه الدقة. بالمقابل، انكشف هنا مرة أخرى فشل الاستراتيجية الإسرائيلية في مواجهة التهديد الإيراني المتعاظم.

التهديد النووي، بالارتباط بالايديولوجيا المتطرفة للنظام الإيراني، من شأنه أن يصبح خطرا وجوديا على دولة إسرائيل. فاستراتيجية الانسحاب من طرف واحد للولايات المتحدة من الاتفاق، انطلاقا من التفكير بان  العقوبات الحادة ستكسر النظام الإيراني من الداخل، لم تنجح. اما اليوم، بغياب إحساس التهديد العسكري او الوجودي على النظام، يقود الزعيم خامينئي  والرئيس الإيراني الجديد رئيسي ايران  نحو تحولها الى دولة حافة نووية. بمعنى ان ايران تخصب اليورانيوم بمستويات عسكرية، وهو عنصر حرج في السلاح النووي، ومن شأنها ان تستخدمه لاهداف مثل استعراض القوة او تلقي بطاقة دخول الى نادي الدول النووية. 

الولايات المتحدة، كما صرح الرئيس بايدن، تركز جهودها على منع  تطوير سلاح نووي. من شأن ايران ان تصر الى الاستنتاج بانها كدولة حافة نووية لا ينتظرها رد عسكري. واذا ما فرضت عليها عقوبات – فيمكنها  أن تعول على قوى عظمى مثل الصين وروسيا. اذا ما وصلت ايران الى الاستنتاج بان لا معنى لتطوير سلاح نووي حقيقي لان الامر سيؤدي الى صدام جبهوي مع الولايات المتحدة والغرب، ولكن اذا ما اصبحت دولة حافة نووية فان التحدي لإسرائيل سيكون خطيرا على نحو خاص: دول عربية مختلفة – السعودية مثلا أعلنت عن ذلك غير مرة على الملأ – من شأنها ان تنضم الى السباق النووي. تعتمد إسرائيل على صورة وواقع قوة عظمى استثنائية، وشرق أوسط نووي من شأنه ان يقزم صورة قوتها وان يدخل عدم الاستقرار الى الشرق الأوسط. 

الى جانب ذلك، فان ايران من خلال فروعها في لبنان، سوريا، اليمن – وكذا غزة، تصعد التهديد الباليستي، واساسا على البنية التحتية المدنية والاستراتيجية لإسرائيل. التهديد متنوع، ويتضمن  عشرات الاف الصواريخ،  سعي لانتاج صواريخ ذات قدرة إصابة دقيقة، طائرات بدون طيار مسلحة (مثلما كشف بعمق وزير الدفاع في محاضرته في المؤتمر) وغيرها. إضافة الى ذلك، تمارس ايران سياسة عنيفة أساسا تجاه السعودية – مركز ثقل الإسلام السني في الشرق الأوسط.  يمكن أن نجمل باسف بان إسرائيل وايران على مسار الصدام، آجلا ام عاجلا.

ما الذي يمكن عمله؟ بالطبع يجب مواصلة المساعي الاستخبارية النوعية المستخدمة تجاه ايران، ولكن على دولة إسرائيل ان تعيد احتساب المسار من جديد وان تتعاظم بسرعة تجاه التهديد المتشكل. لهذا الغرض مطلوب تنسيق استراتيجي وثيق مع الولايات المتحدة. من تحليل اقوال الرئيس، وزير الخارجية ومستشار الامن القومي الأمريكيين، يمكن أن نفهم بان طويل الطريق لان تشمر الولايات المتحدة عن اكمامها بشكل نشط بل وعسكري ضد ايران. سلم اولوياتها الاستراتيجي مختلف (الفيروس، الاقتصاد، الصين).

الى جانب ما قيل أعلاه مطلوب بالطبع تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الدول العربية، مثل لقاء بينيت والسيسي في مصر أمس – لقاء علني ونادر واستثنائي، ذو مغازٍ استراتيجية. صحيح أنه لا يمكن الاعتماد على مصر للتعاون العسكري، ولكن مجرد العلاقات المتطورة هي ذخر كبير جدا لإسرائيل، مثلما هو ايضا للدول العربية التي تواصل الحفاظ على استقرارها، حتى وان كان بثمن الامتناع عن الديمقراطية.

ختاما، ايران تتعاظم كتهديد مركزي على الامن القومي لإسرائيل. والرد المطلوب من حكومة إسرائيل الجديدة هو خليط من الأمور: بناء قوة سريعة مع خلق جبهة سياسية استراتيجية مع الولايات المتحدة، الدول الأوروبية والدول العربية السنية. الان بالذات، قبل يوم الغفران، مطلوب حساب عسير للنفس: هل في امتحان النتيجة نحن جاهزون على نحو سليم للتهديد الإيراني المتعاظم؟

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى