ترجمات عبرية

يديعوت: صفقة خامينئي الكبرى

يديعوت 4/6/2024، بن – درور يمينيصفقة خامينئي الكبرى

كان هذا صباح أمس. أي خامينئي الزعيم الأعلى لإيران، القى خطابا بمناسبة 35 سنة على وفاة الخميني. عرض الخطوط الهيكلية للمعركة السياسية الكبرى ضد إسرائيل، ابتداء من هجوم “طوفان الأقصى” لحماس، وكل ما حصل ويواصل الحصول. نحن قد نكون نسمع، لكننا لا ننصت. لان هذا بات تقاليد. هذا هو المفهوم الذي فوق كل المفاهيم. قد يكون هذا استخفافا، قد يكون هذا تعالٍ. رغم انه يتبين المرة تلو الأخرى بان أعداء إسرائيل يقولون بالضبط ما يقصدون، ورغم أنهم لا يتكلمون فقط – نحن نصر على التمسك بالمفهوم إياه. 

على مدى كل التسعينيات، سنوات أوسلو، الكثيرون من قادة الفلسطينيين اوضحوا بالضبط ما يقصدون. تجاهلنا خطاب يوهانسبورغ لعرفات (اتفاق أوسلو هو مثل اتفاق الحديبية، أي اتفاق هدنة). وتجاهلنا عددا لا يحصى من التصريحات المشابهة. وتجاهلنا اقوالا صريحة ليحيى السنوار الذي قال منذ 2018 بان مخربي حماس سيجتازون الحدود “كي يقلعوا قلوب الإسرائيليين من أجسادهم”. لجنة مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة قضت بان السنوار لم يقصد. “أراد فقط ان يزرع الخوف”. مجرد متبجح. ليس فقط الأمم المتحدة، عندنا أيضا، القيادة الاستخبارية والسياسية كانت مقتنعة بانه لم يقصد حقا. 

على مدى السنين وانا لي جدال ثاقب مع بعض من اليساريين، بمن فيهم الصهاينة ومحبي إسرائيل. لو اننا فقط نبدي بعض المرونة، كما يدعون، فان السلام سيتحقق. يا ليت. هم تخلوا عن حق العودة، يجيبني أحدهم، الذي يعتبر بالذات مرجعية. اين التنازل سألته، يسرني أن أعرب. وانا لا أزال انتظر الجواب، وهو عالق مع ايمانه إياه.

إذن حان الوقت للانصات. ليس فقط الاستماع. “طوفان الأقصى” أوضح أمس خامينئي، “جاء في اللحظة الصحيحة كي يوقف تغيير ميزان القوى في المنطقة”. لقد كان الهدف ولا يزال احباط التطبيع مع إسرائيل، تخريب العلاقات مع دول المنطقة، من المغرب وحتى اتحاد الامارات، وتحفيز “محور المقاومة” من اليمن وحتى سوريا، من العراق وحتى لبنان. الأهداف تحققت منذ الان. التطبيع يبتعد. ميناء ايلات في حصار بحري في ضوء الصواريخ من اليمن ومن العراق. وبالضبط في اللحظات التي تحدث فيها اطلقت صافرة أخرى في ايلات في اعقاب صواريخ اطلقت من الشرق. أي من العراق.

ان حقيقة ان حماس تسببت بدمار وخراب لقطاع غزة تشجع بالذات خامينئي لان هذا خراب يصبح إنجازا. هذا بالضبط ما يضيف الزيت الى شعلة الكراهية ضد إسرائيل. مبان مدمرة، ومعطيات (مزورة) عن مزيد فمزيد من القتلى تخدم فقط الهدف الاستراتيجي “لمحور المقاومة” الذي يقوده خامينئي. إسرائيل معزولة. الصفقة الكبرى بين الولايات المتحدة والسعودية لا تتحقق. ولا التطبيع بين إسرائيل والسعودية. وبعامة، إسرائيل توجد في الدرك الأسفل السياسي الأكبر في تاريخها. والقضية الفلسطينية عادت الى مركز الخطاب العالمي. هذا ليس لأننا عدنا الى مبادرة سلام ما. ففي كل الأحوال، حماس وخامينئي ضد. الخطاب عاد بالطبع ليكون خطاب رفض حق إسرائيل في الوجود. وعاد في أن العلم الفلسطيني مع الكوفية اصبحا الرموز المتصدرة في العالم في الفترة الأخيرة. كان هذا هو الهدف. وقد تحقق. 

حماس لم تكن الا نقطة الانطلاق. ليس أكثر. فلول حماس ستواصل اقلاق إسرائيل، حتى لو استمرت الحرب سبعة اشهر أخرى أو سبع سنوات. هذا بالضبط ما يريده خامينئي. لان هذا بالضبط هو الطريق لتدهور إسرائيل من الدرك الحالي الى الهوة. نعم، سبعة اشهر. سبع سنوات. والزعامة الأكثر سخافة التي كانت لإسرائيل في أي مرة يوفر لخامينئي بالضبط ما يريده. غرق آخر في الوحل يؤدي الى مقاطعات أخرى. لخامينئي توجد صفقة كبرى، في ان يحول إسرائيل الى منبوذة، في مواجهة الصفقة الامريكية الكبرى، التي تعزز إسرائيل. وفي هذه الاثناء خامينئي ينتصر. الان هذه أيضا فرنسا، التي تمنع عن إسرائيل المشاركة في احد معارض السلاح الأهم في العالم. هذا انتصار لحماس، لخامينئي ولـ “بي.دي.اس”. الاضرار آخذة في التراكم. فهل غشت عينا نتنياهو عن الرؤية؟ 

يوجد طريق واحد فقط لهزيمة محور الشر. تعزيز التطبيع. توسيعه. خمسة مخربين قتلى آخرين من حماس، وحتى 500 آخرين غيرهم، لن يغيروا شيئا، واساسا عندما يمنعون إنجازا استراتيجيا مثل حلف إقليمي ضد ايران، من خلال اتفاق دفاع بين الولايات المتحدة والسعودية وتطبيع بين إسرائيل والسعودية. وعندما قال خامينئي أمس ان الهدف كان افشال هذا الحلف، وعزل إسرائيل، وتعزيز فرع محور الشر الذي يحيط إسرائيل ويطلق الصواريخ الى إسرائيل – فانه قصد كل كلمة. وأضاف خامينئي: “بالنسبة لما حصل في الأشهر الثمانية الأخيرة، فلا احتمال لاحياء الخطة الامريكية – الإسرائيلية”. اما نحن فماذا نفعل؟ حماس أعدت لنا مستنقعا مغرقا. خامينئي يتحدث عنه بفخار. نتنياهو مُصر على أن نغرق فيه. يوجد فقط طريق واحدة للخروج من هذا المستنقع. ان نقول نعم لمنحى بايدن، المشكوك أنه منحى نتنياهو، الذي سيؤدي الى تحرير المخطوفين والى تغيير إقليمي أيضا. هذا لن يؤدي الى النصر المطلق لكن هذا على ما يبدو هو الطريق الوحيدة لإنقاذ إسرائيل من هزيمة مطلقة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى