يديعوت: حشر حكومة نتنياهو في الزاوية: “حماس” ستدفع الثمن

يديعوت 4-5-2023، بقلم: آفي يسسخروف: حشر حكومة نتنياهو في الزاوية: “حماس” ستدفع الثمن
لا يزال من السابق لأوانه القول أو التقدير إلى أين تهب الرياح في قطاع غزة ومحيطه. فلئن كان يخيل في ساعات الصباح من يوم أول من امس، للحظة بأن المنظمات الفلسطينية ستكتفي بإطلاق ثلاثة صواريخ “فقط” نحو إسرائيل، فقد جاءت صليات ساعات ما بعد الظهر المبكرة لتوضح بأن لـ”حماس” أيضا سياسة داخلية وليس فقط سياسة خارجية أو أمن. توجد الكرة الآن في الجانب الإسرائيلي، ورد قاس تجاه غزة وتجاه “حماس” سيؤدي على ما يبدو إلى نار أخرى للصواريخ من القطاع وهلمجرا. في السطر الأخير من المشكوك فيه أن تكون “حماس” معنية بتصعيد واسع لكنها شعرت بأن عبء الإثبات على كتفيها. بمعنى أنها بصفتها منظمة “المقاومة” المركزية ملزمة بأن تدافع عن حياة السجناء الفلسطينيين، وبالتأكيد أولئك الذين اتخذوا في الجمهور الفلسطيني صورة القديسين المعذبين، على نمط خضر عدنان.
عدنان، ابن 45، الذي يعتبر احد زعماء “الجهاد الإسلامي” في الضفة الغربية، مات في السجن الإسرائيلي بعد 86 يوما من الإضراب عن الطعام. جعل الإضراب الحالي اسمه مرة أخرى يصدح في المناطق الفلسطينية، بعد أن نجح في الإضراب عن الطعام السابق، حين كان معتقلا إداريا، في نهاية المطاف في أن يتحرر في أعقاب الضغط الذي مورس على إسرائيل. الإنجاز الذي سجله لنفسه في حينه منحه لحظات المجد ومكانة “كبير في الجهاد” رغم أنه لم يعرف بتنفيذ عمليات “إرهابية” حقيقية ضد إسرائيل. لم يكن “إرهابيا” مسلحا آخر، بل بمثابة زعيم روحي ورمز التنظيم والكفاح ضد إسرائيل. منذ تحرره من السجن زار بيوت عائلات السجناء وعائلات الشهداء، ولم يتوقف هناك عن التحريض على العنف ضد إسرائيل، ما أدى في نهاية المطاف إلى اعتقاله الأخير، والقرار بتقديمه إلى المحاكمة.
في ساعات ما بعد الظهر، حاولت “حماس” تهدئة الخواطر ونقل رسائل تفيد بأن ليس في نيتها الوصول إلى مواجهة عسكرية واسعة. النار نحو بلدات غلاف غزة فعلت فعلها وكان هذا كافيا لـ”حماس”. لكن رد “حماس” دفع بالذات حكومة إسرائيل إلى الزاوية ومن شأن نتنياهو ورجاله الآن أن يعتبروا ضعفاء جدا في نظر جمهور ناخبيهم انفسهم، إذا لم يردوا بشكل حازم بما يكفي.
لقد نسيت “حماس” بقدر كبير بأن حكومة نتنياهو ملزمة بأن ترد أيضا لأسباب سياسية داخلية ولاعتبارات الردع للطرف الآخر. لـ”حماس” جملة من الاعتبارات لعدم الانجرار إلى التصعيد، ابتداء من إدخال العمال من القطاع إلى إسرائيل، ونقل الأموال من قطر، وجملة مشاريع تساعد على إعمار القطاع، ولكن يحتمل أن أخذت هذه المرة بالحسبان بأن عليها أن تسير إلى تصعيد محدود ومحسوب يستمر ليوم واحد، وربما يومين ويتوقف هناك. لقد أرادت المنظمة أن تبدي وحدة الساحات في مجرد قرارها الانضمام إلى نار “الجهاد” ونشر بيان باسم “غرفة العمليات المشتركة”.
ستواصل “حماس” تفضيل رد عسكري ضد إسرائيل من ساحات أخرى، لبنان مثلا، مثلما كان قبل بضعة أسابيع فقط. لكن بالذات في ضوء هشاشة الوضع في الساحة الشمالية يحتمل أن يمنع “حزب الله” هذه المرة مؤيدي “حماس” من إطلاق النار نحو إسرائيل من أراضي لبنان. من هنا فإن أساس الجهد يتجه الآن إلى محاولات تنفيذ العمليات من الضفة الغربية وحتى في داخل إسرائيل. لكن ينبغي أن نتذكر بأن ردا عسكريا واسعا من إسرائيل في غزة سيضع الطرفين مرة أخرى في مسار الصدام والتصعيد الذي يصعب أن يتقرر مسبقا كيف ومتى ينتهي.
مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook