يديعوت – بقلم يفعت ايرلخ – الحقيقة تخرج الى النور

يديعوت – بقلم يفعت ايرلخ – 19/11/2019
الكذب لا يدوم. نهاية الحقيقة أن تظهر، حتى عندما يمضغ الكذب المرة تلو الاخرى. مايك بومبيو، وزير الخارجية الامريكي، اشار في لحظة احتفالية ستدخل الى كتب التاريخ الى الحقيقة البسيطة.
للشعب اليهودي حقوق في يهودا والسامرة على اساس الارتباط التاريخي، القانوني والاخلاقي. هذه الحقيقة البسيطة تآكلت مع السنين، تآكلت في مؤسسات دولية، وبالتوازي تآكلت ايضا في داخلنا نحن. فقد نجحت الدعاية الفلسطينية في أن تغرس في العالم عبارة أراضٍ فلسطينية محتلة. وعندنا ايضا بدأوا يصدقون الكذبة لان يهودا والسامرة هي اراض فلسطينية نحتفظ بها كاراض محتلة رغم أنه لم تكن ابدا تحوزها دولة فلسطينية. واوروبا، يا لاوروبا، عانقت بحرارة هذه النظرية. يا له من لطيف الصاق وسم الاستعمار لدولة اليهود، وسم الاحتلال. كم من الخير يفعل هذا للضمير. الساحة الدولية ملونة ومليئة بالمصالح، ولكن لا توجد اي دولة تحظى بمقياس مميز مثل اسرائيل. فقرار محكمة العدل في الاتحاد الاوروبي الاسبوع الماضي الالزام بوسم خاص للمنتجات الغذائية التي مصدرها اسرائيليون في الجولان، في يهودا والسامرة والقدس – حدد مستوى جديد من التلون والازدواجية. فقد كان ينبغي الحرص على عدم تضليل المستهلك، كما كتب القضاة الاوروبيون في محاولة تدعي البراءة – ليس من ناحية صحية، ليس من ناحية قانونية وليس من ناحية اخلاقية. وعليه، فنحن ملزمون بان نروي له بان المنتج الذي يشتريه مصنوع في مستوطنات مجرد وجودها يتعارض مع القانون الدولي. اما باقي الدول “المحتلة” – المغرب، روسيا، تركيا – التي تتاجر اوروبا معها فلا تحظى بمثل هذا الموقف، ولكن هذا لا يزعج القضاة. نحن لا نتشدد، اضاف الاوروبيون المزاودون، بل نحرص فقط على اعطاء المعلومات المصداقة.
تنثر الادارة الامريكية الحالية من الازدواجية الاخلاقية الاوروبية. وقد قررت بشجاعة الا تبقى غير مبالية وان تستغل الفرصة كي تصلح الفتوى العفنة من العام 1978 التي ادعت بان المستوطنات ليست قانونية. هذه الفتوى، التي تبنتها ايضا ادارة اوباما، كانت موضع خلاف فوق كتابتها. ولكن حتى حسب ما ورد فيها فانها لم تعد قادرة على أن تصمد إذ ان الواقع تغير تماما. فمثلا منذ ان كتبت لم تعد هناك حالة حرب مع الاردن الذي تخلى عن كل ادعاءاته في هذه المناطق. 700 الف اسرائيلي يعيشون اليوم في يهودا والسامرة وشرقي القدس. في الخمسين سنة الاخيرة يربون هناك بفخار الجيل الثالث والرابع، واولادهم ليس لهم فقط حق الاجداد التاريخي بل وايضا حق الاصول الشخصية. حان الوقت لان يعترف العالم بالحقيقة البسيطة: الشعب اليهودي عاد الى وطنه التاريخي.