يديعوت: رد خطير
يديعوت احرونوت – مقال – 17/4/2024، غيورا آيلند: رد خطير
حسب اقوال شبه صريحة لمسؤولين إسرائيليين كبار اتخذ منذ الان قرار للرد على الهجوم الإيراني الأخير. بطبيعة الأحوال لا توجد تفاصيل عن متى واي اهداف وباي قوة.
الاعتبارات المؤيدة للهجوم بعامة، وضد اهداف في ايران نفسها، مفهومة بل وحتى منطقية، لكن توجد على الأقل خمسة أسباب لماذا من الصواب الامتناع عن هجوم علني في الأرض الإيرانية.
أولا، اذا كان الهجوم “مضحكة” فقط لاجل رفع العتب، فان ضرره اكبر من منفعته، واذا كان مكثفا فانه سيجر على نحو شبه مؤكد ردا إيرانيا سيدخلنا دون أن نقصد الى معركة طويلة مع ايران.
مشكوك جدا أن يكون هذا هو ما نريده. يجدر بنا أن نتذكر بانه في ضوء الحرب في غزة والمواجهة في لبنان، فهذا حقا ليس الوقت للمخاطرة بحرب طويلة في جبهة أخرى.
ثانيا، رد إيراني من شأنه ان يكون أيضا ضد مصالح أمريكية في العراق او في الخليج او ضد اهداف سعودية او في الامارات او البحرين، وعندها من شأننا ان نتدهور الى حرب إقليمية فيما ان الدول التي تعرضت للهجوم ستتهم إسرائيل بانها أدت الى ذلك.
ثالثا، توجد لإسرائيل مصلحة اكثر الحاحا من ايران وهي إعادة الواقع في حدود الشمال الى الحالة الطبيعية حتى الأول من أيلول وبذلك السماح بعودة السكان الى بيوتهم. من الصواب استغلال الدعم الدولي الذي تلقيناه لتعزيزه عقب استعدادنا للاستماع الى النصائح من لندن، واشنطن وباريس، والمطالبة بالمقابل بدعم غير متحفظ في الموضوع اللبناني، دعم يترجم الى ضغط ناجع (امريكي وفرنسي) لتسوية في الشمال واذا لم ينجح الامر في غضون وقت قصير فدعم غير متحفظ لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في لبنان.
رابعا، المصلحة الإسرائيلية العليا حيال ايران هي منع السلاح النووي عنها. صحيح حتى الان يبدو أن ايران تبحر بامان الى هذا الهدف الخطير. الهجوم الإيراني الأخير يجب أن يكون دليلا على كم هو السلاح النووي لدى ايران خطير، وليس فقط على إسرائيل. هذه فرصة لاستئناف الضغط الدولي عليها. على الضغط ان يتضمن عقوبات اقتصادية الى جانب تهديد عسكري (امريكي) مصداق وبالتالي من الصواب ان تستبدل إسرائيل رغبتها المحقة في الهجوم على ايران بالتزام الغرب للعمل في هذا الموضوع. فليس كافيا تجنيد الولايات المتحدة. يجب أن نعرف كيف نجند كل دول الاتحاد الأوروبي، الهند (التي اختطف 17 من ملاحيها على ايدي ايران) والاهم السعودية. السعودية، على ما يبدو، تساعد ايران في التغلب على مقاطعة النفط عليها في أن ناقلات سعودية تنقل النفط الإيراني الممنوع، وهذه الظاهرة يجب ايقافها.
خامسا، اذا ما دخلت إسرائيل وايران الى مواجهة عسكرية طويلة فمن شأن الامر ان يؤثر على الاستقرار في الأردن. منذ الان تحاول ايران تصوير الأردن كمن يخون المصلحة الفلسطينية والاخوة الإسلامية في مشاركته النشطة الى جانب إسرائيل لإحباط الهجوم الإيراني. الأردن، مثل السودان، هما الدولتان التاليتان اللتان تتطلع ايران للتسلل اليهما والمس بسيادتيهما.
ليس في كل ما قيل أعلاه توصية بعدم العمل على الاطلاق. اكثر من هذا، الحدث الأسبوع الماضي وقع بسبب رد إيراني على هجوم إسرائيلي في سوريا، وفي هذا الموضوع محظور التراجع. الاعمال الإسرائيلية في سوريا في السنوات التسعة الأخيرة منعت إقامة منظمة حزب الله ثانية في هذه الدولة، والاعمال ضد اهداف إيرانية في سوريا يجب مواصلتها. اقدر بان الإيرانيين لن يردوا ضد استمرار المعركة بين الحروب في سوريا، واذا ما ردوا ضدنا سيكون من الاسهل خلق تحالق هجومي ضدهم. توجد لإسرائيل جملة إمكانيات أخرى للرد على ايران، لنقل رسالة ردع لكن ليس بالضرورة عمل ذلك بشكل يلزم ايران بالعودة الى مهاجمتنا.