ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم ناحوم برنياع – لا شريك السيمفونية الرابعة

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع – 22/3/2021

الشلل، الاحتقار، الضغينة المتبادلة كانت كلها يجب أن تؤدي الى جولة انتخابات اخرى. واكثر من الجولات الثلاثة السابقة فان هذه الجولة هي نتاج كفي نتنياهو، سيمفونيته الرابعة. هو الملحن، هو المايسترو وهو العازف“.

مهما كان تصويتكم في الانتخابات غدا، يخيل أنه على نقطة واحدة يتفق كل الاسرائيليين معا: احد لن يشتاق للحكومة المنصرفة. لا نتنياهو، الذي اضطر لان يتعامل فيها تبعا لاتفاق إكراهي مثلما يتعامل السجين تبعا للاسورة الالكترونية؛ ولا غانتس الذي منذ اليوم الاول لولاية الحكومة وحتى اليوم الاخير قزم وخدع واهين؛ ولا وزراء الحكومة، الذين تلقوا وزارات مع اسماء رنانة وصفر قوة؛ ولا الموظفين في خدمة الدولة الذين ساءت مكانتهم وسحقت كرامتهم؛ لا الائتلاف ولا المعارضة. عشرة اشهر تولت الحكومة الحكم، وباستثناء بضعة اسابيع في بدايتها، ايام البراءة لازرق أبيض، لم يكن لها يوم واحد من السعادة.

لقد تقرر مصير الحكومة الـ، 35 مسبقا: كان هناك من حذروا في الزمن الحقيقي وكان آخرون لم يفهموا الا بأثر رجعي. فما فرق بين نتنياهو وغانتس بعد جولة الانتخابات الثالثة لم يكن خلاف ايديولوجي: فلم يكن مثل هذا الخلاف. المشكلة كانت الاحترام والثقة: نتنياهو لم يكن  الاحترام لغانتس وكفاءاته السياسية؛ وغانتس بل واكثر منه شركاؤه في أزرق أبيض، لم يكنوا ثقة لنتنياهو واستقامته. احتقار للكفاءات من جهة؛  احتقال للطابع من جهة اخرى. هذه بنية تحتية متهالكة لحكومة مشتركة.

الحل الذي توفر استجاب ظاهرا لكل الشكوك: محامون وسياسيون عملوا ليل نهاي الى أن بلوروا معا اتفاقا ائتلافيا مترابطا جيدا، اتفاق تعسفي. ولمنع خرقه جعلوا الاتفاق قانونا أساس، وهذه فضيحة بحد ذاتها. فالقوانين الاساس يفترض أن تكون الاساس لدستور الدولة في المستقبل. أما ان يحل من خلالها اضطرار سياسي فيكاد يكون هذا رجسا للقداسة.

وعلى الطريق أجبر نتنياهو غانتس على أن يوافق على حكومة من 36 وزيرا و 16 نائب وزير، استعراضا للفساد وانعدام الحس في ذروة الوباء، وان يوافق على القانون النرويجي الذي ادخل الى الكنيست سلسلة من المتفرغين السياسيين من المستوى الرائع، وعلى امتيازات وتشريفات غبية اضعفته لدى جمهور ناخبيه. والافتراض بان يكون نتنياهو ذكيا بما يكفي كي يدفيء غانتس ويعزز قوته تبدد. فنتنياهو ما كان يمكنه ان يضبط نفسه. لقد بذل جل مساعيه للحفاظ  على كتلته. مطار بن غوريون لم يغلق، في البداية كي لا يغضب ترامب، ولاحقا كي لا يغضب الحريديم. ولشدة المفارقة، كلف الخوف من الحريديم حياة الحريديم: فقد كانوا هم الضحايا الاوائل لتسييس الوباء. وهذا الاسبوع اغلق دائرة حين وعد بان يبعث بالتطعيمات الى اوكرانيا مقابل استئناف الرحلات الجوية السائبة الى أومان.

ضعيف أمام الحريديم، قوي امام غانتس: حرص على أن يحيد وزارة الدفاع ووزارة الخارجية، الوزارتين الكبيرتين لازرق أبيض. الوزارة الهامة الثالثة، المالية، اخضعت لاحتياجات رئيس الوزراء الشخصية والسياسية. وبدون ميزانية مقرة، في ذروة الازمة، شلت الوزارات الاخرى (الوزارة الوحيدة التي عملت كانت وزارة الصحة؛ خيرا كان أم شرا، اتبعت إمرة نتنياهو). كل ما كان يمكن لغانتس ان يفعله هو ان يمنع خطوات الكتلة الخصم. وسلاحه الوحيد كان الاتفاق: الوضع السياسي الذي ولده مات، ولكن الاحرف الصغيرة فيه كانت حية ترزق. واستخدام الاتفاق كان ناجعا على نحو خاص في الكفاح في سبيل استقلالية جهاز القضاء.

الشلل، الاحتقار، الضغينة المتبادلة كانت كلها يجب أن تؤدي الى جولة انتخابات اخرى. واكثر من الجولات الثلاثة السابقة فان هذه الجولة هي نتاج كفي نتنياهو، سيمفونيته الرابعة. هو الملحن، هو المايسترو وهو العازف.

يجدر بنا أن ننصت ايضا الى اللحن. نتنياهو يعد ناخبيه “بحكومة يمين على المليء”. لا يشرح لهم ما هو اليمين، وما هو المليء. فهل اليمين هو ضم المناطق؟ معاذ الله: فالضم منعه دونالد ترامب، عظيم اصدقاء اسرائيل؛  هل اليمين هو الشعبوية القومية المتطرفة؟ لا بأي حال. مثلما يشرح نتنياهو الان للناخبين العرب، فان قانون القومية استهدف بالاساس التصدي لمهاجري العمل من افريقيا.

اما تعريف معنى “يمين على المليء” فهو يتركه لسموتريتش وبن غبير، مرعييه. من ناحيتهما اليمين هو ابادة جهاز القضاء. هذا هو  اليمين الجديد.

ان الدرس الذي تخلفه وراءها فترة الحياة القصيرة للحكومة الـ 35 بسيط ووحشي: لنتنياهو توجد قدرات عديدة ولكنه ليس قادرا على ان يقيم شراكة مع احد، لا في الاحزاب الخصم ولا في حزبه. مع الحريديم والكهانيين القصة اخرى، هناك لا يدور الحديث عن الشراكة بل عن مقاولة فرعية. قد يفوز في الانتخابات ولكن بعد أن يفوز سيشتاق لغانتس، مليء – مليء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى