ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم يوسي  يهوشع –  بفضل المسؤولية المدنية والطوق الشرطي الخانق../

يديعوت – بقلم يوسي  يهوشع – 12/9/2021

بعد قصور الفرار المدوي من السجن الحصين، في نفق حفر دون معيق وانتهى بثقب في الجانب غير الصحيح من السور من تحت برج الحراسة المتروك، يأتي القبض على أربعة من ستة المخربين في نهاية الاسبوع ليمنح بعض هواء التنفس ويعيد ربما بعضا من الكرامة الضائعة. الثناء تستحقه الشرطة، المخابرات والجيش الذين عملوا بتنسيق كامل بينهم وانتشروا جيدا في الميدان. لكن يجب أن نتذكر بان أربعة المخربين امسكوا ايضا بفضل اليقظة واحساس المسؤولية لدى المواطنين.

الفجوة بين العملية الجريئة للخلية من سجن جلبوع وبين عمل الاختفاء والفرار الهاوي فاجأ جدا رؤساء جهاز الامن.  وحتى المحققين القدامى والمجربين يجدون صعوبة في تفسيره. في الساعات الاولى بعد الفرار كان هناك من تخوف من أن يحاول الستة الفرار من حدود الدولة. وكانت فرضية العمل ان ارهابيين قدامى يعرفون قدرات الاستخبارات الالكترونية والبشرية لاسرائيل وحاكوا حملة كهذه لا بد انهم اعدوا لانفسهم مسبقا “ذراع استقبال” تهربهم من الايادي الاسرائيلية. غير ان هذا لم يحصل. فقد كان الستة منقطعي الاتصال، عملوا منفردين في اراض مفتوحة، ارتكبوا الكثير من الحركات والاخطاء التي خلفتآثارا في الميدان – من علبة المشروبات وحتى علبة السجائر – وتركوا آثارا. يجدر بنا ان نسميهم: المخربون الأخرقون.

ضربة اخرى، لم يخطط لها الفارون ايضا، هي رد فعل مواطني اسرائيل العرب الذين تجولوا في اوساطهم في اثناء الفرار. اذا نظرنا الى الوراء الى ما حصل في المدن المختلطة في زمن حارس الاسوار، نفهم كم هاما ما حصل حاليا ولماذا من الحيوي استغلاله بحكمة لرأب الصدع. 

فالمخربون ليس فقط لم يتلقوا التعاون الذي توقعوه بل ان عربيا اسرائيليا هو الذي لاحظ المخربين الاثنين في جبل القفز في الناصرة وبلغ الشرطة على الفور. وهكذا القي القبض في ليل السبت على مخربي الجهاد الاسلامي محمود عراضة ويعقوب محمد قادري. عراضة، لشدة الحرج يعد “العقل” خلف عملية الفرار. يحتمل أن نسيه في النفق. 

الحدث لم ينتهِ، مثلما قال عن حق مفتش عام الشرطة كوبي شبتاي، الذي وعد بالاحتفال فقط عندما يكون السجين السادس في يديه. ولكن واضح له ايضا بان العملية هاوية جدا. 

ما الذي جرى في الميدان؟ خلقت القوات طوقا خانقا على الفارين، عمل جيدا. كثرة الحواجز والتواجد الشرطي والعسكري في الميدان خلق ضغطا وجعل المخربين الفارين يرتكبون الخطأ تلو الخطأ. وليس هذا فقط: فالتعاون الهام بين الاجسام تواصل في الدخول الى العمل لقصاصي أثر وحدة “مرعول”، وحدة الاحتياط التي اقيمت في الجيش الاسرائيلي بعد اختطاف وقتل الفتيان الثلاثة في 2014. نداء من مواطن يقظ آخر ادى الى العثور على زكريا الزبيدي ومحمد عراضة في موقف شاحنات في ام الغنم، في سفح دبور. كان عراضة نائما في عربة شاحنة.

الزبيدي، رمز الفرار هو مخرب تسكع على مدى سنوات مع الجمهور والاعلام في اسرائيل – تحرك على خط التماس الذي بين الاجرام و “الاعتدال”. متجول بسترته وببندقيته الملازمة له ومنفذ العمليات دون أن يرمش له جفن، ولكن في نفس الوقت يجري المقابلات الصحفية ويعرض نفسه كمن “وضع السلاح” واصبح معلما و “نشيطا سياسيا”. اي فجوة بين التظاهر وبين النهاية البشعة لعملية الفرار التي قام بها: فقصاصو الاثر عثروا عليه يسير منهكا، متعثرا وليس مسلحا في اتجاه  كهف كان على مسافة 15 متر من الشاحنة.فهموا ان الزبيدي لاحظهم – فاستدعوا قوة “يمم” – فالقي القبض على المخربين الاثنين دون أن تطلق رصاصة واحدة. 

رئيس الاركان كوخافي قال امس ان من شأن الفرار ان تكون له آثار اقليمية على جبهات اخرى. في هذه الاثناء احتوي الحدث، ولكن في اثناء الليل سجلت اعمال اخلال بالنظام في الضفة، بعضها عنيفة جدا وتضمنت اطلاق نار حي نحو قوات الجيش الاسرائيلي. حماس لا تنجح في هذه اللحظة في اشعال المناطق كما أرادت، والصاروخان اللذان اطلقهما الجهاد من غزة، يوم الجمعة وفي منتهى السبت اعترضا بنجاح. 

لاسرائيل توجد مصلحة عليا في حفظ اجهزة امن السلطة قوية، لاجل احباط عمليات ارهابية مستقبلية. كما أن حقيقة أن كل الاربعة اعتقلوا وهم احياء ولم يقتلوا في اشتباك مع قواتنا تساهم في تهدئة الخواطر وبالطبع في المعلومات الاستخبارية. والان تتركز المطاردة على الفارين الاخرين واحد، حسب بعض التقديرات، اجتاز الى المناطق ويحتمل أن يكون في منطقة جنين، والثاني على ما يبدو في اراضي اسرائيل. عملية الاعتقال في جنين هي حدث آخر ومركب. والاحتمال في ألا تنتهي مثل هذه العملية في اشتباك بالنار – متدنٍ. والان حين يكون واضحا  للجهاد الاسلامي بان الجيش الاسرائيلي يطارد المخربين،  فانه على ما يبدو يختبيء ومستعد مع رفاقه المسلحين لهذا الحدث.

وختاما، محظور ان يحرف الاعتقال الهام لاربعة الفارين الاضواء العظيمة عن قصور مصلحة السجون في الفرار، التفويت الاستخباري للمخابرات والاخفاقات الاخرى التي انكشفت. القيادة السياسية التي ارادت كسب الهدوء مع السجناء الامنيين ودفعت الثمن باهظا. 

وبالتوازي يجب أن نتذكر انه توجد جبهة اخرى مع حماس غزة، حيث تحتدم الازمة حول المال القطري. كان يفترض به ان يصل الى موظفي حماس وعلق بسبب رفض السلطة الفلسطينية تحويله. حدث كهذا من شأنه ان يؤدي الى تصعيد وان كان التقدير في الجيش هو أن حماس ايضا، مثل اسرائيل، معنية بالتسوية. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى