ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم يوفال كارني- لعبة الازدواجية الاخلاقية

يديعوت– بقلم يوفال كارني– 10/11/2020

نتنياهو يتحالف مع العرب في الكنيست عندما تكون له مصلحة في ذلك ويندد بهم كجهة معادية وغير شرعية عندما لا تنسجم مصالحه مع ذلك-“.

موشيه بوغي يعلون، يئير لبيد ورفاقهما من الوسط – اليسار واثقون من أنه لو كان رفيقاهما من أزرق أبيض، يوعز  هيندل وتسفيكا هاوزر صوتا الى جانب اقامة حكومة اقلية بتأييد خارجي من نواب من القائمة المشتركة – لما كان نتنياهو رئيس  وزراء في اسرائيل.  حسابيا، هما محقا. فبعد الانتخابات الاخيرة كانت هناك اغلبية (على الاقل على الورق) من 61 نائبا لاستبدال نتنياهو. اغلبية ضيقة من “الا بيبي”. في تلك الايام خاض نتنياهو والليكود حملة حادة وفظة ضد كل تعاون سياسي مع اعضاء القائمة المشتركة، والذين وصفهم بانهم “مؤيدي الارهاب”.
مورست على هيندل وهاوزر ضغوط ثقيلة: تصويت واحد بتأييد القائمة المشتركة، واذا بنتنياهو كان سيغادر بلفور. قالوا لهما “هذا تصويت تكتيكي،  فهم على اي حال لن يكونوا جزءاً من الحكومة”. ولكن الرجلين رفضا – حتى لو كان هذا القرار يضمن استمرار تولي نتنياهو للمنصب.  

يمكن بالطبع تقدير الخط الثابت والايديولوجي لهيندل وهاوزر كما يمكن الجدال في ذلك (فقد انضما الى معسكر هدفه المركزي كان اسقاط نتنياهو). ولكن ما لم يتعلمه هيندل وهاوزر بعد – نتنياهو نسيه منذ الان. وهذا يسمى سياسة.

المرة تلو الاخرى اصبح اعضاء القائمة المشتركة  جهة سياسية غير شرعية. مرة  كان هذا “المقترعون العرب يتحركون بكميات هائلة نحو صناديق الاقتراع”، ومرة اخرى هم على الاطلاق مؤيدو ارهاب. ولكن نتنياهو، في أزماته السياسية، اثبت على مدى السنين  علاقة وثيقة مع نواب ومسؤولين كبار في القائمة المشتركة – حتى وان كان مطالبا بان يدفع الثمن على ذلك بالامتيازات وبالخطط للوسط العربي.

بعد حملة الانتخابات في نيسان 2019 نجح نتنياهو في حل الكنيست واستباق رئيس الدولة بفضل  اصوات القائمة المشتركة وبخلاف مصلحة اليسار. قبل وقت قصير من حله للكنيست بعث نتنياهو بالرسل (ميكي زوهر) الى رئيس القائمة الاسلامية النائب منصور عباس لفحص امكانية الا تعارض القائمة اقامة حكومة يمينية ضيقة (خطوة فشلت). عباس اياه، الذي مع رئيس الكنيست يريف لفين الغى قبل نحو اسبوع التصويت في الكنيست على تشكيل لجنة تحقيق برلمانية لقضية الغواصات. عندما اجري التصويت السري في الكنيست على تعيين مراقب الدولة متنياهو انجلمان، حظي مرشح نتنياهو بالاغلبية في هيئة الكنيست باكلملها بفضل اصوات النواب العرب. والقائمة لا تزال طويلة.

اطلق نتنياهو أمس تهنئة حارة بمناسبة انعقاد اللجنة للقضاء على العنف في المجتمع العربي برئاسة النائب عباس، فماذا حصل إذن؟ بعد الانتخابات الاخيرة فقد نتنياهو كتلة اليمين عندما أبقى بينيت وشكيد في المعارضة واصبح بينيت خصما سياسيا مريرا ومرشحا لرئاسة الوزراء. وكان نتنياهو بحاجة لمرسى سياسي لحالة الطواريء فجدد عندها حلفه مع النواب العرب. وغني عن القول: النواب العرب  هم جهة شرعية في اللعبة السياسية، فتعالوا إذن نوقف لعبة الازدواجية الاخلاقية.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى