يديعوت – بقلم يوفال كارني – مسألة ثقة

يديعوت – بقلم يوفال كارني – 22/3/2020
“ لقد كان غانتس مستعدا لان يدخل في حكومة وحدة بالصيغة التي طرحها نتنياهو (وحتى بثمن تفكيك أزرق أبيض)، ولكنه لا يثق به “.
قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يكشف أمس تفاصيل المفاوضات التي أدارها مع أزرق أبيض على اقامة حكومة وحدة وطنية وفصل الخلاف في الطريق الى اقامة حكومة مع تناوب. نتنياهو أول، غانتس ثانٍ. بعد أن علقت المفاوضات بين الطرفين، وضع نتنياهو تفاصيل الاتفاق على الطاولة. المفاوضات السرية التي كانت في الايام الاخيرة بين الحزبين لم تعد لها حاجة.
بسبب العقدة السياسية، حالة الطوارىء في اسرائيل والاجماع الوطني باننا لن نسير الى حملة انتخابات رابعة – فان حكومة الوحدة هي أهون الشرور. هذا ما تريده اغلبية الجمهور في اسرائيل. أمر الساعة كما يقول الكليشيه. نتنياهو اقترح صيغة معقولة ومنطقية لاقامة حكومة متساوية مع توزيع متساوٍ بالتناوب (نتنياهو تولى المنصب اولا لسنة ونصف، ويحل محله غانتس في ايلول 2021 لمدة سنة ونصف) ومع توزيع متساوٍ للحقائب في الحكومة. عندما يكون نتنياهو رئيس الوزراء يحصل أزرق أبيض على حقيبتي الدفاع (اشكنازي) والخارجية (لبيد) بينما يحصل الليكود على المالية (بركات) ورئيس الكنيست ادلشتاين. وعندما يتلقى غانتس رئاسة الوزراء – تتبدل المناصب.
ولكن هنا يأتي التحفظ. نتنياهو طرح انذارات لغانتس وأزرق أبيض: اذا عملت على تغيير رئيس الكنيست ادلشتاين في موعد آخر – لن تكون وحدة. وادعى نتنياهو بان حجم الساعة والازمة العالمية يفترضان اقامة حكومة وحدة، ولكنه عرقل اقامة مثل هذه الحكومة بسبب المستقبل السياسي لرئيس الكنيست.
المشكلة الجوهرية والاكبر هي الثقة، أو انعدام الثقة. نتنياهو هو خارق للوعود على نحو منتظم. لا توجد هنا صلة باليمين أو اليسار. على مدى السنين وعد نتنياهو وزراء كبار في حزبه، رؤساء احزاب وحلفاء سياسيين وعودا شفوية، على الورق وبتوقيع محامين كبار وشهود آخرين -ولكن في لحظة الحقيقة لم تكن له مشكلة في خرق كلمته. المصالح تغلبت على كل وعد. وللحقيقة، لا حاجة لسؤال الخصوم السياسيين الذين وقعوا في أسر أحاديث وخطابات نتنياهو المشوقة. يكفي أن نتذكر على مدى السنين الوعود، الاتفاقات والتوافقات التي كانت له مع كبار رجالات حزبه، ولكنها القي بها في النهاية الى سلة مهملات السياسة الاسرائيلية. حصل هذا المرة تلو الاخرى. القائمة طويلة ومتعبة.
بيني غانتس، هو غر سياسي مقارنة بنتنياهو. ولكن شكه وعدم ثقته تجاه خصمه السياسي عظيمان. يكاد لا يكون ممكنا جسرهما. لقد كان غانتس مستعدا لان يدخل في حكومة وحدة بالصيغة التي طرحها نتنياهو (وحتى بثمن تفكيك أزرق أبيض)، ولكنه لا يثق به. لا يثق بان نتنياهو في لحظة الحقيقة سيخلي كرسي رئيس الوزراء وبيته في بلفور في صالح مرشح وصفه نتنياهو بانه “خطر على أمن اسرائيل”. نتنياهو على وعي بذلك. ولعله لهذا السبب توجه علنا الى غانتس وحدد الموعد الذي سيخلي فيه كرسيه. فهل هذا هو المفتاح للوحدة؟ سنعرف في غضون بضعة أيام.