ترجمات عبرية

يديعوت – شمريت مئير تكتب – الإرث

يديعوت– بقلم شمريت مئير – 11/6/2021

” حيال واشنطن، يجب تركيز الجهود لتحقيق التأييد لإسرائيل من جانبي الكونغرس. وحيال الأردن فان التهدئة هنا تساعد على الاستقرار هناك. هذه هي المهام الحرجة للحكومة الجديدة مع رحيل نتنياهو”.

بعد سنوات من الهدوء الامني النسبي والانجازات السياسية، كانت السنة الاخيرة بالذات لنتنياهو في منصبه سيئة للغاية في هذا السياق. في اللحظة التي حلت فيها سدادة ترامب، تبين ان مجد السنوات الاربعة الاخيرة كان يرتبط بقدر أقل بالقدس وبقدر اكبر بالروح التي هبت من واشنطن، وتحول تنقيط المشاكل بسرعة ليصبح طوفانا. 

الحكومة الجديدة، مخلوق مركب ورقيق، ترث وضعا امنيا مشتعلا، على شفا الانزلاق، حيال الفلسطينيين، ادارة امريكية مع رؤية استراتيجية مختلفة بشكل جوهري عن تلك الاسرائيلية وايران، التي توجد على حافة اتفاق مع القوى العظمى او كبديل الاختراق الى النووي. التحديات كبيرة جدا. ولكن قلب الصفحة السياسية كفيل بان ينتج فرصا ايضا. 

لقد بث الاستقطاب الداخلي العضال في اسرائيل الى الخارج ضعفا وهشاشة. وتعبير “بيت العنكبوت” الذي استخدمه نصرالله كي يصف المجتمع الاسرائيلي وكاد ينسى من القلب، اجرى عودة في الاشهر الاخيرة في العالم العربي. ومجرد المحاولة للتغلب عليه، للامتناع عن حملة انتخابات اخرى، يبث أثره على المحيط ايضا، من اعداء واصدقاء. والسؤال هو بالطبع، هل ستطيل الحكومة في ايامها وهل ستكون قيادة مركزية، مشتركة في المسائل الاستراتيجية الكبرى، انطلاقا من فهم عظمة الحدث. أم ان النوازع السياسية ستتغلب على اللاعبين من اليمين ومن اليسار،  فيكون هذا  ائتلاف معارك تويتر ومحاولات ابداء الولاء للقاعدة. 

الولايات المتحدة: تدوير الدفة

لا يمكن لاسرائيل ان تكون الفرع الشرق اوسطي للحزب الجمهوري، مثلما كانت بقدر كبير في السنوات الاخيرة. واذا كان لدى احد ما شك في ذلك، فيجدر به أن يحللسلوك ادارة بايدن في اثناء 11 يوما من حملة حارس الاسوار، ساعة إثر ساعة. فعل هذا العقيد احتياط اودي افينتال، وهو يري كيف انه كلما مر الوقت انتقلت الادارة من التأييد الواضح لاسرائيل ومن الجهد لان تضمن لها حرية عمل لتحقيق اهدافها العسكرية، الى نهج “التوازن” بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وحتى الطلب  القاطع لوقف القتال والوصول الى وقف نار. 

ما الذي حصل لبايدن في الطريق؟ 

فشل اسرائيل المطلق حيال الرأي العام الدولي جعل الوقوف الى جانبها وقوفا الى جانب “الاشرار”، فيما ان الدافع لاحتمال ثمن اعلامي وسياسي عنا محدود منذ البداية. والمطالبة بوقف النار الفوري اتسعت من الاجنحة التقدمية الى مركز الحزب، الى أن وصلت الى  اكثر من نصف السيناتورات الديمقراطيين.

ان تحليل سلوك الادارة في اثناء الحملة هام كونه مؤشر للمستقبل.  فقد كان الامريكيون يفضلون حدا ادنى من الانشغال في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني. فجرتهم الحملة في غزة الى هنا في غير صالحهم. وقبيل المفترقات التالية، ولا بد أن هذه ستكون، ثمة مفهومان هامان: بغياب مكانة الولد المفضل، فان مدى الاسناد من البيت الابيض يرتبط بشكل مباشر بالخطاب العام في موضوع اسرائيل. قدرتنا على أن نتواصل مع اصحاب القرار في واشنطن تعمر عبر تصميم الرأي العام الامريكي. استطلاع اجراه موقع “VOX” بعد الحملة في غزة يؤكد الفجوة الهائلة بين الأحزاب في موضوع التأييد لإسرائيل: فقط 10 في المئة من الديمقراطيين (مقابل 61 في المئة من الجمهوريين) يعتقدون بان بايدن لم يؤيد إسرائيل بما يكفي في اثناء الحملة. والقول ان إسرائيل هي مسألة للحزبين في الولايات المتحدة لم يعد ذا صلة.

إضافة الى ذلك، ينبغي لنا أن نفهم بان المواجهات العلنية مع الولايات المتحدة قد تكون تعزز سياسيين إسرائيليين من الداخل، ولكنها تضعفنا في الخارج. فشرخ علني بين واشنطن والقدس يعتبر لدى  الجميع – بما في ذلك العرب والإيرانيون، كضعف واستدعاء للدخول  اليه وتعميقه اكثر. 

يعد تشكيل الحكومة الجديدة فرصة هامة لتدوير الدفة. لفتح صفحة جديدة، من حيث المظهر وكذا من حيث شكل العمل مع واشنطن.  مطلوب خطة ترميم شاملة ومرتبة: حفظ العلاقة مع الجمهوريين من جهة وترميم العلاقة مع الجناح المعتدل، المركزي، للحزب الديمقراطي من جهة أخرى. 

في هذه الأيام يحج الى القدس كل كبار رجالات الحزب الجمهوري: تيد كروز، ليندزي غرام، نيكي هيلي، توم كوتون وغيرهم. لقد أصبحت إسرائيل محطة ضرورية في حملة كل سياسي جمهوري يريد أن يحبب نفسه للجمهور ولمتبرعيه. هذا جميل ولطيف، ولكن مهمة الحكومة الجديدة هي أن تتأكد ان في السنة القادمة، رغم الحملة في غزة سيصل ليس اقل من نواب الكونغرس من الطرف الآخر، وان يستقبلوا بذات الحميمية. 

الأردن: ضوء أحمر

احدى النتائج في اعقاب سنواته من الصافرات العابثة عن استقرار المملكة – حين تشقق واهتز شيء ما هنك حقا احد لم يعد ينتبه. فالصدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في شهر أيار التقى الملك بينما يواجه تحدي أخيه حمزة. هذا الامران، الضعف الداخلي والمعارضة العميقة في الأردن لاتفاق السلام مع إسرائيل، خلقا طاقة سلبية جدا يتوجب ان تشعل ضوء تحذير. عضو برلمان يدعى أسامة العجرمي وهو بدوي بالذات، من “القاعدة” التقليدية للهاشميين، ادعى بان توقفات الكهرباء التي كانت في المملكة في زمن الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين كانت بمبادرة واستهدفت منع الاحتجاج في الأردن، الاحتجاج الذي هدد بالخروج عن السيطرة: مظاهرات يومية امام السفارة وحركة مئات الأشخاص نحو الحدود مع إسرائيل. 

بعد أن جمد من البرلمان في اعقاب هذه القصة، نزل العجرمي عن الخطوط تماما، وبالتأكيد بمقاييس اردنية. فقد صور وهو يرفع سيفا ويهدد “باطلاق رصاصة بين عيني هذا الخنزير”. وكان يقصد الملك. هذا حدث شاذ في كل دولة، لكن في الأردن، حيث الملك ككيان نظيف فوق النقاش الجماهيري، هذا حدث يكاد يكون خياليا. ان اشتعال القضية الفلسطينية، لم يكن المفجر الأساس، وبالتأكيد ليس الوحيد لعدم الارتياح في المملكة ولكنه بالتأكيد لا يساهم في الاستقرار هناك. هذا سبب آخر للحاجة لتهدئة الوضع قدر الإمكان وترك التيار القومي الفلسطيني يمر، ولا سيما في القدس. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى