ترجمات عبرية

يديعوت: ثقب أسود موت في رفح

يديعوت 28/5/2024، ناحوم برنياع: ثقب أسود موت في رفح

“خلل مأساوي”، هكذا دعا نتنياهو موت نحو 40 مواطن بالنار التي نشبت في اعقاب قصف الجيش الإسرائيلي. من ناحية فنية هو محق: وقع خلل نتائجه مأساوية. من ناحية جوهرية هو مخطيء: كل من له عينان في رأسه كان يعرف بان هذا الخلل سيأتي. هكذا أيضا بالنسبة لتبادل اطلاق النار مع المصريين وان كانت الملابسات هناك مختلفة. رفح هي ثقب اسود: المخاطر مؤكدة، المردود مشكوك فيه. القرار بالسير الى هناك، في هذا الوقت، امام كل العالم، كان رهانا محظور اخذه. 

غير أن الحقائق التي ظهرت في استيضاح الجيش الإسرائيلي صحيح حتى يوم أمس: الهدف كان تصفية مركزة لمسؤولين كبيرين في قيادة الضفة من حماس. عثر عليهما في مقرهما، مجموعة من المباني المؤقتة – ليس خياما – خارج ما حدد كمنطقة إنسانية. الذخيرة صغرت لاجل عدم المس بغير المشاركين. الجيش لا يعرف ان يقول في هذه المرحلة لماذا اشتعلت النار في الاكواخ المجاورة ولماذا قتل هذا العدد الكبير من المدنيين. يحتمل أن تكون كانت في المباني ذخيرة تفجرت؛ يحتمل ان يكون عدد الذين قضوا نحبهم اصغر مما نشر؛ يحتمل أن تكون المعلومات التي سبقت العملية لم تكن دقيقة والتقدير حول الخطر على حياة المدنيين لم يكن صحيحا. 

كل هذا هام للتحقيق العسكري، لكن لا أهمية له في الأماكن الهامة حقا. في العالم تتراكض صور رهيبة، احداها صورة لطفل بلا رأس – تدفن تحتها كل التفسيرات المنمقة للناطقين الإسرائيليين. فرنسا طلبت منذ الان انعقادا فوريا لمجلس الامن. قرار المحكمة في لاهاي ادخل إسرائيل الى حفرت سياسية ودبلوماسية. الحادثة في رفح عمقت الحفرة أكثر فأكثر. ولا يوجد سلم.

الوضع في الجبهة حيال المصريين اكثر راحة بقليل. يوجد على ما يبدو اجماع بين الطرفين على الملابسات التي أدت الى موت الشرطي المصري، من المسؤول عنها ولماذا. حكومة مصر تريد أن تغلق قصة الحادثة بهدوء. لكن لا يوجد أي ضمانة في أنهم في الحادثة التالية لن ينقلبوا على إسرائيل. كل شيء مشحون على طول محور فيلادلفيا. مشحون أيضا سلاح الجنود في الطرفين.

كابنت الحرب كله مسؤول عن الخطوة العسكرية في رفح. صحيح ان نتنياهو دفع باتجاهها، لدوافعه الخاصة. لكن الامر لا يعفي غالنت، غانتس وآيزنكوت من المسؤولية. الثلاثة عرفوا جيدا الى ماذا يدخلون – وعلى الرغم من ذلك، ايدوا الخطة. ضابط عبري لا يقول في أي مرة لا بمبادرة عسكرية هجومية. أحيانا هو يقول نعم، لكن، مع تشديد على كلمة “لكن”. لشدة الأسف، هذا لم يحصل هذه المرة. 

نتنياهو قال أمس ان “الادعاء بانه يعارض صفقة مخطوفين هو “كذب مقيت”. والدليل: خمس مرات وسع التفويض لطاقم المفاوضات. اما الحقيقة فهي اكثر بساطة بكثير: شرط السنوار للصفقة هو وقف القتال؛ شرط نتنياهو للصفقة هو استمرار القتال. جهود هائلة بذلت في بلورة صيغة ترضي الطرفين: وقف القتال عمليا لكن بكلمات أخرى. الجهود فشلت لان في نظر الاثنين الشرط اهم من الاتفاق. 

عندما يقول اللواء احتياط نيتسان الون او يلمح بانه في تركيبة الحكومة الحالية لن تكون صفقة مخطوفين – فانه يقول الحقيقة. لا غرو في أن نتنياهو يريد استقالته. 

الناس يغضبون عندما يقال لهم “قلنا لكم”. وبالتالي من الأفضل النظر الى الامام: من شأن إسرائيل أن تنهي مغامرة رفح بلا خيارات عسكرية، بل مخطوفين، بلا تسوية في الشمال وبلا صفقة سعودية. مقاطعة ومكروهة في العالم الذي هي متعلقة به. آمل من كل قلبي بان حالات الخلل في رفح هي الأخيرة، ومن هنا نسير بثقة الى النصر المطلق. من الصعب علي أن اصدق بان هذه المعجزة ستحصل. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى