ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم يوفال كارني – السيناريوهات المركزية اللاحقة

يديعوت – بقلم   يوفال كارني  – 25/3/2021

في ختام ليلة ممزقة للاعصاب أحصي خلالها نحو 90 في المئة من الاصوات، تلقينا سطرا أخيرا معروفا ومقلقا. حتى حملة الانتخابات الرابعة في السنتين الاخيرتين لم توفر حسما. حكومة جديدة لا تبدو في الافق بعد – الساحة السياسية مشلولة.

ومع ذلك، ما هي الامكانيات المتوفرة صحيح حتى اليوم لاقامة حكومة في اسرائيل – برئاسة نتنياهو أو برئاسة مرشح آخر؟ وهل قدر  لنا أن نتدحرج الى انتخابات خامسة تفاقم أكثر فأكثر الازمة غير المسبوقة؟

السيناريو 1: نتنياهو مع فارين

أول أمس في الساعة 22:00 أضاءت العينات الوجه لرئيس الوزراء، حين وفرت له الـ 61 مقعدا المنشودا وامكانية واقعية لتشكيل حكومة. غير أنه كلما مر الوقت تبين أنه لا يوجد لكتلة نتنياهو بما فيها الليكود، الحريديم والصهيونية الدينية اغلبية حتى مع يمينا – مثلما ليس هناك اغلبية لكتلة لاستبداله.

في اثناء حملة الانتخابات ألمح نتنياهو بانه يوجد له فارون محتملون من احزاب اخرى. والتقدير هو أنه كان الحديث يدور أساسا عن احبولة تستهدف المس بحزب أمل جديد لجدعون ساعر، ذاك الذي كان معدا لان يكون  “المرشح”  المركزي لتوفير فارين لنتنياهو يمكنهم ان يجروا انعطافة في الحبكة.

اذا انطلقنا من الفرضية بان الاحزاب في كتلة التغيير لا تعتزم النكث بوعودها والانضمام الى نتنياهو، فان نتنياهو يبقى ملزما بان “يصطاد” نائبين على الاقل من واحد من هذه الاحزاب كي يشكل ائتلافا، وهي المهمة التي فشل فيها في كل جولات الانتخابات السابقة (باستثناء في حالة اورلي ليفي ابقسيس، التي انضمت الى الليكود ولكنها لم تنجح في خلق اغلبية لنتنياهو). لا يوجد سبب حقيقي للافتراض بان هذه المرة سيكون نواب يوافقون على انقاذ نتنياهو في ائتلاف يضم حزب نوعم وايتمار بن غبير – وفي الساحة السياسية يقدرون بان الاحتمال في ان ينجح نتنياهو بالمفاجأة في هذا الجانب هو احتمال طفيف.

السيناريو 2: نتنياهو مع دعم من راعم (الاسلامية)

على فرض أنه لن يكون فارون، فان الامكانية الوحيدة لنتنياهو لتشكيل حكومة هي من خلال دعم خارجي من القائمة العربية الموحدة “راعم” برئاسة منصور عباس، التي اصبحت لسان الميزان في الخريطة المركبة الناشئة. في الاشهر الاخيرة عمل نتنياهو على تفكيك القائمة المشتركة كي يعزل قوى سياسية توافق على دعمه، حتى من الخارج. وقد وضع كل ثقة وزنه على عباس، غازله وتعاون معه، غير انه في اثناء حملة الانتخابات تعهد نتنياهو صراحة بانه لن يعتمد على اي دعم من راعم.  نفتالي بينيت، الذي يلوح كلاعب مركزي في كل ائتلافينشأ، طلب من نتنياهو مؤخرا التوقيع على تعهد بانه لن يقيم حكومة على اصوات عباس. ولكن منذ امس تحدث مقربو نتنياهو في الليكود بانه اذا لم يكن مفر فانه سيجري مفاوضات مع حزب راعم. وقد أدى الامر الى خلاف داخلي في الليكود ومواجهة علنية بين الوزير تساحي هنغبي والنائب شلومو كرعي، أمر بعده نتنياهو بوقف المقابلات الصحفية في الحزب.

المشكلة: حتى لو قرر نتنياهو الشروع في اتصالات علنية مع راعم، فان الصهيونية الدينية ويمينا سيحبطان الخطوة. ولهذا فان احتمال ذلك متدنٍ.

السيناريو 3: حكومة تغيير بدعم راعم

كقاعدة، فان تشكيل حكومة تغيير هو خطوة أكثر تعقيدا. اذا ما حصل رئيس المعارضة ورئيس  يوجد مستقبل يئير لبيد على التكليف بتشكيل مثل هذه الحكومة فمن المتوقع أن يطلب دعم راعم، وربما ايضا دعم المشتركة. لبيد، الذي التقى مؤخرا بعباس، اعترف بانه سيطلب دعم الاحزاب العربية لاقامة حكومة. المشكلة: الاعتراض المرتقب من يمينا ومن امل جديد للفكرة (النائبان في الكتلة، هيندل وهاوزر سبق أن عارضا ذلك في الجولة السابقة)، يجعل احتمال هذا ايضا طفيفا.

السيناريو 4: حكومة تغيير مع الحريديم وبدون ليبرمان

ولعل هذا هو السبيل للامتناع عن جولة انتخابات مضنية: تفكيك الحلف السياسي طويل السنين بين نتنياهو والحريديم، وضمهم الى الكتلة الثانية. على انه من اجل عمل ذلك هناك حاجة لتعطيل لغم آخر –واخراج افيغدور ليبرمان خصمهم اللدود من مثل هذه الحكومة.

فرضية العمل هي ان الحريديم سيوافقون على الدخول الى حكومة كهذه فقط اذا كان على رأسها شخص يميني، لنفترض بينيت، الذي  كما يذكر لم يوافق على الالتزام باي كتلة. في كل الاحوال، حتى لو قامت مثل هذه الحكومة الغريبة، فانها ستعرف على ما يبدو مسبقا كحكومة لمدى قصير كي تحرر اسرائيل من  معمعان الانتخابات التي لا تنتهي ومعالجة الازمة الاقتصادية، في ظل التوافق على وضع الخلافات في موضوع الدين والدولة جانبا. فهل يمكن لهذا ان يحصل – وهل هذا على الاطلاق يمكن أن ينجح؟  شك كبير.

السيناريو 5: انتخابات، مرة اخرى

ما بدا كسيناريو هاذٍ ومتعذر حتى قبل سنتين، يبدو في هذه اللحظة قريبا وملموسا. قبل لحظة من انهاء عد الاصوات من الصعب الا يشعر المرء بالمأزق الذي تتكشف عنه النتائج.

اذا لم تكن انعطافة دراماتيكية في اللحظة الاخيرة، ولم ينكث اي وعد مركزي، لن تكون لاي كتلة اغلبية – واسرائيل ستسير كعادتها في السنتين الاخيرتين الى مناوشة سياسية باهظة، زائدة ومضنية اخرى.

في مثل هذا السيناريو البشع سيبقى نتنياهو رئيس  الحكومة الانتقالية ولكن هنا يجدر الانتباه الى نقطة باعثة على الفضول: امكانية (بدت مدحوضة حتى وقت اخير مضى) وبموجبها يخرج التناوب مع بيني غانتس الى حيز التنفيذ. اذا لم تكن حكومة حتى 17 تشرين الثاني، فان رئيس أزرق أبيض سيحل محل نتنياهو في منصبه وسيدخل الى بلفور، مثلما تقرر في القانون.

والحقيقة؟ بعد كل ما اجتزناه منذ الانتخابات في نيسان 2019، لم يعد يمكن لاي شيء أن يفاجئنا.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى