ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  يوسي كوهن- أيام  الرد

يديعوت– بقلم  يوسي كوهن- رئيس الموساد السابق –  1/9/2021

” بعد سقوط افغانستان في ايدي طالبان على اسرائيل ان تخاف من انسحاب امريكي من العراق وتعميق التواجد الايراني فيه. امر الساعة: سياسة جديدة تجاه ايران “.

الانسحاب الامريكي من افغانستان، والذي انتهى أول أمس في ساعة ليلية متأخرة مع صعود الجندي الاخيرالىالطائرةالتي اقلعت من كابول، يجب أن يثير في قلبنا تفكيرا وقلقا في الخطر الملموس الذي يكمن في انسحاب محتمل آخر للولايات المتحدة – هذه المرة من العراق. 

انسحاب عاجل وغير منضبط، كذاك الذي لا يعد على نحو كافٍ، من شأنه ان يؤدي الى انهيار العراق التام في طوائفه المختلفة. ومن شأن النتيجة البشعة ان تكون تعميق التواجد العسكري، الكفاحي، السياسي والارهابي لايران في داخله. 

ان قيام معركة ايرانية ممتدة في القسم الشمالي من الشرق الاوسط، في ضوء انسحاب امريكي محتمل والمشاهد المقلقة التي تصل من افغانستان وسقوطها السريع في ايدي حركة طالبان، يستدعي استعدادا لامكانية أن خطوة امريكية مشابهة في العراق من شأنها ان تسقط اجزاء مركزية في الشرق الاوسط، الهش على اي حال. وفي اثناء كتابة هذه السطور، تستخدم ايران منظومات ارهابية في كل ارجاء العالم. والهدف هو المس بالقوات الغربية، حتى خارج الشرق الاوسط. 

لم تتوقف ايران للحظة عن الجهد لتثبيت مكانتها العسكرية في منطقتنا. في لبنان تعزز وتسلح حزب الله. في سوريا تحافظ على تواجد فاعل للحرس الثوري وتساعد في ادخال وسائل قتالية الى الدولة بالتوازي مع الانتاج الذاتي. وفي العراق تواجد الايرانيين ملموس ومقلق. وهو يقوم على ساقين: الحشد الشعبي، وهو حرس شعبي  يقوض في الخفاء وفي العلن وحدة الدولة والى جانبه تواجد مبهر للحرس الثوري وقوة القدس.

يأتي قرار الرئيس الامريكي بالانسحاب من افغانستان وانهيارها في ايدي طالبان الى جانب مسيرة دراماتيكية لا تقل عن ذلك: محاولات استئناف الاتصالات من القوى العظمى مع ايران لعقد اتفاق نووي جديد. 

بين الانسحاب وبين التطلع المواظب من جانب الولايات المتحدة للاتصال بايران بشأن الاتفاق النووي، تقف اسرائيل في مفترق مصيري. هذان الحدثان الدراماتيكيان يؤثران على اتصالاتها الدولية مع الجهات القوية في الشرق الاوسط، في روسيا، في اوروبا واساسا في الولايات المتحدة.

ان الاسئلة المركزية التي ينبغي لاسرائيل أن تطرحها على شركائها في العالم ومن هنا استخلاص الاستراتيجية القومية، تتعلق اساسا بعملية استخلاص معمق للدروس ينبغي أن نجريه في داخلنا. من هذه الاحداث يجب أن نتعلم – وان نبلور سياسة  جديدة.

بالنسبة للاتفاق النووي: معروف ومقبول من كل القوى العظمى بان ايران ستواصل السعي لتطوير قدرات انتاج نووية متقدمة. بما في ذلك من خلال منشآت التخصيب التحت ارضية، ولا سيما الاثنتين المعروفتين في  بوردو وفي نتناز وكذا من خلال تكنولوجيات متطورة تتعلق بدائرة الوقود والتخصيب وعلى رأسها تطوير اجهزة طرد مركزي من طرازات متطورة للغاية. منظمة صفند، التي تستقر بالتأكيد في طهران تواصل عملية تطوير قدرات علمية من شأنها ان تخدم مشروع السلاح النووي. 

في ضوء اعلان الرئيس الامريكي في اللقاء الناجح مع رئيس الوزراء بينيت، وبموجبه “لن يسمح لايران بان تكون ذات قدرة نووية عسكرية ابدا”، علينا أن نتحدى الاتفاق القائم. فهو يسمح لايران بان تعمل بلا عراقيل تقريبا، وفي ظل موافقة القوى العظمى على برنامجها النووي – ويقيد اجزاء من البرامج الايرانية لفترة محدودة فقط حتى موعد انتهاء مفعول هذا الاتفاق.

وبالتالي فان على اسرائيل وقادتها ان تبلور استراتيجية وتضع اهداف واضحة لسياسة استراتيجية جديدة. يجب أن نطرح مطالبنا بشرق اوسط مستقر يعطل بافضل قواه التواجد الايراني على مدى كل الساحة ولا يسمح لايران بان تصبح دولة حافة نووية. 

بالذات بفضل العلاقات الطيبة السائدة بين القدس وواشنطن، بين رئيس الوزراء بينيت وبين الرئيس بايدن، هذه الرسائل كفيلة بتقديري ان تستقبل بالترحاب، وان تتثبت في قلوب صانعي السياسة في الولايات المتحدة. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى