ترجمات عبرية

يديعوت: رغم اغلاق قواعد فلسطينية وتسليم ملف ايلي كوهن خطوات غير مقنعة ان الشرع تنازل عن الارهاب

يديعوت احرونوت 25/5/2025، سمدار بيري: رغم اغلاق قواعد فلسطينية وتسليم ملف ايلي كوهن خطوات غير مقنعة ان الشرع تنازل عن الارهاب

ثلاثة من قادة المنظمات الفلسطينية الذين يسكنون في سوريا عشرات السنين – خالد جبريل، قائد “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، خالد عبد المجيد من “جبهة النضال الفلسطينية” وزياد السرير، أمين عام “فتح الانتفاضة”، طُلب منهم في الأيام الأخيرة الرحيل. ممثلو النظام الجديد، باسم الرئيس أحمد الشرع، وصلوا الى بيوتهم، صادروا الأسلحة والسيارات التي كانت تحت تصرفهم وتصرف مئات من أعضاء المنظمات التي قادوها. صحيح أن الثلاثة لم يُطلب منهم بالقطع ان يغادروا لكنهم استوعبوا الرسالة. معسكرات التدريب الفلسطينية أغلقت، طريق الوصول اليها سد ومن يقترب منها يخاطر باعتقال وتحقيق طويلين بكل ما تنطوي عليه التحقيقات في سوريا من معنى. 

ان طرد المسؤولين الفلسطينيين هو فقط جزء من الالتزام الذي قطعه الشرع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في لقائهما في السعودية في الأسبوع الماضي. “سنعطيهم إحساسا بانهم مواطنون غير مرغوب فيهم”، وعد مستشارو الرئيس السوري. 

هكذا كان أيضا مع المستشارين الإيرانيين الذين طردوا من سوريا. بالتوازي تلقى المبعوث الأمريكي الخاص، توماس باراك “الملف السوري”، من الرئيس ترامب. باراك إياه معروف أيضا بفضل علاقاته الوثيقة في امارات الخليج ولا سيما الامارة الأكثر ودا لإسرائيل أبو ظبي. 

تدعي مصادري في الخليج بانه حتى الان عقد لقاءان على الأقل بين مسؤولين كبار من الموساد والاستخبارات الإسرائيلية ومسؤولين سوريين وذلك بعلم ومباركة الشرع. إسرائيل لا تعقب على ذلك رسميا لكن مسؤولا إسرائيليا اكد لقناة “العربية” السعودية بانه “تجري لقاءات موضوعية”. 

رغم ذلك، يبدو ان إسرائيل لم تطفيء المخاوف من الشرع. فالى جانب المحادثات المنفية – تواصل الاستيلاء على التلال السورية، وطائرات سلاح الجو تعمل ضد اهداف إيرانية في اراضيها بما في ذلك في منطقة العاصمة دمشق. كما أن ابلاغ الشرع للرئيس ترامب بانه معني بالسلام (ليس اتفاقات سلام بل حالة هدوء على جانبي الحدود) بين سوريا و “كل جيرانها” يستقبل عندنا كـ “احترمه وشك فيه”. من ناحية إسرائيل الرسمية، فان الشرع لم ينزع عنه بعد بزة الإرهابي. 

بالتوازي، ثلاثة أصحاب مصانع كبرى في إسرائيل يروون عن اتصالات أولى مع وسطاء يسعون لجس النبض حول دخول بضائعهن الى السوق السورية. من جهة، يبدو أنه يمكن أخيرا صناعة التاريخ. من جهة أخرى، ليس واضحا بعد اذا كانت هذه هي الخطوة الصحيحة، واذا لم يكن يحدق بالشرع خطر على حياته من اجل خصومه غير القليلين.

في سوريا يحتفلون الان بإلغاء “قوانين قيصر” التي كادت تشل تماما “الاستيراد والتصدير” منذ قررت الإدارة الامريكية فرض مقاطعة اقتصادية على الدولة “قيصر الأول” و “قيصر الثاني” هما رجلا شرطة فرا الى الولايات المتحدة في عصر الرئيس بشار الأسد. مع عشرات الاف الوثائق التي تشهد قتل سجناء، قبور جماعية وتعذيبات.

والان، كبادرة حسن نية، نقل الشرع الى إسرائيل كخطوة بناء ثقة، وثائق ايلي كوهن. ويتبين الان ان هذه الخطوة، التي ولدت بمبادرة أمريكية، تبشر بما سيأتي وتلمح بانه يحتمل ان في المستقبل ستنقل الى إسرائيل ايضا رفاة العميل الأسطوري الذي يسمى حتى الان في سوريا “اكبر الجواسيس الإسرائيليين منذ الازل”. 

اذا ما ربطنا الجهد السوري بفتح قنوات تجارية جديدة باتفاقات إبراهيم التي يضغط الرئيس ترامب على سوريا الجديدة للانضمام اليها، فنحصل على صورة واضحة. السؤال الذي لم يوجد له بعد جواب مريح هو هل الشرع الذي يعرف كـ “رئيس مؤقت” سيصمد، ويبقى حيا وكم يمكنه ان يسمح لسوريا التي يدعمها اردوغان تركيا بان تسير “مليء مليء” في الاتجاه الاسرائيلي. كل الخبراء يدعون بانه يجب تبني صيغة دمشق و “عدم القفز الى ما وراء الجدار” بل التصرف بحذر، مرحلة إثر أخرى، بعيون مفتوحة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى