ترجمات عبرية

يديعوت: تحديد سلم الأولويات الآن

يديعوت 2023-11-02، بقلم: أيال حولتا: تحديد سلم الأولويات الآن

انتقلت إسرائيل مرحلة في الحرب في غزة، وتسعى بالتوازي إلى تدمير القدرات العسكرية والسلطوية لـ»حماس» وإعادة المخطوفين إلى الديار. بعد أسابيع على القتال عمل الجيش الإسرائيلي فيها من الجو أساساً، وبعد عدة أيام من هجوم عسكري إسرائيلي بري وإنقاذ المجندة المخطوفة يمكن بالتأكيد أخذ الانطباع أن قدرة «حماس» على إيقاع الضرر قلّت، نشطاؤها أصيبوا، رشقات الصواريخ لا تزداد و»حماس» لا تنجح – رغم محاولاتها – في أن تدخل «حزب الله» إلى دائرة القتال. كل هذا يمكنه أن يتغير في كل لحظة، لكن هذه هي الصورة في هذه النقطة الزمنية. فهل النتائج التي تحققت حتى الآن تقرب جداً إسرائيل من تحقيق أهدافها في الحرب؟ يبدو أنه لا، بل ولا تقرب إعادة إحساس الأمن لدى مواطني إسرائيل.

إن الفجوة بين التصريحات والأعمال في الميدان كبيرة للغاية. فمن اللحظة الأولى كان تأييد واسع في إسرائيل والعالم للهدف الذي حدده رئيس الوزراء – إزالة حكم «حماس» في قطاع غزة. كان واضحاً أن هناك حاجة إلى الوقت لأجل إعادة تنظيم القوات والخطط العملياتية، وجلي أنه كانت حاجة للتنسيق مع الولايات المتحدة بشكل أعمق مما عرفناه في الماضي. كل هذه الأمور استغرقت وقتاً – وهو المقدر الوحيد الذي لا يمكن إعادته – والادعاءات التي تقول: إن الوقت يعمل في صالحنا وأنه يوجد لإسرائيل كل الوقت الذي تحتاجه ليست صحيحة. فالتوقع الأميركي واضح: إنهاء المعركة في وقت محدود ومع ضرر صغير قدر الإمكان بالسكان المدنيين في غزة. من الصعب التقدير كم من الوقت سيمر قبل أن يمارس ضغط دولي لإنهاء الحرب، لكن مثلما يبدو الأمر في هذه اللحظة فإنه سيقاس بأسابيع وليس بأشهر. والمعنى هو أنه بعد نحو أربعة أسابيع، لا يمكن للمستوى السياسي أن يواصل التصرف دون خطة مرتبة ودون تفضيل الأهداف التي يريد أن يحققها. كما يتعين عليه أن يأخذ بالحسبان أن الأهداف التي أعلنت دون قدرة على الإيفاء بها ستزيد أكثر فأكثر عدم ثقة الجمهور وانعدام إحساسه بالأمن.

إذا كانت توجد نية حقيقية لتصفية حكم «حماس» في وقت الخطوة الحربية – فيجب أخذ مخاطر عملياتية، واضح في هذه المرحلة أنهم لا يأخذونها. سواء بسبب الخوف من أن توغلاً أكثر كثافة سيؤدي إلى التورط، أم لأنهم لا يريدون لـ»حزب الله» أن ينضم إلى الحرب. التفكير وكأنه سيكون ممكناً تنفيذ خطوات برية ذات مغزى أكبر في المرحلة التالية لا يستوي مع الواقع. وبالمقابل إذا كانت النية استنزاف قيادة «حماس» على مدى أشهر إلى أن تخرج من مخبئها – فيجب عندها العمل على شراء الوقت وتوسيع النافذة السياسية، خاصة من خلال تحسين الظروف الإنسانية في جنوب قطاع غزة كما يطالب الأميركيون. وإذا كانت النية إعادة المخطوفين في أقرب وقت ممكن فيجب التفكير بجدية في صفقة تأتي على حساب استمرار القتال. وليس أقل أهمية: إذا كانت النية هي إعادة إحساس الأمن لسكان البلدات في الغلاف، فيجب إنهاء الحرب في وضع تكون فيه منطقة فصل عميقة وذات مغزى تبعد كل تهديد مسلح عن الجدار. مطلوبة أيضاً ترتيبات أمن أخرى تماماً في معبر رفح تمنع محافل متطرفة في القطاع من إعادة التسلح بعد نهاية الحرب، وهذه يجب تنسيقها مع مصر والولايات المتحدة. ينبغي أن يقال بشكل واع: الأهداف المختلفة متنوعة بل ومتضاربة. مطلوب خطة إستراتيجية مرتبة وسلّم أولويات واضح.

ينبغي البدء فوراً بأعمال واضحة لتمديد الساعة السياسية من خلال تحسين كبير للوضع الإنساني في جنوب القطاع، وإلا فإننا سنستدعي علينا ضغطاً دولياً لوقف الحرب. يجب أن نبدأ فوراً في تصميم منطقة الفصل الجديدة ونتجه إلى توافقات إقليمية على ترتيبات الأمن الجديدة في القطاع بعد نهاية الحرب. يمكن ألا نتفق على سلّم الأولويات هذا – رئيس الوزراء و»الكابينيت» هما من ينبغي لهما أن يحسما إلى أين تسعى إسرائيل، لكنّ مواطني إسرائيل يتوقعون من القيادة السياسية ومن رئيس الوزراء أساساً أن تتصرف بالمسؤولية اللازمة وقت الأزمة، وأن تعنى بإدارة الحرب دون تفضيل أهداف سياسية ودون إلقاء الذنب على الآخرين. توجد قرارات صعبة يجب أن تتخذ الآن. هذه هي الساعة، وهذه هي المهمة.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى