ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  ناحوم برنياع – الاكثر تركيزا

يديعوت – بقلم  ناحوم برنياع – 13/11/2019

بهاء ابو العطا كان ابنا عاقا في عائلة الارهاب. رغم أنه لم يبدو هكذا دوما، الا ان لهذه العائلة توجد قواعد. يوجد منطق في الجنون. وكان ابو العطا قرر الاستخفاف بالقواعد، ان ينفس عن الغضب وان يدير، عمليا، حربا خاصة به ضد اسرائيل، بتوقيته وبطريقته. وبقدر لا يقل عن انه شكل مشكلة لنا،  فانه كان مشكلة لمصر وحماس. وكان التقدير في اسرائيل انه طالما كان نشطا في الميدان، فلن يكون ممكنا الوصول الى تسوية في غزة. كل محاولة للتسوية ستصطدم بالعمليات التي ستستوجب من الحكومة أن ترد، فتدخل المعركة في غزة الى الدوار. في الاشهر الستة الاخيرة نقلت اليه، مباشرة وبشكل غير مباشر، تحذيرات صريحة. وما أن واصل عادته، حتى نضج القرار بتصفيته جسديا.

لقد كان التقدير في اسرائيل ان حماس لن تحد على موته. معقول اكثر الافتراض انه في قيادتها في غزة سيردون بتنفس للصعداء. 

لقد جاءت التصفية لتكون الاكثر تركيزا بالقدر الممكن. ولا اقصد فقط الجهد لتقليص الضرر المحيط – قتلت معه زوجته ورجل آخر كان في الشقة، بل اساسا الجهد لابقاء حماس خارج الصورة. في تبادل اطلاق النار امس، في اعقاب التصفية، امتنع الجيش الاسرائيلي  عن اطلاق النار على مواقع لحماس. وحتى في ضرب اهداف الجهاد الاسلامي كان النهج ضيقا. في ثلاث حالات اطلقت النار على خلايا كانت في طريقها الى اطلاق الصواريخ. هنا وهناك اطلقت النار على مشاغل. وكان الافتراض بانه اذا قتل عشرين – ثلاثين شخصا فان حماس ستكون ملزمة بان تتدخل. قتل، فضلا عن ابو العطا، زوجته والرجل الاخر في شقتهما، بين خمسة الى ثمانية اشخاص. 

وبالفعل، صحيح حتى امس، حماس لم تطلق النار. فقد تركت الجهاد يطلق اكثر من 200 صاروخا، ولكنها امتنعت عن اطلاق الصواريخ بنفسها. في سماء غزة واسرائيل دارت حرب، وحماس متوقفة عن النار. هذا ينبغي أن يعلمنا شيئا ما عن المزاج في حماس. 

قلنا عودة الاحباط المركز؛ قلنا السلوك المفاجيء لحماس؛ الجديد الثالث هو قصة الجبهة الداخلية. فالاوامر التي اصدرتها قيادة الجبهة الداخلية صباح امس كانت متشددة وجارفة: مليون طفل كانوا يوشكون على الخروج الى الرياض والمدارس بقوا في البيوت؛ مئات الالاف لم يصلوا الى العمل؛ شوارع المدن في الوسط – بما في ذلك تل أبيب -كانت فارغة. في نهاية هذا اليوم قالوا في الجيش الاسرائيلي ان اطلاق الصواريخ من غزة كان في حجم اصغر مما توقعوه. هذا نصف القصة. النصف الثاني كان الخوف من أن يؤدي وقوع اصابات في وسط البلاد بالكابنت للدفع نحو التصعيد في غزة. هذه فترة حساسة جدا من ناحية سياسية، والقيادة السياسية اكثر انصاتا من أي وقت مضى لعناصر معينة في الرأي العام. من الافضل التعرض الى احتجاجات على الانهزامية من الدخول الى تدهور لا يمكن التحكم به. وعليه، فقد اتخذوا جانب ضبط النفس في غزة والاحتواء في سديروت، موديعين وريشون لتسيون. 

مثلما في الماضي، عولوا على مصر لتدخل الى الصورة، فتهديء حماس وتشق الطريق الى التسوية. بالتوازي، بفارق ست دقائق، اطلقت صواريخ على بيت في حي المزة في دمشق. وكان الهدف أكرم العجوري، من قادة الذراع العسكري للجهاد الاسلامي. اما العملية فنجحت اقل: قتل اثنان، احدهما ابن العجوري، اما العجوري فنجا. اسرائيل لم تأخذ المسؤولية، وبالتالي لم تمتنع عن التفسير لما سعت، ظاهرا، الى تحقيقه في هذه العملية. عن العجوري لا يمكن القول انه “قنبلة موقوته”. فهو نشيط في تنظيم الارهاب منذ عشرين سنة.

لقد توقفت سياسة التصفيات المركزة ليس لان احدا ما في جهاز الامن اصيب بنوبة من الرحمة على اهداف التصفية او لان اسرائيل استصعبت الوقوف في وجه الضغط الدولي. فقد اوقفت لان اسرائيل توصلت الى الاستنتاج بان المنفعة اقل من الكلفة. كل تصفية تولد موجة ارهاب؛ ومكان كل ارهابي صفي جاء ارهابي آخر، احيانا اكثر عنفا واكثر كفاءة من سلفه. عمليا، حرصنا على انعاش الصفوف في المنظمات الفلسطينية، على تحسين جودة القيادة. 

هل تستوجب الظروف العودة الى سياسة التصفيات؟ لست متأكدا. المؤكد هو أنه يوجد جمهور يحب هذا.

النقطة الاخيرة هي ايران. ايران هي الفيل الذي في الغرفة. كلما وجدنا صعوبة في ايجاد حل لجسارة ايران الجديدة، هكذا نميل لان ننشغل أكثر بتهديدات الجهاد الاسلامي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى