يديعوت – بقلم يوفال كارني – وضعوا حدودا

يديعوت – بقلم يوفال كارني -27/11/2019
منذ مساء يوم الخميس نجح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الحفاظ على وحدة الصفوف في داخل كتلته، وباستثناء تحدي النائب جدعون ساعر – في داخل حزب ايضا. صحيح أن بعضا من كبار رجالات الليكود والنواب البارزون في الحزب “اضطروا” لنشر ردود تأييد مصطنعة لنتنياهو أو الخروج في زخم اعلامي كفاحي من اجله (هكذا، على الاقل، شهد بعضهم) ولكن منذ القرار برفع لائحة اتهام ضده بالرشوة، الاحتيال وخيانة الامانة كان يبدو أن نتنياهو نجح في توحيد الصفوف، حتى ليلة أمس على الاقل.
اما أمس فقد تحطم سور التأييد المنيع حول نتنياهو. ففي اليومين الاخيرين اجتهد لاثارة حماسة مؤيديه وجلب عشرات الالاف في مظاهرة تأييد له – وضد سلطات القانون، بينما على المنصة في تل ابيب وزراء، نواب وكبار رجالات الحزب. ولكن العنوان الفوضوي للمظاهرة – ضد “الانقلاب السلطوي” – حقق العكس واقصى اقدام الوزراء والنواب الذين اعتقدوا بان مثل هذه المظاهرة، في هذه ايام العاصفة والمنفعلة، تتجاوز حدود الخطاب الجماهيري في اسرائيل. فحتى للخجل توجد حدود.
أجرينا أمس جولة محادثات قصيرة بين وزراء وكبار الليكود. لم يكن سهلا عليهم: فقد ملأوا جدول اعمالهم اليومي بالكثير من المناسبات، تحدثوا عن “التزامات مسبقة”، سافروا الى الخارج او الى اجتماعات – المهم ان يبتعدوا عن منطقة التسيب قرب متحف تل أبيب. ان مظاهرة التأييد لنتنياهو هي خطوة سياسية جديرة وشرعية. بل انه جدير ببادرة طيبة كهذه في وضعه السياسي والقضائي. ولكن المظاهرة ضد “الانقلاب السلطوي” – باتت على شفا الانقلاب بحد ذاتها. “ليئات بن آري الى التحقيق”، “شاي نيتسان الى المعتقل” – كانت جزءا من التعابير واليافطات التي رفعت في المظاهرة أمس. جهاز القضاء، النيابة العامة والشرطة جديرة بالانتقاد. ولكن هذه لم تكن مظاهرة تبحث عن العدل – بل بحثت عن الرؤوس. رؤوس الاشخاص الذين جاءوا بنتنياهو الى المحاكمة. شخصي تماما.
وزير العدل هاجم النيابة العامة منذ وقت غير بعيد بحجة أنه تعمل “نيابة عامة في داخل النيابة العامة”. ولكن هل الرد على ذلك هو خلق دولة في داخل دولة؟ دولة مع شرطة اخرى، نيابة عامة اخرى ومحاكم مع قوانين خاصة بها تحاكم محققي الدولة وليس زعماءها؟
“من يذهب الى المظاهرات ضد دولته”، قال بعض الوزراء. بالفعل، يوجد فرق هائل بين اقوال المسؤولين في الليكود بشكل عملي وبين ما يقولونه في الغرف المغلقة. افيغدور ليبرمان روى هذا الاسبوع بان ستة اعضاء في كتلة الليكود قالوا له في احاديث شخصية بانه لن يصوتوا في صالح الحصانة لنتنياهو – اذا ما طلب حصانة كهذه. رئيس بلدية رمات غان، كرميل شاما هكوهن، الذي دعا رئيس ا لوزراء للاستقالة في اعقاب لائحة الاتهام، روى في مقابلة تلفزيونية بانه في الاحاديث مع كبار مسؤولي الليكود يسمع هو ايضا خطابا آخر تماما، انتقادي وقلق. السؤال هو كم سيستغرق من الوقت، اذا كان سيستغرق، الى أن يتأزر اولئك الوزراء والنواب بالشجاعة فيقولوا ذلك علنا.