ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم يوسف العتيبي – سلام عليكم – العتيبي يتوجه للاسرائيليين مباشرة

يديعوت – بقلم يوسف العتيبي 21/8/2020

شلوم عليخم. سلام عليكم. أهلا وسهلا بكم الى الجوار.

لقد أعلنت اتحاد الامارات واسرائيل في الاسبوع الماضي عن اتفاق لتطبيع العلاقات، وهكذا فتحتا الباب لمستقبل افضل في الشرق الاوسط.  اغلقنا الباب امام الضم وخلقنا آليات جديدة في مسيرة السلام. هذا انتصار هام للدبلوماسية وللشعوب في المنطقة.

فما هو إذن المعنى للاماراتيين، الاسرائيليين وشعوب المنطقة؟ بصفتنا الاقتصادين الديناميين والمجتمعين الاكثر حيوية في الشرق الاوسط، فان العلاقات الاقرب بين الامارات واسرائيل ستحث النمو والحداثة. وهي ستزيد كمية الفرص للجيل الشاب – وتسقط أراء مسبقة طويلة السنين. ستساعد على تحريك المنطقة لتتجاوز الارث البشع من العداء والنزاعات، نحو مصير من الامل، السلام والازدهار.

لقد بدأ تطبيع العلاقات منذ الان – وهو سيتقدم على مراحل. الامر الاكثر  الحاحا، والذي سبق أن اعلنا عنه، هو الجهود المشتركة لمكافحة فيروس الكورونا. فتحنا قناة اتصال مباشرة، حين تحدث وزيرا خارجيتنا الواحد مع الاخر هاتفيا. في المدىالقريب يخطط لمحادثات عن علاقات طيران، اتصالات وارساليات دولية. ولاحقا ايضا التعاون في مجالات الصحة، حماية الغذاء والماء، التغييرات المناخية، التكنولوجيا والطاقة، التبادل الثقافي والتعليمي وزيارات على مستوى الوزراء.  وسيأتي تبادل السفراء والوفود الدبلوماسية بعد ذلك.

ستبدأ حكوماتانا العمل بالتوازي مع المسار لتأشيرة الدخول للسياح، الطلاب ورجال الاعمال. ومع الطيران المباشر ستعرض شركات الطيران الرائدة في العالم عندنا وصولا سريعا  الى الامارات وما ورائها – الى كل مقصد مركزي على وجه الكرة الارضية تقريبا.

وبينما نتقدم في الكفاح ضد فيروس الكورونا، فاننا بانتظار ان نستضيف عندنا اسرائيليين زاروا جناحهم واجنحة 100 دولة اخرى في “اكسبو” العالمي والذي سيعتقد في دبي في تشرين الاول القادم. وكذا متحف “اللوفر” في ابو ظبي، مسجد الشيخ زايد الكبير، “الجراند بري” في أبو ظبي، المجتمع التجاري الاكبر في العالم والبرج الاعلى في العالم، صحارى هائلة وشواطيء رائعة – كل هذه بانتظاركم في كل ارجاء الامارات.

بصفتها عاصمة المشاريع، الاستحداثات والاتصالات في الخليج، فان اتحاد الامارات  تنتظر تأسيس علاقات عميقة أكثر مع التكنولوجيا العليا الاسرائيلية.  فالخبرة والتجربة في اتحاد الامارات كرائدة عالمية في مجال الطاقة توفر لاسرائيل امكانية تعاون  اقليمي اعمق. اتحاد الامارات هي ايضا احدى اكبر الدول المنتجة، بل وباقل الاسعار في العالم للطاقة الشمسية وباقي انواع انتاج الكهرباء البديلة.

ان المجتمع الديني للامارات والذي يتشكل من محليين واجانب – والذي هو الاكثر  تنوعا وشمولا في  المنطقة – متشوقلزيارة اسرائيل ولبناء علاقات عميقة أكثر: للجلوس معا في حفل الفصح، في ولائم الافطار في رمضان او في عشاء عيد الميلاد. وبالطبع، نحن ننتظر استضافة الاسرائيليين بالزيارة وللصلاة في مركز ابراهيم في ابو ظبي والذي سيبنى قريبا – تجمع متعدد العقائد سيضم في داخله كل الى جانب الاخر مسجد، كنيسة وكنيس.

ثمة الكثير مما ينتظرنا. كما كتبت في مقالي هنا في حزيران الماضي، هذه هي فضائل العلاقات الطيبة. وفي نفس الوقت فان “منطقتنا لا تزال في هزة كبرى. قدرة حكم ضعيفة، انشقاقات، وتدخلات على المستوى الاقليمي تخلق الظروف للمآسي والمواجهات. فالتوسع الاسلامي يشجع التطرف ويقوض الاستقرار.  مئات السنين من سوء الفهم وعقود من الشكوك تغذي العدوان.

من خلال هذا الاختراق، اختارت اتحاد الامارات واسرائيل الدبلوماسية والتعاون كالطريق المفضل لمواجهة هذه التحديات. والى جانب الولايات المتحدة، سنعمل معا على تعزيز امننا المشترك. فالوعي الافضل والقدرة المحسنة في مواجهة المخاطر والاخطار توفر هدوء ووزنا. هذا  سيتيح لنا ان ننفذ سياسة اكثر كثافة وحوارا اقليميا. الهدف المطلق هو تشجيع التفكير المتجدد على خلق نظام اقليمي، امل وتبديد التوترات.

ان قرار اسرائيل تفضيل المفاوضات على الخطوات من طرف واحد – وتعليق مخططات ضم اراضي فلسطينية قد يكون الانتيجة الاكثر فورية واهمية في الاعلان المشترك. هذا قرار يخلق زمنا ومجالا، دينامية وطاقة جديدة لمسيرة السلام. وهو يحفظ حيوية حل الدولتين كما أيدته الجامعة العربية والاسرة الدولية. وهو يعزز  استقرار الاردن ويعيد تأكيد اهمية المبادرات المستقبلية.

بهذه الروح ستبقى اتحاد الامارات تؤيد بحماسة وثبات الشعب الفلسطيني – كرامتهم، حقوقهم ودولتهم السيادية. عليهم أن يستفيدوا من فضائل التطبيع. ومثلما فعلنا على مدى 50 سنة، سندعم هذه الاهداف بتصميم. والان سنفعل هذا بشكل مباشر، وجها لوجه تعززنا امكانية اعطاء حوافز اقوى في جملة خيارات للسياسة والادوات الدبلوماسية. ان هذا النزاع العنيد ونزاعات كثيرة اخرى مثله في منطقتنا، بالتأكيد لن تحل في لحظة ولكنه ابدا لن يحل بعنف لا نهاية له او بالسير في ذات المسارات التي لا مخرج لها. ان فرص المنطقة، آمال الشعوب فيها هي امور تسير نحو الضياع.

في المكان الاكثر عصفا على الكرة الارضية، ستحاول اتحاد الامارات واسرائيل الان مواجهة هذا المصير.  كدولتين شابتين، احترمنا  تقاليدنا – ولكنها لم تقيد ايدينا. كل واحدة منا اقامت مجتمعا حديثا وتتجه الى المستقبل، ولكن حتى الان فعلنا هذا بالاساس على انفراد. يوجد جدار في منطقتنا. والان، فتح الباب. ومعا، اسرائيل والامارات يمكنهما أن تسيرا عبره. مثلما في كل الرحلات، ستكون مكتشفات ومصاعب. واحيانا يحتمل حتى أن نتجادل على الاتجاه. ولكن الغاية واضحة وآمنة مثلما لم تكن أبدا: شرق اوسط اكثر سكينة، مزدهر ومليء بالامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى