ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  يئير لبيد وعبدالله بن زايد آل نهيان – اخترنا بشكل مختلف

يديعوت– بقلم  يئير لبيد وعبدالله بن زايد آل نهيان ،  وزيري خارجية اسرائيل واتحاد الامارات–1/7/2021

” مقال ينشر اليوم في “يديعوت احرونوت” وفي صحيفة “ناشينونال” (الوطن) في اتحاد الامارات لوزيري خارجية البلدين “.

توقع العالم بان الفوارق بيننا هي التي ستعرفنا. احدنا يهودي، والثاني مسلم، احدنا اسرائيلي، والثاني عربي. هذه الصور  صممتنا كبني بشر، ولكن اكثر من هذا – رفعت الى السطح مسألة تطرح المرة تلو الاخرى: هل الماضي هو الذي يقرر المستقبل، ام لعلنا أسياد مصيرنا؟

في الاسبوع الذي جرت فيه زيارة رسمية اولى لوزير خارجية اسرائيلي في اتحاد الامارات، وفي  اثنائه اقيمت سفارة وقنصلية لاسرائيل في اتحاد الامارات، هو فرصة لطرح السؤال مرة اخرى، والقرار بالرد عليه. 

عندما وقعت اتحاد الامارات واسرائيل على اتفاقات ابراهيم التاريخية في 2020، قررتا السير في طريق اخرى. فتثبيت  العلاقات الدبلوماسية هو جهد مشترك للدولتين  لتحديد فكر جديد  يؤثر على المنطقة بأسرها: فكر في مركزه السعي الى السلام،  الى الاستقرار، الى الامن، الى الازدهار والى التعايش بين شعبينا.  وتصميمنا لتنفيذ الاتفاقات ينبع من الاعتراف  بان لدينا الكثير من الاهداف المشتركة، ابرزها هو التزامنا  بخلق مستقبل افضل للاجيال التالية.  فاذا كانت لنا فرصة لبناء عالم من السلام من اجلهم، فمحظور علينا أن نفوتها.

لا شك اننا نقف امام تحديات كبرى. فالسلام الذي  اختارته دولتانا يقوم على خلفية اندلاع عنف وتطرف في المنطقة  يميز بديناميكة دبلوماسية مركبة وبمصالح اقتصادية ثقيلة الوزن. ونهجنا هو العمل اولا وقبل كل شيء من اجل حوار مفتوح بين الشعبين، ولكن سيتعين علينا التغلب على قوى تحاول التآمر علينا. وعلى الرغم من ذلك، نؤمن بقلب كامل بقوة القرارات الشجاعة التي تضع مصلحة مواطنينا في الاولوية العليا ونأمل بمواصلة الطريق لتشجيع مزيد من الدول في المنطقة لان تختار الطريق المؤدي الى السلام. 

ان فضائل احلال سلام مستقر واضحة للجميع. فتثبيت العلاقات بين اتحاد الامارات واسرائيل ادى الى ازدهار عظيم: نمو اقتصادي، تبادل للثقافة وتعاون سياسي بين الدولتين. نحن نشهد نفوذا تجارية فحصت  فرصا واعدة للاستثمار والتجارة في جملة من الفروع: الصحة، الطيران، الزراعة، التعليم، الطاقة، التكنولوجيا، السياحة وغيرها. نحن نشهد تعاونا وثيقا بيننا بين البحث والتطوير للتطعيمات ضد فيروس الكورونا، والدليل: اسرائيل واتحاد الامارات تتصدران مكافحة الوراء، ومعدلات المطعمين فيهما هي من الاعلى في العالم. والان،  تلتزم الدولتان بتبادل العلم والخبرة مع دول اخرى كي تساهما في الجهد الدولي للانتصار على وباء الكورونا.  وفضلا عن ذلك، يسر دولتانا على التشارك في مقدراتهما في  مجالات كالمعلومات الرقمية، المدن الذكية، السايبر والذكاء الاصطناعي. فالنمو في هذه الفروع سيؤدي الى منفعة جمة للشباب، وسيدفع الى الامام برفاه المواطنين، سيعمق المنافسة في السوق ويعد دولتينا للمستقبل. 

تبعا للاتفاقات اعلن اتحاد الامارات، الولايات المتحدة واسرائيل عن اقامة صندوق ابراهيم. ومن خلال الصندوق يمكن للولايات المتحدة (من خلال الـ “DFC”، الاتحاد الدولي لتمويل التنمية)، اتحاد الامارات وإسرائيل من نقل اكثر من 3 مليار دولار للاستثمار في السوق الخاصة  وتطوير مبادرات تدفع الى الامام بالتعاون الاقتصادي الإقليمي وتؤدي الى الازدهار في الشرق الأوسط وما وراءه.  ستخلق هذه المبادرة فرصا غير مسبوقة لسكان المنطقة. 

في هذه الأيام بدأت اثنتان من الثقافات المتطورة والدينامية في العالم البناء معا لمحرك شديد القوة للتقدم      والفرص الجديدة – ليس فقط من اجل اتحاد الامارات وإسرائيل، بل في صالح المنطقة باسرها. هذا الحلم نشترك فيه وهو هام بقدر لا مثيل له. فمواطنو اتحاد الامارات وإسرائيل يريدون العيش في عالم من السلام. ومن أجل تحقيق هذا الحلم فان علينا أن نعمل بكد، لخلق فرص لاتصالات مشتركة وتشجيع آخرين على الانضمام الينا. وهذا الجهد لا يمكن التقدم به الا من خلال تعاون متعدد الأطراف بين دول تتقاسم التزامنا للاستثمار في التعاون بدلا من المواجهات.

صحيح ان اتفاقات إبراهيم هي الأولى من نوعها في المنطقة، ولكننا نؤمن بانها ترسم الطريق لاتفاقات أخرى، لمستقبل لا تكون فيها الفوارق عائقا في الطريق الى الحوار.وكلما نال الفعل زخما، نتذكر  أحيانا بان القرارات الحاسمة هي القرارات التي تبدو لنا صعبة بل وربما مستحيلة. 

كلانا نريد ان نعيش في عالم السلام فيه ممكن. علينا ان نعمل بكد وان نعمل معا – مع مواطنين والواحد مع الاخر. من اجل الوصول الى حلول بعيدة المدى ودائمة للمشاكل في منطقتنا، سنواصل حمل حلم السلام بكل جهودنا لبناء عالم  افضل من اجل أبنائنا. السلام ليس اتفاقا يوقع عليه، بل السلام هو طريق حياة. والاحتفالات التي اجريناها هذا الأسبوع ليست نهاية الطريق – بل فقط البداية.

اخترنا بشكل مختلف اخترنا السلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى