يديعوت: دور الإيرانيين للتعرق
يديعوت احرونوت – مقال افتتاحي- 16/4/2024، رون بن يشاي: دور الإيرانيين للتعرق
الان حين يكون ممكنا التقدير بان إسرائيل سترد على ايران ينبغي فقط الامل والمطالبة من كابنت الحرب او من الحكومة أن يكون لضربة الرد هذه انجاز أو إنجازا إسرائيلية تبرر الاثمان التي سيتعين علينا ان ندفعها على المستوى الدولي حيال الولايات المتحدة والتحالف الغربي والإقليمي الذي دشن لتوه بناره الأولى وبالمقدرات الأمنية والنفسية التي سيطالبوننا بها.
ضربة النار الإيرانية التي استهدفت الحاق ضرر استراتيجي بالقدرة الجوية والاستخبارية للجيش الإسرائيلي تشهد على أن نظام ايات الله مقتنع بان إسرائيل ضعفت عسكريا ومدنيا، وايران تعززت عسكريا بقدر يجعلها قادرة على ان تدخل في مواجهة مباشرة من أراضيها مع إسرائيل. هذا هو معنى خرق ميزان الردع بين ايران وإسرائيل في الوقت الحالي وجدير بالذكر في هذا الشأن أن نظام ايات الله وان كان متزمتا – اسلامويا في جوهره، لكنه عقلاني جدا ومتفكر في اعتباراته. وعليه فان إسرائيل ملزمة بترميم الردع الذي فقدته والاثبات لخامينئي ورجاله بانهم مخطئون.
ان الفشل المدوي للهجوم الإيراني في ليل السبت – الاحد ساهم مساهمة هامة في هذا الاتجاه، لكن هذا ليس كافيا. فإسرائيل ملزمة بان تعود لتثبت في وعي قادة النظام في ايران بان المس بها من جانب ايران او وكلائها سيكلف ثمنا باهظا جدا من طهران. وعليه، فيجدر بنا الا نسارع. أولا، كي يكون ممكنا مفاجئة ايات الله. كما أنه لن يضر ان يتعرقوا وان يكونوا في حالة قلق ويقف المواطنون بطوابير طويلة امام محطات الوقود ويسالوا أنفسهم المرة تلو الأخرى اذا كانت المساعدة للفلسطينيين تبرر معاناتهم.
سبب آخر لعدم المسارعة هو اختيار الهدف. فإسرائيل لا تريد لضربة الرد من جانبها ان تتسبب بحرب إقليمية. إدارة بايدن، زعماء دول أوروبا الهامة وكذا الدول التي توجد لنا معها علاقات في المنطقة يطالبون لنا بشكل لا يقبل التأويل الا نرد. واذا ردينا أن يكون هذا بشكل لا يجرهم هم أيضا الى حرب مع ايران ووكلائها. ان التحالف الذي نشأ وتكون بسبب الضربة الإيرانية هو ذخر توجد لإسرائيل مصلحة استراتيجية أولى في سموها وبالتالي فان علينا أن نراعي ليس فقط ما يقوله بايدن ورجاله، بل وأيضا ما هو مطلوب كي يتعزز التحالف الذي وقف الى جانبنا في الليل ما بين السبت والأحد.
من هنا فان الهدف الذي تختاره إسرائيل للرد مثلما هي طريقة العمل يجب أن يكونا بشكل يحافظان فيه أيضا على دعم التحالف الإقليمي والغربي بقيادة الولايات المتحدة ويسمحان أيضا لإسرائيل بمواصلة إدارة المعارك في غزة والشمال واساسا إعادة المخطوفين، بدون تأخيرات زائدة.
توجد الى هذا الحد او ذاك أربع إمكانيات. الأولى – “ضربة موضعية”، بمعنى قصف منشآت إيرانية استراتيجية. في ايران توجد عشرات المشاريع ومراكز بحوث كهذه في داخل المدن الكبرى، ضربة قوية عليها كفيل بان يكون لها الأثر المرغوب فيه، لكن من جهة أخرى من شأن هذا ان يلحق ضررا جانبيا وقتلا للمدنيين من شأنه أن يحول العطف والدعم السياسي الذي تتمتع به إسرائيل الان من واشنطن ومن حلفائها الى عداء لان من شأنه أن يشعل حربا إقليمية.
قناة عمل أخرى هي من خلال السايبر، شلل واسع لبنى تحتية للمواصلات، الطيران، الكهرباء وضربة جزئية لامكانية انتاج الطاقة، كل هذه هي في متناول يد السايبر الإسرائيلي الهجومي.
القناتان الثالثة والرابعة هما سريتان وبطبيعة الأحوال اذا ما نفذت عملية من خلالهما فان الموساد سيكون المسؤول عنهما، مع او بدون أخذ المسؤولية واساسا تصفية هامة لمسؤولين كبار في ايران، كانوا مشاركين في اصدار الأوامر وتنفيذ الهجوم على إسرائيل.
في كل حال فان اسرة الاستخبارات واساسا الموساد يعرفون جيدا نقاط الضعف في ايران وهي كثيرة، لكن ينبغي الحذر من الإصابة لنقاط الضعف تلك التي من شأنها أن تدفع ايران لاشعال حرب إقليمية. بمعنى ان الضربة يجب أن تؤلم وتنزع قدرات من ايران لكن الا تشعل حربا واسعة. انجاز آخر ينبغي أن يكون هو تهديد بان ضربة الرد الإسرائيلية تشكل تهديدا على بقاء النظام وعلى مكانته.
عندما أنتهيت من كتابة هذا المقال تلقيت مكالمة من رقم مجهول. عندما استجبت، سمع صوت بدا انه مشوه وبلكنة عربية قال: “انت اسمعني جيدا اذا قمتم بعمل غبي فاننا سنبيدكم. انت تسمعني جيدا؟ نحن سنبيدكم”. بعد ذلك أضاف: “قل لاصدقائك لا ترتكبوا حماقة”. وهذا دليل على سبب آخر لماذا نحن غير ملزمين بالمسارعة بالهجوم. فلنترك الإيرانيين يتعرقون.