ترجمات عبرية

يديعوت / بين عمونة والخان الاحمر – حين لا يكون بيتي معقلي

يديعوت – بقلم حايا طال – من سكان الون شفوت في غوش عصيون، محاضرة ونشيطة في منظمة “جذور” – 3/10/2018

في الفترة الاخيرة عادت الى الصدارة الحرب على البلاد. بالطبع لم تتوقف هذه الحرب حقا ولا للحظة، ولكن هذه المرة يريدون تحطيم كل الأدوات. فاليمين واليسار جعلوا سكان البلاد كرة يركلونها في كل صوب على الملعب. الاسماء معروفة: عمونة، أم الحيران، نتيف افوت، عميحاي، متسبيه كرميم، أبو نوار. والآن الخان الاحمر، القرية البدوية الواقعة على مسافة نحو 10 كم عن شرقي القدس، بين كفار ادوميم وميشور ادوميم، والتي توشك هذه الايام على اخلاء قسري وطولب 350 من سكانها بأن يهدموا هذا الاسبوع بأنفسهم الاكواخ والخيام التي يسكنون فيها.

سهل لاصحاب القرار أن يركلوا كرامة الناس وأن يدوسوا على حياتهم باسم كفاح ما. فلسنوات تحاول منظمات اليسار، بعضها بدعم مالي من محافل وحكومات اجنبية، هدم بؤر استيطانية مثل عمونة. ويحتمل أنه كان ممكنا دون مشاركتهم الوصول الى اتفاقات مجدية اكثر لاصحاب الاراضي والامتناع عن الهدم. فمن يري أن يمس بالاستيطان اليهودي حصل كرد على ذلك على عميحاي وبناء وحدات سكنية في نتيف افوت. وبالمقابل، يقف هدم أم الحيران التي لم يعرف أناسها كيف يعدون آلية سلسة للكفاح في سبيل كرامتهم. فالبلدة الجديدة التي ستبنى على حطام قريتهم، لم يخطط لها من اجلهم؛ فقد ارسلوا هم الى حورة. أما في الخان الاحمر فالاطفال والنساء لا ينامون في الليالي منذ اشهر ويرتعدون لكل حركة سيارة أو شرطي على الطريق.

لاسباب مختلفة يتوجب على بناء الحياة الجديدة للشعب اليهودي ظاهرا أن يسبق تخريب مجال الحياة لسكان البلاد العرب. فلماذا اعتدنا على ذلك. بدو أبو نوار أو الخان الاحمر لم يثيروا ابدا اهتمام الحركة الوطنية الفلسطينية. وفقط بعد أن تعاون سكان كفار ادوميم والحكومة على طرد جيرانهم، قفزت السلطة الفلسطينية، التي اهملتهم حتى الآن، لتلتقط الفرصة الذهبية للمس باسرائيل في ظل جعل السكان رهائن لمصالحها.

سيقول من يريد أن يقول إنني أقارن “حيثما لا تجوز المقارنة”. ولكن ثمة شيء مشترك مركزي واحد وبسيط. هؤلاء بشر خُرب عالمهم وقُطع تواصل حياتهم. “بيتي هو معقلي”، غير أنه بروح الفترة يمكن لقوة اكبر منك أن تقوم وتأخذه. وماذا يتبقى بعد أن تخلف الجرافات حطام منازل اليهود أو العرب؟ الكثير من الحزن، الاحباط وفقدان الثقة، والعلم أنه لو كانت كرامة الانسان واحتياجاته الاساسية هامة لأحد ما، لكان ممكنا التعاطي مع البشر وحياتهم دون تقويضها. فابعاد أناس الخان الاحمر سيثبت مرة اخرى كيف أن الحرب على هذه البلاد تمس بالناس دون سبب وجيه، ما من شأنه أن يؤدي الى آثار تؤثر علينا جميعا في المستقبل سلبا. وذلك لأنه عند طرد الناس من بيوتهم، فانهم لا ينسون ولا يغفرون.

عندي طلب واحد من اصحاب القرار في اسرائيل: أعطوا الناس الحق في العيش في بيوتهم وفي عالمهم. وهذا الحق لا ينحصر بسكان غوش قطيف، عمونة، أم الحيران أو أبو نوار. لا يزال ممكنا وقف تخريب الخان الاحمر. أنتم تعرفوا كيف تهدموا، فمتى تدعوا الناس يعيشون؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى