ترجمات عبرية

يديعوت: خبـيــئــة نصـــر الـلـه

يديعوت 2023-11-03، بقلم: سمدار بيري: خبـيــئــة نصـــر الـلـه

كل وكالات الاستخبارات – في شمال أميركا وفي أوروبا، في دول الشرق الأوسط وبالطبع في إسرائيل، تتابع نشر اسطول السفن الحربية الاميركية في المنطقة. وبالتوازي تنتظر هذه الوكالات، وهناك من سيقول انتظاراً حتى مبالغاً فيه، خطاب امين عام حزب الله حسن نصرالله في الثالثة عصرا من يوم غد. فهل سلاح البحرية الأميركي مستعد لـ “كل الهجمات”، كابوس جبهات متداخلة في غزة، في لبنان، في سورية، في العراق، في اليمن وربما حتى في ايران؟ ام سيكتفي باطلاق رسالة تحذير حاده لإيران؟

نصرالله، عن قصد، يمزق أعصاب إسرائيل والغرب. السؤال الكبير هو هل سيكتفي زعيم حزب الله بتهديدات حادة، مهما كانت قاسية وصريحة، ام يخفي بين ثنايا عباءته خطة شيطانية لمهاجمة إسرائيل من جهات غير متوقعة؟ كل شيء ممكن وكل شيء يفحص أيضا على مدار الساعة في أجهزة الاستخبارات، التي تعمل الان بتعاون وثيق مع إسرائيل.

حتى الآن، كما ينبغي الاعتراف، حزب الله هو المنتصر. منظمة الإرهاب غير ملزمة بان تجتاز الحدود اللبنانية كي تهرب سكان بلدات الشمال الإسرائيلي من بيوتهم أو ان تبقيهم في الملاجئ وتدفع على حالة التأهب كتائب كبيرة من الجيش الإسرائيلي.

حزب الله، وهذا محظور ان ننساه للحظة، ليس حماس. هذه منظمة ليست كبيرة جدا لكنها بارزة، مدعومة بشكل كبير بالمال وبالسلاح من ايران. شعارهم “حماية لبنان من اعدائه”، ينجح. جيش لبنان، سكان بيروت وشمال لبنان سيشاركون في الخطط. لا توجد في لبنان حكومة حقيقية، وحزب الله هو الذي يقرر متى، اذا كان على الاطلاق، سيطلع الرئيس بالوكالة ووزراء الحكومة بخططه العملياتية. مواطنو لبنان حتى الان، لم يكبد حزب الله عناء احاطتهم بصورة الوضع، وهم يتملكهم الفزع. وزير الخارجية حبيب يعود ويستجدي وقف نار لـ 48 ساعة حتى قبل أن يبدأ القتال الحقيقي.

محظور وكذا متعذر المراهنة على ازمنة الحرب. ومع ذلك: قبل يومين من خطاب نصرالله دعا حاكم ايران خامينئي (يوجد تنسيق بين حزب الله والأجهزة الإيرانية) دول العالم الإسلامي الى وقف تصدير الغذاء والوقود الى إسرائيل، ومصدر مجهول لكنه رفيع المستوى (هكذا حسب الوصف) ادعى امام صحيفة “نيويورك تايمز” بان منظمة حماس لا تتعرض بعد لتهديد وجودي – ولا حاجة، حاليا، لتدخل حزب الله.

كما ان حقيقة أن وزير الخارجية الإيراني وبعده رئيس وزراء طهران يحجان الى تركيا تدل على تشاور وتنسيق نوايا وتوقعات، لكنها لا تشير الى استعدادات لهجوم شامل ضد إسرائيل.

في حماس يحاولون البث بان الوضع معاكس تماما: لثمانية أيام على التوالي دعوا حزب الله واستجدوا ان يتجند لحمل السلاح وفتح جبهة ثانية ضد إسرائيل. في حزب الله يدعون بان خطهم الأحمر للتدخل سيكون مع إبادة حماس، “مع الانفاس الأخيرة”. ايران تأخذ نفسا طويلا. التزامها لحماس ليس مشابهاً وليس عميقا، مثل التزام أجهزة الامن الإيرانية الكبرى وبخاصة قوة القدس، لحزب الله في لبنان. هذه المرة أيضا يوجد تنسيق مواقف كامل بين قيادة حزب الله ومكتب الحاكم في طهران. قائد قوة القدس الإيراني وصل الى بيروت، وأغلب الظن جلب معه رسائل من طهران طُلب من نصرالله ان يدخلها في خطابه. مهما يكن من أمر، حالياً، كما يبدو الوضع في هذه اللحظة، ايران وحزب الله تستعدان، بالضبط مثل إسرائيل لمعركة طويلة في غزة – دون تدخلهما المباشر.

بالطبع، ايران (وكذا حزب الله) لا يهمها كم يقتل في الجانب الفلسطيني السني. بالنسبة لهم، هذه فرصة لتشديد أكثر فأكثر الالتزام لحزب الله، لتوثيق العلاقات مع تركيا وحتى لتحسين صورة ايران الاجرامية في دول العالم العربي. بالذات مع أولئك الذين وقعوا على معاهدات سلام وتطبيع مع إسرائيل. وفي نهاية المطاف، اذا ما باشرت السفن الحربية الاميركية بحرب إقليمية، فان ايران يمكنها أن تواصل الاهتمام ببرنامجها النووي بلا عراقيل.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى