ترجمات عبرية

يديعوت: سيناريوهات تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة

يديعوت 2022-10-29، بقلم: يوفال كارني : الحكومة الإسرائيلية القادمة

قبل أيام من الانتخابات، يركز المرشحون والأحزاب كل الجهد الممكن في محاولات أخيرة لإقناع المترددين، وليكونوا جاهزين قدر الإمكان من ناحية لوجستية ليوم الانتخابات – القيادات، الميدان، الهواتف، ومركزيات الاتصالات، وشبكة التسفير للمقترعين، والاستعداد لحملات “النجدة” في اللحظة الأخيرة. لكن بالتوازي، يفكر قادة الأحزاب ومستشاروهم منذ الآن ويخططون لليوم التالي، ويفحصون خريطة المقاعد التي تنشأ عن الاستطلاعات العميقة، ويحسبون كيف سينجحون في تشكيل حكومة تصمد، بل تنجح في أداء مهامها، وتقوّم الخطى في السنوات الأربع التالية. توجد عدة سيناريوهات محتملة بارزة.

حكومة يمين ضيقة برئاسة بنيامين نتنياهو

إذا وصلت الأحزاب الأربعة المؤيدة لنتنياهو – “الليكود”، “الصهيونية الدينية”، “شاس” و”يهدوت هتوراة” – معاً إلى 61 مقعداً أو اكثر فإنه سيتمكن من تشكيل حكومة يمين ضيقة. وقد أعلن النائب بن غبير منذ الآن أنه سيتولى في مثل هذه الحكومة “خمسة بن غبيريين مناصب وزراء”، على حد تعبيره. يدور الحديث عن حكومة منسجمة ظاهرا، ولكن مع إمكانية كامنة كبيرة للصدام في كل ما يتعلق بإدارة شؤون الدولة.

من كل الإمكانيات، على الأقل حسب الاستطلاعات، فإن حكومة كهذه هي ذات الاحتمالات الأعلى، بشكل نسبي. على مدى السنة الأخيرة “بيّض” نتنياهو بن غبير وعظم قوته، بل أعلن، أول من امس، انه سيكون شريكا مركزيا وسيتولى منصب وزير في حكومته، الفكرة التي تحفظ عليها جدا في الماضي. لكن من المشكوك فيه أن تكون هذه حكومة يحلم بها نتنياهو، الذي يخشى من أن يتحداه اليمين في مواضيع الاستيطان والصقرية الأمنية. من ناحية نتنياهو فإن حكومة يمين صرفة هي أهون الشرور. ولا يزال، كما أسلفنا، بغياب خيارات أخرى فإن إقامة حكومة برئاسة نتنياهو هي السيناريو ذو الاحتمالات الأعلى للتحقق.

حكومة وحدة برئاسة بنيامين نتنياهو وبيني غانتس

وعد نتنياهو في عدة حملات انتخابية في الماضي انه لن يقيم إلا حكومة يمين. أما عمليا فقد فضل دوما إقامة حكومة وحدة مع الوسط – اليسار. في الـ 13 سنة الأخيرة، أقام حكومة مع ايهود باراك، تسيبي ليفني، يائير لابيد، وبيني غانتس. كما أدار اتصالات متقدمة جدا مع قادة حزب العمل السابق، اسحق هرتسوغ (بعد انتخابات 2015) وآفي غباي (قبل لحظة من انتهاء موعد تفويضه في الجولة “أ”)، لكن الاتصالات لم تنجح.

إلى حكومة الوحدة التي أقيمت مع “أزرق – أبيض” بعد الجولة “ج”، والتي عُللت بخطر الـ”كورونا” والخوف من فوضى حملة انتخابات رابعة، دخل نتنياهو رغم إعلانه أنه لن يتعاون مع بيني غانتس “غانتس هو يسار”. هذه المرة أيضا، فإن إمكانية إقامة حكومة وحدة كهذه لا تزال قائمة على الورق، غير أن غانتس أيضا تعهد ألا يقع في مغامرة أخرى مع نتنياهو، فما بالك انه يتنافس في قائمة واحدة مع جدعون ساعر، من كبار المعارضين لرئيس “الليكود”؟ وعليه، فإن احتمال إقامة حكومة كهذه متدن.

حكومة برئاسة لابيد، مع تأييد “الجبهة” من الخارج

أعلن رئيس الوزراء، يائير لابيد، أن حزب الجبهة (بقايا القائمة المشتركة) لن يكون جزءا من حكومته بأي حال. على السؤال كيف سيشكل حكومة أجاب بغموض مميز: “سنعرف كيف سنقيم حكومة بعد أن نعرف نتائج الانتخابات”. لكن الأعداد، على الأقل حسب الاستطلاعات لا تتجمع إلى أغلبية 61 مقعدا. على الورق، لا يزال يمكن للابيد أن يشكل حكومة أقلية بتأييد من الخارج من جانب “الجبهة”، على افتراض أن هذه القائمة ستجتاز نسبة الحسم. غير أن حكومة أقلية هي بمثابة حكومة مؤقتة تتعذر إدارتها ناهيك عن انه من الصعب أن نرى لابيد يجد لغة مشتركة مع ايمن عودة واحمد الطيبي، وبالتالي فإن الاحتمال لمثل هذا السيناريو متدن جدا.

حكومة وحدة بين لابيد ومنسحبي “الليكود” والحريديم

إذا لم ينجح نتنياهو في الوصول إلى 61 مقعدا، فهذا سيسمح للابيد بالبقاء رئيس حكومة انتقالية (في الحالة السيئة من ناحيته)، أو أن يحاول إقامة حكومة وحدة. في حالة لم يصل نتنياهو إلى العدد المنشود، سيكون الهدف محاولة تفكيك كتلته وأخذ أحزاب أو منسحبين منه لينضموا إلى معسكر لابيد.

يدعي وزير المالية، أفيغدور ليبرمان، في مقابلة مع “يديعوت أحرونوت” بأنه إذا لم يصل نتنياهو إلى 61 مقعدا سيكون هناك انفجار سياسي في “الليكود”، أي انسحاب نواب من الكتلة، أو الإطاحة بنتنياهو من رئاسة الحزب. يبدو هذا السيناريو خياليا، وعليه فإن احتمال نجاح خطوة كهذه هو بين متدن وصفري.

إلى جانب ذلك، ستكون هذه مرة أخرى حقيقة يمكنها أن تؤثر على صبر شركاء نتنياهو في الكتلة. الجواب عن هذه الإمكانية معلق بمسألة إذا ما كسر الشركاء الكتلة هذه المرة بخلاف موقف مقترعيهم أو واصلوا إعطاءه بوليصة تأمين سياسية. عمليا، احتمال مثل هذا السيناريو متدن حتى غير موجود.

حكومة برئاسة بيني غانتس مع الأحزاب الحريدية

رئيس المعسكر الرسمي، وزير الدفاع بيني غانتس، يدير في الأشهر الأخيرة حملة بموجبها هو فقط يمكنه أن يخرج دولة إسرائيل من المأزق السياسي ويشكل حكومة مع حزب واحد أو اكثر من الكتلة المضادة. وهو يقصد الأحزاب الحريدية، وهو بالفعل يعد مقربا من ممثليها اكثر من كل زعماء الأحزاب الأخرى في حكومة بينيت – لابيد. وهو يدير حوارا مع ممثليهم ويزور المدارس الدينية ومنازل الحاخامين المهمين. في الأيام الأخيرة وأساسا بسبب ضغط نتنياهو، أجابه زعماء الأحزاب الحريدية بكتف باردة، وقالوا، انهم لن يشكلوا معه حكومة بأي حال.

فضلا عن ذلك فإن الارتباط الثلاثي غانتس – ساعر – آيزنكوت لم يقفز في المعسكر الرسمي الذي بقي في الاستطلاعات عند عدد مقاعد أدنى مما توقع. إضافة إلى ذلك فإن حكومة كهذه تحتاج إلى متغيرات كثيرة لتتدبر أمرها معا. مثل شراكة ائتلافية بين خصوم أو زعماء أحزاب ذات مقاعد اكثر من المعسكر الرسمي توافق الجلوس تحت قيادته. بمعنى أن احتمال ذلك يكاد لا يكون قائما.

انتخابات مرة أخرى

نعود إلى نقطة البداية لحملة الانتخابات الأولى، في الجولة الأولى من نيسان 2019. مرة أخرى لا يوجد حسم، ولا ينجح أي من الأطراف في تشكيل حكومة. في الفوضى السياسية المتبقية فإن الانتخابات للمرة السادسة تصبح الإمكانية الأكثر واقعية، واحتمال ذلك هو متوسط – عال. لا يتبقى سوى الصلاة كي نتبين أننا مخطئون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى