ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – انتخابات 61

يديعوت – بقلم  ناحوم برنياع – 5/2/2021

مع كل الاحترام للمرشحين، فليسوا هم قصة هذه الانتخابات. صراع الانتخابات يتلخص كله في رقم واحد: 61. 61 لاغلاق ملفات نتنياهو او 61 لمواصلة حكم القانون؛ 61 للديمقراطية او 61 لبيبيقراطية “.

حاضرت تسيبي لفني في نهاية كانون الاول في الزوم لمنتدى 555، دائرة سياسية من مؤيدي الوسط – اليسار. وعرضت على سامعيها صيغة متدرجة للتصويت في الانتخابات: بداية نسأل من مع ومن ضد نتنياهو. الاحزاب المؤيدة لنتنياهو تشطب. في المرحلة الثانية نسأل من مستعد لان يجلس مع نتنياهو ومن يرفض: هذا  يشطب من القائمة حزبا آخر أو اثنين. في المرحلة الثالثة نسأل مَن مِن الاحزاب مع اسرائيل يهودية وديمقراطية. وهذا يشطب من القائمة حزب جدعون ساعر. فأعضاؤه عملوا على قانون القومية؛ ورفضوا أن يدرجوا فيه تعهدا بالمساواة كما تفترض وثيقة الاستقلال. “بين الاحزاب المتبقية، ستصوتون للحزب الذي تتفقون معه، حزب يقوده أناس تؤمنون بهم”، قالت. “لا معنى لحجم الحزب، انا اعرف هذا من تجربتي، فقط لحجم الكتلة”. اذا تبنينا طريقة لفني، فيتبقى لمصوتي الوسط – اليسار ان يتردووا بين ثلاثة احزاب – يوجد مستقبل، العمل وميرتس. ربما ايضا ازرق ابيض، اذا لم يختفِ حتى الانتخابات.

لفني سترقب الانتخابات من الخارج: المفاوضات التي اجرتها مع يئير لبيد انتهت بلا شيء. هي من تطلب مقعدا مضمونا. أملت في أن يؤدي انضمامها الى خروج ما تسميه “معسكرنا” من الاكتئاب الذي يعيشه، وان تعيد الحماسة. وتوصل لبيد الى الاستنتاج بانه يمكنه ان يتدبر بنفسه بدونها. ويحتمل أن يكون محقا: فهو يعتبر في هذه اللحظة الزعيم المعروف، المصداق، الواثق. خائبو أمل أزرق أبيض ممن توقفوا لدقيقة لدى بينيت ولدقيقتين لدى ساعر سيشعرون براحة اكبر في موقفه.

العمل وميرتس سيكافحان في سبيل حياتهما حتى صندوق الاقتراع. سقوط احدهما الى تحت نسبة الحسم، والاخطر كلاهما، سيقرب كتلة نتنياهو من الـ 61 المنشودة. حاول بعض من شيوخ المعسكر في الاسابيع الاخيرة  دفع الحزبين الى قائمة مشتركة، كتلة فنية يحررهما من ربقة نسبة الحسم. فشلت المحاولة. وكل طرف يعلق الذنب بالطرف الاخر. نيتسان هوروفيتس من ميرتس يدعي انه طلب التفاوض فرفض؛ ميراف ميخائيلي من العمل تدعي بان الرافض والمتملص كان هوروفيتس.

قائمة المرشحين التي انتخبت في العمل تبدو كقص – لصق لقائمة المرشحين في ميرتس: هناك حاجة الى مجهر كي تميز الفروق. تعمل ميخائيلي بان تعيد بناء العمل كحزب كبير، حزب وسط، شقيق لميرتس، ولكنها تحرص على السكن في شقتين منفصلتين. في المدى البعيد قد تكون محقة ولكنها ليس مؤكدا انها ستنجح في المدى القصير. هوروفيتس اعلن بان ليس له اهتمام بالارتباط حين بات العمل يعد حصانا ميتا. وقد وقع في خطيئة الاعتداد الزائد والعمى السياسي. فلم يتمكن من رؤية الوليد.

هل يوجد معنى لكل الاسماء التي تأتي بعد رئيس القائمة؟ نعم ولا. لا،  لان الناخب لا يهمه حقا من هو رقم  اثنين ومن هو رقم ثلاثة. فهو ينتخب الحزب ورئيسه. نعم، لان المجموع ايضا يقول شيئا ما. عندما اقام رفائيل ايتان، رافول، حزب تسومت، اسموه البيضاء والاقزام السبعة. وفي نهاية الا سطورة اياها صفى الاقزام البيضاء.

قائمة حزب العمل، من رقم 3 فأدنى، هو مثال جيد. يوجد فيها حسن؛ ينقصها وزن. رون خولدائي وعوفر شيلح كان يمكنهما ان يكثفانها، كل ومزاياه. ولكن ايا منهم لا يسعده أن رقم 2: خولدائي لانه لم يجرب ذلك، وشيلح لانه تحت لبيد  جرب  ذلك اكثر مما ينبغي، جرب وانطفأ.  لكل واحد منهم توقعاته، شروطه، اضطراراته. لقد اضطرت ميخائيلي لان تتخذ قرارات قاسية في وضع صعب، دون وقت للتردد: فالساعة تدق.

عندما سيترسب الغبار وراء قطار القوائم ستعود الدراما الى حجومها الطبيعية. مع كل الاحترام للمرشحين، فليسوا هم قصة هذه الانتخابات. صراع الانتخابات يتلخص كله في رقم واحد: 61. 61 لاغلاق ملفات نتنياهواو 61 لمواصلة حكم القانون؛ 61 للديمقراطية او 61 لبيبيقراطية.
في نظري كان الحديث الهام هو دور نتنياهو الكاسح في ارتباط سموتريتش وبن غبير. الارتباط نفسه طبيعي. سموتريتش يسند مجرمي تدفيع الثمن بأثر رجعي. اما بن غبير فيؤيدهم مسبقا. الاختلاف الاخلاقي بينهما يقار بالميلمترات. ولكن يوجد معنى لا بأس به لحقيقة أن رئيس وزراء اسرائيل استغل قوة منصبه، اعطا وعودا تقترب من رشوة  الانتخابات، ضغط واقنع، من اجل ماذا؟ من اجل خطوة تستهدف ادخال الكهانيين الجدد الى الكنيست.

يُعرف السياسي بفعله الاكثر تطرفا. مثلما يعرف ترامب بالتأييد الذي اعطاه ويعطيه لميليشيات فاشية، يعرف نتنياهو بالرعاية التي يعطيها لخلفاء كهانا. في امريكا انتهى هذا بهجمة ارهابية على مجلس الكونغرس.

نتنياهو ليس المذنب الوحيد. الصمت على خطوته مذنب بقدر لا يقل. بينيت، غير المستعد لان يجلس مع بن غبير، مستعد لان يجلس في حكومة بن غبير احد وزرائها. هذه هي القوة المفسدة للعادة.

كان لنتنياهو نجاحان كبيران آخران في الطريق الى اغلاق القوائم: شق أو على الاقل اضعاف القائمة المشتركة وشطب البيت اليهودي. اما أزرق أبيض فكان قد حله قبل ذلك:  وهو يبدأ حملة الانتخابات بالقدم اليمنى.

المسيح لا يهاتف

جو بايدن لم يرفع حتى اليوم الهاتف لنتنياهو. المسيح لا يأتي؛ كما ان المسيح لا يهاتف. المكالمة التاريخية ستعقد على ما يبدو الاسبوع القادم. وهي ستندرج ضمن سلسلة مكالمات المجاملات التي سيجريها بايدن مع زعماء في الشرق الاوسط. نتنياهو والملك عبدالله؛ نتنياهو والرئيس اردوغان. الموعد هو الرسالة. فالبيت الابيض يريد أن يقول للاسرائيليين بعامة ورئيس وزرائهم بخاصة: انتم حلفاء، انتم هامون في نظرنا ولكن ما كان لن يكون. الثقة بكم لن تعطى تلقائيا؛ ولا الخط المباشر الى اذن الرئيس. اثبتوا انكم جديرون بالثقة وبعدها نرى.

الكثير من المشاعر توجد في ادارة بايدن تجاه اسرائيل. من جهة التزام عاطفي عميق بأمن اسرائيل كما يرونه؛ من جهة اخرى غضب على كل ما  فعله بهم نتنياهو في عهد اوبامام. نتنياهو يتماثل في الحزب الديمقراطي مع ترامب: كلما نزلنا الى مستوى ادنى واوسع في السلم الحزبي، هكذا تكون الضغينة أكبر. وهي تشمل غير اليهود واليهود. لقد حذر أمريكيون واسرائيليون نتنياهو من ان ترامب لن يبقى الى الابد. اما هو فرفض أن يسمع.

هذا لا يمنع نتنياهو من أن يتولى منصب رئيس الوزراء: اسرائيل ليست جمهورية موز. ولكن هذا يجعل اعادة الثقة مهمة اكثر تحديا. اسحق رابين اجتاز دون دور الانتقال من ادارة بوش الاب الى  ادارة كلينتون. وكانت المشكلة المستوطنات. الرئيسان ورابين سعوا الى اهداف مشابهة. ليس هكذا في موضوع ايران.

روب مالي، 58، عين  الاسبوع الماضي في منصب المبعوث الامريكي الخاص الى ايران. كان مالي ممثل ادارة اوباما في المفاوضات التي انتهت بالتوقيع على الاتفاق النووي مع ايران في 2015. التعيين ليس صدفة. فهو يعبر عن تطلع بايدن لاعادة امريكا الى الاتفاق. الطاقم ذاته، الفكرة ذاتها التي تقول محظور السماح لايران بالوصول الى القنبلة ولا يوجد سبيل لعمل ذلك الا بوسائل دبلوماسية.

مالي أعرفه وأقدره. التقيت به لاول مرة في 1996، عندما كان العضو الاصغر في طاقم السلام لدى كلينتون. التقينا عندما كان موظفا في الادارة وأدى وظائف كبيرة في معاهد بحث. ونحن اصدقاء. سيرته الذاتية استثنائية. أبوه، شمعون مالا، كان يهوديا مصريا، شيوعيا، صحافيا واحد الشخصيات البارزة في عصبة اليهود الذين ايدوا جبهة تحرير الجزائر. وكان في العصبة ايضا أريك رولو، الصحافي الابرز في فرنسا. ورثى مالي اهتمام والديه بالعالم العربي والاسلامي. قليلون يعرفون الشرق الاوسط واسرائيل مثله. مقالات كتبها في المسألة الفلسطينية لم توفر النقد عن اسرائيل. يخيل لي انه  كلما كبر في  السن، اتجه نحو الوسط. فقد تبنى نهجا براغماتيا، يسعى الى الحل. هو رجل عمل. قبل بضع سنوات جاء الى البلاد مع زوجته وثلاثة ابنائه. كانت هذه زيارة لغرض التعلم. تجولوا في البلاد وفي الضفة. التقوا بالناس، وسجلوا انطباعاتهم. قدرت انفتاحه، رغبته في التعلم والتعمق.

هاجم بعض اعضاء الكونغرس الجمهوريين اختيار مالي بدعوى انه مناهض لاسرائيل. اعتقد انهم مخطئون بحقه. هوة تفصل بين بايدن ونتنياهو في مسألة النووي الايراني. وهي ما يجب ان تعالج.

بايدن مقتنع بان أمريكا ملزمة بان تعود الى الاتفاق. هذه هي السياسة التي يوليها على طاقم المفاوضات. اسرائيل تتحدث بعدة اصوات. رئيس الاركان أفيف كوخافي يعتقد انه يوجد وقت.  ومحظور  التوجه الى اتفاق لا يلبي كل مطالب اسرائيل. وفي هذه الاثناء على اسرائيل ان تستثمر في استئناف الخيار العسكري. رئيس الموساد يوسي كوهن، مثل معلمه وسيده مئير داغان يؤمن بالعمل السري. كوهن سيعين مدير المشروع الاسرائيلي في الموضوع الايراني. وهو يعمل في هذا المنصب منذ الان.

نتنياهو ارتكب في الموضوع الايراني كل الاخطاء الممكنة. فالصراع الصاخب الذي خاضه ضد الاتفاق بما في ذلك خطابه البائس امام مجلسي الكونغرس لم يحبط الخطوة بل العكس خلف رواسب قاسية في قيادة الديمقراطيين. وافترض أنه عميقا في قلبه يعرف ان هذه الاخطاء لا يمكن تكرارها مرتين.

الامريكيون هم ايضا يرتكبون وسيرتكبون الاخطاء. الايرانيون اكثر تصلبا وتجربة منهم في المفاوضات. ومع ذلك، فهم اكثر وعيا اليوم مما كانوا قبل ست سنوات. وسيتعين على يوسي كوهن ان يمارس عليهم ك سحره: بدون ضجيج، بدون نشر، بدون حروب علنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى