ترجمات عبرية
يديعوت: حان الوقت للانفصال عن “دولة يهودا”
يديعوت 2023-07-28، بقلم: عنان ليف – أدلر: حان الوقت للانفصال عن “دولة يهودا”
بعد أسبوع من انقسام الدولة الى قسمين بشكل نهائي – هؤلاء الذين يريدون دولة عبرية وأولئك الذين يريدون دولة مسيحانية – سمعت جملة لم أظن أنني سأسمعها هنا أبدا. «أنا لا أخدم شرطة هذه الدولة، اخرجوا من محلي»، قال صاحب محل شاورما لأفراد من الشرطة وصلوا ليتناولوا طعام الغداء. «أأنت جدي؟» سأل أحدهم، أما التوتر فقصه الجواب: «اخرجوا من محلي رجاء».
لا فكرة لدي كيف انتهى هذا اللقاء. فقد وصلت حافلة الباص التي كانت ستقلني ففررت الى المكيف. حين جلست، فهمت ان ما يغطي نظاراتي لم تكن الرطوبة، بل الدموع. في البيت، رويت لزوجي عن الحادثة التي يتفطر لها القلب، لكنه كان يستمع الي بنصف اذن. رأسه في صفحة فيسبوك تسمى «حركة الانفصال».
«نعم، الانفصال هو ما بتنا نراه منذ أسابيع طويلة: صاحب الشاورما، الذي لم يرغب في أن يدخل الى محله افراد من الشرطة وأعضاء الائتلاف الذين يزقون اصبعا في عين المتظاهرين، وبعض افراد شرطة بن غفير ممن يوجهون لكماتهم لشبان الاحتجاج. بات الانفصال هنا»، أشكو انا لكنه يطلب مني أن اهدأ وأقرأ.
حتى قبل الليلة السوداء من السادس من آب، ثمة من بحثوا في ظل يأسهم في الأشهر الأخيرة عن مخرج لا يضر أيا من الطرفين، وبدؤوا يبلورون «حركة الانفصال». وقد حصل هذا بعد أن بات واضحا اننا في الطريق الى هوة دهورتنا اليها في السنوات الأخيرة عصبة سياسيين مسيحانيين متطرفين داسوا على الوحدة، ودنسوا مجلس النواب، وأسروا الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
20 ألف عضو يوجد منذ الآن في صفحة الانفصال، حتى زمن كتابة هذه السطور، وهناك آلاف المنضمين في اليوم الأخير، ووتيرة ارتفاع بمعدل 40 في المئة في الساعة. القراءة تبين ان الحديث يدور عن عصف أدمغة جمعي لآلاف الإسرائيليين الابداعيين والعمليين من المعسكر الليبرالي ممن يحاولون صياغة ورقة موقف أولى للانفصال عن الاثقال المسيحانية التي اجتذبتنا الى الهوة.
إذاً، في يوم التاسع من آب من سنة «تيشفد»، بعد 1953 سنة من خراب «البيت الثاني»، نهض الجانب الليبرالي ليقول: دعكم، لم نعد شركاء في الطريق. لا يمكننا أن نواصل العيش هكذا بعد اليوم، ولا أنتم أيضا كما يتبين. حان الوقت للصحوة والاختيار بين الهوة وبين الأمل، بين الحرية وبين الحصار، بين الانفصال وبين حرب أهلية أخرى. وعليه، فان متدينين وعلمانيين، مصلين وتاركين، تكنولوجيين وكادحين – ممن يريدون أن يعيشوا في دولة ليبرالية وديمقراطية مثلما كانت هنا حتى امس – سيقيمون لانفسهم دولتهم العبرية والحرة، ومن معني بالعيش تحت حكم الهلخاة فليقم بنفسه حياة كما تراها عيناه، بانقطاع عنا رجاء.
نعم، صحيح، هذا سيعقد حياتنا جميعنا الى أن ننجح في أن نفهم كيف ننفذ هذا الانفصال، لكن هذا على الأقل سيبقينا في بيتنا، في مكاننا ويبقي الطرفين مخلصين في مبادئهما: لن نزعج من هم معنيون بأن يعيشوا في دولة هلخاة محافظة تدوس على حقوق النساء وتنقطع عن العالم الغربي، وهم لا يزعجون في ان نطور لأنفسنا دولة ليبرالية يوجد فيها دستور وتوجد فيها مساواة، بما في ذلك واجب التجند للجيش – إذ تباً، من كثرة الحروق الداخلية كدنا ننسى اعداءنا الذين يجلسون على الجدران.
وكيف سيدافعون عن انفسهم في دولة يهودا؟ سؤال جيد. هم لم يعودوا يمكنهم أن يعتمدوا على مشروع القانون الأساس الذي سارعوا لأن يطرحوه يوم الثلاثاء. من تجربة 75 سنة لا أمل لهذا ان ينجح.