ترجمات عبرية

يديعوت – خمسة استنتاجات من التصويت في الوسط العربي

يديعوت– بقلم  سيون حيلاي – 31/3/2021

خبراء يحللون نتائج الانتخابات في المجتمع العربي “.

مع أن معدلات تصويت العرب كانت متدنية وحملة الانتخابات كانت عندهم غافية نسبيا، الا انه لا شك ان نتائج الانتخابات للكنيست الـ 24 القت الاضواء على الوسط العربي وجعلت ممثليهم في الكنيست لاعبين اساسيين في السياسة الاسرائيلية – ومن هم كفيلون ايضا بان يحسموا اذا كانت ستقوم هنا حكومة وبرئاسة اي زعيم.

حتى قبل أن ينجح رئيس راعم/الموحدة منصور عباس في اللحظة الاخيرة بعبور نسبة الحسم، اصبح الشخصية الاكثر عرضة للغزل في الساحة السياسية ولاول مرة توجد امكانية حقيقية في أن يجلس حزب عربي في داخل الائتلاف او على الاقل ان يؤيده من الخارج، بهذا الشكل او ذاك. بالمقابل، في القائمة المشتركة، التي تعرضت لضربة قاسية في صندوق الاقتراع بعد الانقسام مع الموحدة، فانهم لا يزالون يدرسون خطاهم ويوضحون بانهم لا يوجدون في جيب يئير لبيد او جيب ان شخص آخر.

في الوقت الذي لا تزال فيه مسائل عديدة تبقي في الغموض مصير الحزبين العربيين، اللذين نجحا معا في أن يصلا الى عشرة مقاعد فقط وشاهدا كيف ان عشرات الالاف من ناخبيهم يتدفقون الى احزاب اخرى او ببساطة يبقون في البيت، يمكن منذ الان ان نستخلص عدة استنتاجات جوهرية عن التغييرات السياسية الجارية في الوسط العربي وان نقول: هذه الانتخابات وضعت مواطني اسرائيل العرب في مفترق طرق. اختيارهم الى اين يتقدمون كفيل بان يحسم ليس فقط شخصية رئيس الوزراء التالي بل والمصير السياسي للدولة.

1. التحول في اوساط ناخبي راعم:

نزعة المحافظة وخيبة الامل من القائمة المشتركة

“عرب اسرائيل اليوم يريدون ان يكونوا اكثر انتماء من اي وقت مضى، الهوية الفلسطينية هي هامة ولكن يوجد فارق بين الفلسطينيين الذين هنا في داخل الخط الاخضر واولئك الذين خلفه، حول كيف نحصل نحن الحقوق كمواطني الدولة”، شرح د. اريك رودنتسكي، باحث في برنامج المجتمع العربي في اسرائيل في المعهد الاسرائيلي للديمقراطية. “لقد اصبح الخطاب مدنيا اكثر. راعم شخصت هذه الامكانية الكامنة، وهم يأتون كحزب اصيل، كالتيار المركزي العربي الاسلامي  المحافظ ويقولون احد لن يأخذ هويتنا ولكن يمكنهم أن يحرمونا من الحقوق اذا لم نحرص نحن على انفسنا”.

في داخل الوسط يوجد ايضا من يشير الى التحولية المحافظة للناخبين. د. ميخائيل ميلنشتاين، باحث كبير في معهد السياسة والاستراتيجية في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا ورئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز دايان، يدعي بان نجاح راعم في الانتخابات ينطوي على ميل محافظ: “من صوت لهم هو من جهة جمهور يريد أن يندمج وان يؤثر في المباديء الهامة لهم والا يكون مقيدا بالمعارضة، ومن جهة اخرى جمهور ذو تفكير محافظ على نحو خاص، كل الوسط البدوي سار معهم، هم يأتون مع هوية جد مختلفة عن المصوتين للاحزاب في  اليسار، هم ليسوا علمانيين حديثين  او ميالين للغرب.

الصحافية ناهد درباس تشير الى عاملين آخرين لنجاح راعم: خيبة اتلامل من القائمة المشتركة وعمل  ميداني مكثف نجح في أن يحمل بعضا من المصوتين السابقة للمشتركة للتصويت لراعم هذه المرة لغرض الدفع الى الامام بقيم هامة لهم.

ان مراكز التأييد لراعم غير محدودة وتضم مناطق وسكان متنوعين في الوسط: في الاسبوع القادم سينشر بحث يحلل نتائج الانتخابات في المجتمع العربي ووجد ان معاقل قوة راعمكانت في بلدات المجتمع البدوي في الجنوب وفي الشمال، في الاحياء والمدن المختلطة التي فيها يعيش جمهور من اصل بدوي (مثل الجواريش في الرملة)، وكذا في جنوب المثلث ولا سيما – في كفر قاسم، عرش  الحركة الاسلامية.

2.سقوط القائمة المشتركة:

الزمن  لاعادة النظر في المسار

في الانتخابات السابقة نجحتن القائمة المشتركة في اجتراف 15 مقعدا ولكن بدون راعم هبطت هذه المرة الى 6 فقط. “انقسام راعم عن المشتركة مس بالمشتركة، الجمهور العربي عاقب الاحزاب وامتنع عن التصويت لانه غضب من هذا الانقسام – واراد ان تتنافس كل الاحزاب معا”، شرحت درباس. وعلى حد قولها، فان انفصال الممثلين العرب قلص جدا قوتهم في الكنيست ودفع الكثير من الناخبين الى عدم الاقتناع بالتصويت. والنتيجة: نسبة التوصيت من 45.6 في المئة في الوسط مقابل نسبة تصويت عامة فوق 67 في المئة بقليل.

يشير الخبراء الى الضربة التي تعرضت لها احزاب القائمة  – الجبهة بقيت مع 3 مقاعد، حركة التغيير مع 2 والتجمع مع 1 – كتحطم سيجبر المشتركة على اعادة النظر في المسار. “هذا درك اسفل في كل  الازمنة، الان في ميرتس يوجد عرب اكثر مما في التجمع، مما يطرح السؤال اذا  كانت في المدى البعيد ستقوم حكومة بتأييد راعم بينما تجلس المشتركة في الخارج”، قال رودنتسكي.  

سبب آخر لسقوط المشتركة: لم تنجح في أن تحقق ما يكفي من مصالح الوسط. “لقد عملوا اساسا بكثير من الشعارات والايديولوجيا والافكار الوطنية قبل المشاكل المدنية”، شرح ميلنشتاين. “هذا انتهى، لا جدوى منه، هذا هو الجيل القديم. والان بعد أن لم تجلب المشتركة البضاعة، يريد الجمهور العربي تمثيلا  في الحكومة يحقق انجازات ذات مغزى”. وعلى حد قوله، بقيت القائمة المشتركة سائدة في البلدات التي كان فيها معدل التصويت متدنيا مثل ام الفحم، بؤرة الاحتجاج ضد وباء الجريمة  والعنف المتصاعد في المجتمع العربي.

3.يتدفقون لليكود؟

حملة “ابو ئير” ونصف  المقعد الليكود

يقدر الخبراء على اساس معطيات لجنة الانتخابات الاولية بان الليكود زاد بالفعل قوته في المجتمع العربي – ولكن بشكل متواضع من نحو نصف مقعد. والمعنى: ظهور رئيس الوزراء في اطار حملة ابو يئير ونشاطه في ارجاء الوسط زاد معدل التأييد له ولا سيما في البلدات البدوية في الجنوب، ولكن ليس اكثر بكثير  من ذلك. يقدر رودنتسكي بان حقيقة أنه في الاسبوع الاخير من الانتخابات، اوضح نتنياهو بانه لا يعتزم اقامة حكومة مع راعم أخرجت الهواء من اشرعة المقترعين. والنتيجة: نسبة التصويت الادنى في الوسط العربي منذ عشرين سنة.

يعتقد رودنتسكي بانه يوجد غير قليل من الناخبين في الوسط ممن يعتقدون ان نتنياهو مناسب للمنصب. “ولكن توجد مشكلة عصيرة من عدم الثقة بالحكومة، وكذا الخطة للقضاء على العنف في المجتمع العربي والتي قال نتنياهو انه سيعمل عليها، هم لا يؤمنون بانه سينفذها”، قال. “في نهاية المطاف لم يحصل الليكود الا على نصف مقعد، ولكن هذا لا يزال اكثر بكثير مما حصل عليه الليكود في أي وقت. غير قليل من الجمهور العربي يعتقدون بان نتنياهو مناسب كرئيس للوزراء، وهو يعتبر مثل اريك شارون كمن يمكنه أن يأتي بخطة، ولكن في  نهاية الامر  حصل من الوسط على نحو 20 الف صوت. وبالتالي فان خطته لم تنجح”.

تقدر درباس بان من صوت لليكود من الوسط كان اساسا ناخبون من المجتمع الدرزي “عرب اسرائيل لمن يصوتوا لليكود وبالتأكيد طالما ليس لهم اي ممثل عربي في القائمة”، قالت. “كل الاحزاب اليهودية معا حصلت على نحو 70 الف صوت من العرب ويوجد لتفكيك القائمة المشتركة دور في هذا. اذا ما عادت المشتركة لتتحد فاني اؤمن بان المقترعين سيعودون الى هناك”.

4.راعم في الائتلاف؟

استقبلوا “شاس المجتمع العربي”

في الوقت الذي يغازل الطرفان راعم  فان احتمالات ان يجلسوا في الائتلاف في  النهاية – مع نتنياهو او مع لبيد – تبقى متدنية نسبيا. “على مدى كل الطريق قال اليمين انه لن يسير مع الاحزاب العربية ونتنياهو قبل كل شيء يقف على رأس حزب يميني وهو يتعين عليه أن يعمل وفقا للمصوتين له، وهو لا يريد أن يفقد المقاعد الكثيرة هذه التي يتلقاها من اليمين الصهيوني ويسير مع عباس”، قالت درباس.

وعلى حد قولها، مع أن راعم تفحص الامكانيات مع الكتلتين – الا انها ستسير مع من يعد بتحقيق الخطة للقضاء على العنف في الوسط، الغاء قانون القومية واعطاء حرية تصويت بالنسبة للقوانين في موضوع حقوق المثليين. بالنسبة للشرط الاخير، فانها تقدر بان عباس سيصطدم بمعارضة شديدة من كتلة التغيير. بالمقابل حتى لو اوصى في النهاية بنتنياهو، التقدير هو أن الخلافات الداخلية في كتلة اليمين لن تسمح للحكومة بالبقاء عغلى مدى الزمن وعمليا تضمن انتخابات خامسة.

مقابل الاحتمالات الطفيفة لاقامة ائتلاف مع لبيد، يقدر رودنتسكيبانه يوجد بالذات احتمال  ان ترتبط راعم بمعسكر اليمين: “المعسكر الثاني اكثر انسجاما، يوجد نتنياهو والموالون له، باستثناء الصهيونية الدينية ويمينا المعارضين. هؤلاء سيحصلون على منصب وزير وراعم سيحصلون على ما يريدون – معالجة المشاكل الملحة. اذا ما صمد هذا سنتين على الاقل عندها سيكون هنا تغيير، اذا ما اعترفوا بالقرى في النقب، سيبدأون بضخ الاموال للخطط في المجتمع العربي. في نهاية المطاف سنرى ان هذه سياسة في افضل صورها. راعم مستعدة لان تكون شاس المجتمع العربي”.

5.سيناريو انتخابات خامسة:

فوضى وأزمة ثقة

اذا بقيت راعم خارج الائتلاف ولم تقبل اي من الكتلتين شروطها، يتعاظم الاحتمال لانتخابات خامسة. في هذه الحالة – التأثير على الوسط سيكون هداما والتوترات بين الدولة والعرب ستحتدم فقط.

“اذا رأينا هبوطا في هذه الانتخابات في معدلات التصويت، في الانتخابات القادمة سيفهم الجمهور العربي بانهم لا يريدونهم في الحكومة وهذا سيكون فوضى، معدلات التصويت ستكون متدنية اكثر فأكثر، وسيدأ احباط كبير في المجتمع العربي الذي سيفهم انه لن يكون تغيير في الجريمة، في المساعدة للجيل الشاب وفي البنى التحتية”، قدر ميلنشتاين. “يمكن لهذا ان يلحق ضررا كبيرا بثقة المجتمع العربي للحكومة”. معظم الخبراء يقدرون بان ليس لراعم مصلحة في انتخابات خامسة. المشكلة؟ ليس مؤكدا ان يكون بوسعها منعها.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى