يديعوت – بقلم يوسي يهوشع – الهدف : التسوية

يديعوت – بقلم يوسي يهوشع – 15/11/2019
حتى في ظل وقف النار الهش، الذي خرق حتى الان عدة مرات منذ دخوله حيز التنفيذ صباح امس، في الجيش وفي المخابرات الاسرائيلية هناك احساس بان جهاز الامن قام بالمهمة على نحو جيد: فالجولة القتالية التي بدأت بالتصفية الجراحية لمسؤول الجهاد الاسلامي والتي قام بها سلاح الجو فجر يوم الثلاثاء، سجلت اصابة بالحد الادنى للابرياء في ظل الحفاظ على الشرعية الدولية لاسرائيل، وسمحت للجيش الاسرائيلي بقتل 25 مخرب وتوجيه ضربة لمنظومة الجهاد الصاروخية دون السماح له بانجاز حقيقي.
وبالذات بسبب هذا النجاح التكتيكي يتوقع جهاز الامن الان من القيادة السياسية العمل لترجمة الانجاز العسكري الى مكسب سياسي. وفي البحث الامني القريب الذي سيعقده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع قيادة الجيش والمخابرات سيسمع منهم رسالة واضحة: لنستغل الجولة القتالية الاخيرة والناجحة، نسبيا، كي ندفع الى الامام لتسوية مع حماس بوساطة مصرية.
في الجيش الاسرائيلي مقتنعون بانهم وفروا للقيادة السياسية ظروفا محسنة للتقدم في التسوية في ظل الفهم بان الحديث يدور عمليا عن مصلحة متبادلة للطرفين ويسعون لاستغلال حملة “الحزام الاسود” لاعادة الردع الذي كان قائما بعد الجرف الصامد ويحذرون من اضاعة وقت استراتيجي، مثلما حصل بعد جولات سابقة.
حتى لو امتنعت اوساط جهاز الامن من وصف حماس كشريك للمفاوضات وتفضل العمل عبر مصر، فان جولة القتال الاخيرة أثبتت بان المنظمة اختارت بشكل واع العمل على التسوية – حتى بثمن ترك الجهاد الاسلامي لمصيره، بعد أن تبقى وحده امام اسرائيل ولم “يحصل” منها حتى على اطلاق رمزي للصواريخ على سبيل التضامن معه. ومع أنه من السابق لاوانه اجمال المعركة التي قد تنشب مرة اخرى منذ اليوم مع استئناف مظاهرات الفلسطينيين على طول جدار القطاع – الا انه مقارنة بجولات سابقة، وكانت 12 على الاقل منذ اذار 2018، واضح تحسن هام في اداء الجيش والمخابرات الاسرائيلية.
استمر التخطيط للحملة نحو خمسة اشهر، بما في ذلك استقرار الخطط والمناورات، ويبدو أن الجيش الاسرائيلي جاء جاهزا للمعركة وادارها بشكل دقيق، فيما انهاها بظروف مريحة للغاية لاسرائيل – في ظل ابقاء حماس خارج الصورة. وفي حماس يتوقعون الان، بعد انتهاء جولة القتال، تسريع مساعي التسوية.
كما أن الحلف الامني مع مصر، والذي بني في السنوات الاخيرة وتضمن، وفقا لمنشورات اجنبية، مساعدة اسرائيلية هامة في قتال المصريين في سيناء، اثبت نفسه: الضغط المصري على الجهاد اجبره على قبول وقف النار دون أي انجاز حقيقي ودون الانتقام على تصفية ابو العطا.
لقد نجحت الحملة التي انطلقت كما وصفها الناطق العسكري كـ “نافذة فرص” نزل منها الاخطار بنشاط ايراني، في جباية ثمن باهظ من تنظيم الجهاد: فقدرته على اطلاق الصواريخ تلقت ضربة قاسية. صحيح أنه اطلق 450 صاروخا نحو اسرائيل في اثناء ايام القتال ولكن لم يقتل حتى ولا مواطن اسرائيلي واحد، والقبة الحديدية اعترضت 90 في المئة من النار الفاعلة. ومع ذلك، اصيب 77 اسرائيليا ولحق ضرر جم بالممتلكات.
رغم الانجاز العسكري، ظهرت عدة مشاكل مقلقة على جهاز الامن ان يحلها، وبسرعة. بداية: تقدير قوة ونية الجهاد غير الدقيق ادى الى تعليمات متشددة من قيادة الجبهة الداخلية في صباح اليوم القتالي الاول. وكانت النتيجة الشلل التام في غوش دان. من يخرج الى حملة من هذا النوع بعد نحو نصف سنة من الاستعداد، كان ينبغي له ان يقدر على نحو افضل ما الذي يمكن للعدو بالضبط ان يفعله وان يستعد مسبقا، بناء على ذلك، من الناحية الاعلامية في اسرائيل أيضا. مسألة اخرى: محظور ان ننسى ان القتال جرى ضد الجهاد فقط – وليس ضد حماس (او بالتأكيد ليس حزب الله او ايران)، والتي هي ذات قدرة نارية اكبر بكثير. بمعنى أن الجيش الاسرائيلي تصدى جيدا ولكنه كان امام تنظيم ارهابي ضعيف نسبيا.
اضافة الى ذلك، فان محاولة التصفية في دمشق بعد وقت قصير من الهجوم في غزة ضد ابو العطا، العملية التي نسبت حسب منشورات اجنبية لاسرائيل، فشلت. وكنتيجة لذلك نجا مسؤول الجهاد اكرم العجوري ولكن نجله قتل. العجوري هو عضو المكتب السياسي للجهاد، رئيس المجلس العسكري الاعلى ويعتبر رقم 2 في قيادة التنظيم بعد زياد النخالة. والمعنى هو انه من المعقول الافتراض بان الجهاد لا بد سيرد على هذه العملية ايضا، حتى وان لم يكن في المدى الزمني الفوري. هكذا بحيث أن على جهاز الامن أن ينظر ليس فقط جنوبا بل والى الجبهة الشمالية ايضا.