يديعوت– بقلم يوفال كارني – اختبار ثقة الجمهور
يديعوت– بقلم يوفال كارني – 14/9/2020
“ قرار أمس بالاغلاق للمرة الثانية في غضون نصف سنة هو ايضا اختبار هام للغاية لثقة الجمهور في اسرائيل تجاه حكومة الكورونا التي خيبت آماله “.
“الجمهور وحده فقط يمكنه أن ينتصر على الكورونا”، قال امس مدير الكورونا البروفيسور روني جمزو في اثناء مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الصحة أدلشتاين. من حيث الحقائق، جمزو محق. لا يهم ما تقرره الحكومة – في النهاية هذا في ايدينا، نحن مواطني دولة اسرائيل.
ولكن كي ينتصر الجمهور الاسرائيلي على الكورونا يتعين عليه أن يعرب عن الثقة بقيادته، برئيس الوزراء وبالوزراء حول طاولة الحكومة. لقد شرخت ثقة الجمهور كلما تعرف على تفاصيل عن جلسات كابينت الكورونا والحكومة، والاعتبارات والاضطرارات السياسية، الابعاد الفئوية والضغوطات خلف الكواليس. وهذا هو الفرق بين الموجة الاولى والموجة الثانية: فالاغلاق الاول والطويل مر بانضباط موحد وبتضامن وذلك ضمن امور اخرى لان الجمهور الاسرائيلي اعطى ائتمانا للحكومة ولقراراتها. صحيح أنه كان ايضا دافع آخر: في الموجة الاولى كان الجمهور خائفا اكثر امام المجهول. ولكن امام الائتمان في الموجة الاولى، فاننا في الموجة الثانية في اوبيرا اخرى: الجمهور نقدي اكثر بكثير، شكاك بل ورافض أن يقبل قرارات الحكومة وكأنها منزلة من السماء. لقد تحدثت اسرائيل في الموجة الاولى بصوت واحد. اما في الموجة الثانية فاسرائيل تثرثر.
لم تضيف كلمة رئيس الوزراء أمس الى ثقة الجمهور في قراراته. ونتنياهو بالطبع ليس مذنبا في الوباء، ولكنه يتحمل مسؤولية معالجته. هكذا مثلا عرض معطيات “وردية” جدا بالنسبة لوضع اسرائيل الاقتصادي حيال العالم (“كنا أول من شخص حجم الخطر” او “توجد هنا انجازات، الاقتصاد يوجد في وضع افضل مما هو في معظم الدول”)؛ وكالمعتاد اسقط الاخفاقات والتقصيرات على الاخرين (“اصطدمنا بشعبوية غير عادية في لجان الكنيست وقد مس هذا جدا بمحاولتنا تقليل الاصابة”).
ان الاختبار الحقيقي للاغلاق الثاني سيكون يوم الجمعة بعد الثانية ظهرا. في عشية ليل الفصح كانت الشوارع والطرق في اسرائيل قفراء. فكيف ستبدو عشية رأس السنة القادمة علينا خيرا (او شرا)؟ هل سيستخف الجمهور بالتعليمات، فيخرج للاحتفال بجموعه ويخرق قرارات الحكومة؟ اختبار السيارات على الطرق بعد وجبة العيد سيكون اختبار هام لفحص ثقة الجمهور بالقرار الدراماتيكي بالاغلاق. كما أن اصحاب المصالح التجارية، الذي خرب عالمهم عليهم بعد الاغلاق الاول لا يقبلون كأمر مسلم به مطلب الاغلاق مرة اخرى للمصلحة التجارية والتسبب بالضياع. بعضهم هددوا بانهم سيخرقون التعليمات وسيبقون مصالحهم مفتوحة. المحامي روعي كوهن، رئيس مكتب اتحادات المستقلين والاعمال التجارية في اسرائيل هدد بالتمرد في اعقاب القرار بالتوجه الى الاغلاق. الكورونا مرض قاسٍ ولكن المعركة على الرزق والعيش لا تقل أهمية في القضاء على الوباء. وعليه، فان قرار أمس بالاغلاق للمرة الثانية في غضون نصف سنة هو ايضا اختبار هام للغاية لثقة الجمهور في اسرائيل تجاه حكومة الكورونا التي خيبت آماله.