يديعوت – بقلم يوسي يهوشع – يطلقون النار ويتحدثون

يديعوت – بقلم يوسي يهوشع – 14/11/2019
المسألة التي ترددت فيها أمس قيادة الجيش الاسرائيلي هي ما الذي سيؤدي الى انهاء الجولة مع الجهاد الاسلامي في غزة: هل اطلاق الصواريخ ستتوقف حين يشعر التنظيم بانه حقق انتقامه على تصفية قائد اللواء الشمالي في غزة بهاء ابو العطا أم انه سيقرر وقف اطلاق النار بسبب الضغط المصري، بينما سيرفع حساب الانتقام لاحقا في عملية على الجدار.
أمس، رغم عشرات الاطلاقات نحو بلدات بعيدة نسبيا مثل رحوفوت، الجديرة واسدود، تعزز التقدير الثاني في أن الجهاد الاسلامي لن يرغب في البقاء دون دعم حماس ودون المصريين وعليه فسيحاول انهاء الجولة الحالية والرد في زمن آخر. وذلك بعد أن قال زعيم التنظيم، زياد النخالة ان الهدف في جولة القتال الحالية هو الايضاح بان في وسعنا التشويش والتعطيل على نظام الحياة في اسرائيل. وقال ان “تعطيل المدارس واماكن العمل هو رسالة أردنا نقلها ردا على الاغتيال”.
في مقابلة مع شبكة “الميادين” قال النخالة انه وضعت مسودة لاتفاق وقف نار تتضمن ثلاثة شروط على اسرائيل أن توافق عليها: وقف الاغتيالات في غزة وفي الضفة، وقف النار نحو المتظاهرين في مسيرات العودة وتنفيذ تفاهمات التهدئة. وعلى حد قوله، اذا وافقت اسرائيل على هذه الشروط، يحتمل ان يكون وقف للنار في غضون ساعة، في غضون بضع ساعات أو ايام. واذا كانت هذه بالفعل هي شروط الجهاد الاسلامي، فيكاد يكون هذا كتاب استسلام، بعد أن كانوا استعدوا في مداولات الكريا لسيناريوهات اقسى بكثير.
الفهم في اسرائيل هو أنهم في الجهاد يبحثون عن صورة نصر او رد مناسب من ناحيهم، ولكن في هذه الاثناء لا ينجحون في تحقيق ذلك. والتشديد هو على عبارة في هذه الاثناء، إذ دوما من شأن الدفاع عن يقتحم، ولكن حتى الان النتائج مثيرة للانطباع: في غضون يومين اطلق من غزة قرابة 400 صاروخ، والبطاريات الحديدية نجحت في اعتراض 93 في المئة من النار الفاعلة، فيما لم يفقد أي اسرائيلي حياته. وهذا معدل النجاح الاعلى الذي تحقق حتى اليوم، حيث لغرض المقارنة فانه في جولة العنف التي نشبت في ايار اطلق 690 صاروخا وقتل أربعة مواطنين اسرائيليين.
ويعود السبب المركزي لهذا النجاح الى تنفيذ تحقيقات واستخلاص دروس من الجولة السابقة، حين كان يمكن تفادي موت ثلاثة من بين الاربعة لو كان الناس اطاعوا تعليمات قيادة الجبهة الداخلية. وبالتوازي، نجح الجيش الاسرائيلي في أن يعمل بشكل مؤثر ضد خلايا اطلاق الصواريخ في غزة: اكثر من 20 مخربا من الجهاد الاسلامي قتلوا في غارات جراحية نفذت في منطقة مأهولة بالسكان بكثافة، وذلك دون المس تقريبا بالمواطنين الابرياء.
في هذه الاثناء يضغط الجهاد على حماس للانضمام الى اطلاق النار، وبالمقابل فان ابقاء حماس خارج القتال يبقى المصلحة المركزية لاسرائيل. في جهاز الامن يتخذون اعمالا عديدة وجهودا كبيرة كي تبقى حماس في الخارج، وأمس واصلت الجلوس على الجدار. بشكل عبثي، فان نجاح الجيش الاسرائيلي – اعتراضات القبة الحديدية، سياسة الدفاع المدني والاحباطات المحتملة – صحيح أنها تمنع الاصابات، ولكن تدفع الجهاد الى مواصلة القتال كونه لا ينجح في تحقيق الانتقام الذي يبحث عنه.
صحيح حتى الان يمكن القول ان الجيش الاسرائيلي قدر بان الجهاد سيطلق صواريخ أكثر والى مسافات ابعد. اغلب الظن كان هذا تقديرا مبالغا فيه، وفي الجيش هناك من يعتقد أنه اعطيت حظوة اكبر مما ينبغي للجهاد ولقدراته، ولكن تصفية ابو العطا ساهمت في تشويش كبير في التنظيم الارهابي والمس بسلسلة القيادة.
وبعد كل الثناء للجيش الاسرائيلي، ينبغي أيضا الحذر من عدم الاكتراث. رد من غزة يمكنه أن يظهر في شكل اطلاق صاروخ مضاد للدبابات او استخدام حوامة متفجرة لاصابة ضابط كبير في منطقة الفرقة. أما اطلاق حزب الله لصاروخ مضاد للدروع في الاول من ايلول فقد علمنا بان التعليمات الواضحة لا تضمن الحماية إذ انه في حينه سافرت المركبة العسكرية بخلاف الاوامر وبالصدفة فقط اخطأ الصاروخ ونجا خمسة جنود من الاصابة.