ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم ناحوم برنياع – قيود قوته

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع – 29/1/2021

هل يوجد لاسرائيل خيار عسكري؟ ليس مؤكدا. هل نتنياهو قادر على أن يقرر عملية عسكرية؟ تجربة الماضي تقول ان لا. هل يمكن لاسرائيل أن تهاجم عسكريا اتفاقا وقعت عليه الدول الستة الاهم في العالم؟ ليس معقولا “.

قضى رئيس الاركان افيف كوخافي بضع سنوات من حياته في الدراسة في أفضل الجامعات في الولايات المتحدة – في بوسطن وفي واشنطن. وهو يعرف السياسة الامريكية جيدا. وبالتالي فثمة شيء ما غريب، غير مقبول، في قراره ان يهاجم في خطاب علني النية الامريكية للعودة الى الاتفاق النووي مع ايران. لقد قيلت الكلمات على لسان الرجل غير الصحيح في التوقيت غير الصحيح. في افضل الاحوال كوخافي لم يفهم تداعيات اقواله على علاقات اسرائيل مع الادارة الجديدة؛ في أسوأ الاحوال، فهمها.

لقد دخل بايدن البيت الابيض قبل تسعة ايام فقط. وهذا الزمن القصير استغله لتعيين كبار المسؤولين في ادارته، لعزل مسؤولين كبار ممن تبقوا من عهد سلفه، والغاء رزمة كبيرة من القرارات التي اتخذها ترامب. لقد تعاطى الرؤساء في الماضي باحترام تجاه قرارات اسلافهم، حتى لو كان هؤلاء ينتمون الى الحزب الخصم. فجاء ترامب فكسر هذه التقاليد: الغى قرارات اوباما فقط لانها كانت قرارات اوباما. وكان الخازوق اهم له من المضمون. بايدن يسير حاليا في ذات الطريق. وهو يستجيب لتوقعات زملائه في الحزب الديمقراطي: فالمقت تجاه ترامب وارثه هو الخيط الذي يربطهم معا، والحلوى التي تسمح لهم بان يبتلعوا القرارات التي لا يحبونها.

حتى قبل الانتخابات اعلن بايدن بانه يعتزم اعادة الولايات المتحدة الى الاتفاق مع ايران. وزير الخارجية الجديد، انطوني بلينكن سار على خطاه. فالتقدم في المشروع النووي يقلقهما. وهما يسعيان لايقافه. ومقتنعان بانهما يعملان في صالح أمن اسرائيل.

نتنياهو لن يعترف بذلك ابدا. ولكن هجومه على الاتفاق باء بفشل ذريع. الخطاب في الكونغرس كان مبهرا، ولكنه لم يمنع التوقيع على الاتفاق. العقوبات التي فرضها ترامب لم تدفع النظام الى الانهيار. في ختام أربع سنوات ترامب باتت ايران اقرب الى القنبلة. ويواجه نتنياهو الان رئيسا تعلم من تجربته، ادارة متماسكة ومصممة واغلبية ديمقراطية في مجلس الكونغرس. رئيس وزراء اسرائيل لن يدير البيت الابيض ولن يركله. لقد هزلت الخيارات على نحو عجيب.

كوخافي يعيد الان الى الطاولة الخيار العسكري. هل يوجد لاسرائيل خيار عسكري؟ ليس مؤكدا. هل نتنياهو قادر على أن يقرر عملية عسكرية؟ تجربة الماضي تقول ان لا. هل يمكن لاسرائيل أن تهاجم عسكريا اتفاقا وقعت عليه الدول الستة الاهم في العالم؟ ليس معقولا. هذا من شأنه ان ينتهي مثلما في المرة السابقة، في تبذير 11 مليار شيكل، انتصار سياسي ايراني وازمة ثقة مع امريكا.

مهما يمكن من أمر، فان التصدي لادارة الرئيس بايدن ليس من صلاحية رئيس الاركان. من اجل هذا يوجد رئيس وزراء، وزير دفاع ووزير خارجية.

ينتمي كوخافي الى رؤساء الاركان الذين يقلون في الحديث علنا. وقد حقق في الغرف المغلقة اكثر نفوذا من رؤساء الاركان الذين اكثروا من الحديث. والتخوف من تعاظم قوة ايران تشتعل فيه حقا: وانا يمكنني أن اشهد بذلك. ولكن رئيس الاركان بما في ذلك رئيس الاركان الذكي والمعلل يجب أن يتذكر قيود قوته. اذا كان ينسى، يذكرونه: الحمام البارد الذي  تلقاه هذا الاسبوع من كل صوب هو تذكير مناسب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى