ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم ناحوم برنياع – اسطورة الثلاثة والاربعة

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع – 19/2/2021

ما سيحسم الانتخابات هو الطبقة الوسطى والتوجه الى الناخبين بالمفرق وليس بالجملة  “.

الانتخابات لن تحسن في صناديق الاقتراع في بني براك  ولا في اوفكيم، كما يقول احد السياسيين الكبار في جبهة مناهضة بيبي. هي ستحسم في الاحياء ا لجديدة في  اسدود، في الابراج التي نبتت في السنوات الاخيرة في شرقي بيتح تكفا، في كريوت خليج حيفا، في عين هيام، حي الابراج في جنوب نتانيا، في ابراج اور عكيفا، في ريشون لتسيون. القاسم المشترك هو الطبقة الوسطى،  او ما اعتبر طبقة وسطى حتى الكورونا – ابناء وبنات 30، 40، 50، عائلات. في السنوات الطيبة انتقل هؤلاء الناخبون من ثلاث غرف الى اربع. من شقة اسكان الى شقة مقاول، من سيارة يد ثالثة الى سيارة يد اولى.

يوجد ايضا قاسم مشترك لهؤلاء الناخبين، شيء ما يصعب على الاجنبي فهمه: من شبه المؤكد انه سيكون في احيائهم شارع او مدرسة على اسم نوعامي شيمر؛ معقول ان يكون شارع على اسم  اريك آنشتاين، ايهود مانور، عوزي حوتمان، شوشانا دماري، يافه يركوني، عوفرا حازا. ان لم يكونوا يغنون في القاعات، فيغنون في الشوارع، باسماء الشوارع. كل الفنانين الذين ذكروا هم اجماع وطني صلب، محبوبون من  الجميع، ويوجد ايضا مكان للقبلية: ميدان زوهر ارغوف في الرملة، شارع ساشا ارغوف في شمال رعنانا.

كل السياسة محلية، هكذا يقول الامريكيون، والفعل السياسي يبدأ وينتهي في الميدان، في الاتصال الانساني، على المستوى المحلي. وسيطرة الشبكات الاجتماعية على المجال العام تستوجب تغييرا في التعبير ولكن ليس بالضرورة تغييرا في الفكر.  كل مجموعة واتس اب هي نوع من المكان؛ حملة الانتخابات تكون فاعلة اذا ما بدأت كعمل بالمفرق، وليس بالجملة.

حالة ابتسام مراعنة – مينوحين هي مثال في هذا الشأن. مراعنة، مخرجة افلام في مهنتها تنافست في الانتخابات التمهيدية في حزب العمل وانتخبت للمكان السابع – مكان واقعي فقط في يوم جيد على نحو خاص. في حياتها القصيرة كتبت بضعة بوستات صبيانية، غبية، في الشبكة. انتخابها ولد حملة مضادة، من الناطقين بلسان اليمين. مراعنة لا تهمهم حقا، ولا الحزب الذي انتخبت فيه.  فهي بالاجمال المنظف الذي مهمته تبييض دخول بن غبير الى الائتلاف القادم. على كتفيها الضيقين لا يوجد فقط بن غبير، بل ونتنياهو ايضا، الذي عقد حلف اخاء مع ورثة الحاخام كهانا.

قرر حزب العمل معانقة المرشحة التي جاءت لتوها. اولا، ليس له مفر: فقد رفعت القوائم؛  ثانيا، الضجيج حول انتخابها يفتح شقا لمخزون الاصوات الذي تخلى العمل عنه في الحملات الانتخابية السابقة – الوسط العربي. يدور الحديث عن  بضع عشرات الاف الاصوات التي تتردد بين العمل، ميرتس، المشتركة والجلوس في البيت. كله بالمفرق.

يجلب بن غبير معه، على الورق على الاقل، 70  الف صوت، مقعدين. لو كان يتنافس وحده، لضاعت هذه الاصوات هباء. كله بالمفرق.  

كله بالمفرق ايضا في مغازلات نتنياهو للوسط العربي. في المقابلات يشرح بانفعال عن الشبان العرب الذين  يرافقون قافلته المصفحة بهتافات “ابو يئير،  ابو يئير”.  وهو يعتقد ان هذا مديح. بشكل عام يحصل الليكود في الوسط العربي على مقعد واحد.  ليس نتنياهو هو الذي يجلب هذه الاصوات بل رائحة الحكم، مقاولو الاصوات، الامتيازات التي تحت الطاولة. حملته الحالية الى بلدات الوسط ستولد في اقصى الاحوال مقعدا واحدا آخر: الكثير من الضجيج، القليل من الاصوات.

هذا ايضا ما يميز جدول اعمال يوجد مستقبل. جواب الحزب على انتخاب ميراف ميخائيلي رئيسة للعمل هو بيان عن انضمام سكرتير الحركة الكيبوتسية وسكرتير  حركة الموشافات. ذات مرة كان انضمام كهذا يحدث هزة أرضية في الاستيطان العامل. اما اليوم فقد مر دون  رمشة عين. كل شخص يأتي بنفسه، واحيانا، مثلما في حالة اورلي ليفي لا يكون حتى  هذا. كله بالمفرق.  

الكل يترنح

بضعة أمور تميز جولة الانتخابات الحالية. أهمها هو اكتظاظ عدد استثنائي من  الأحزاب التي ليست في كتلة نتنياهو في منطقة نسبة الحسم. غانتس، ميرتس، زليخا، عباس. حسب الاستطلاعات، كلهم يترنحون. المحطة التالية في الطريق الى صندوق الاقتراع ستأتي في منتصف اذار، قبل أسبوع من الانتخابات تقريبا. وسيتعين على غانتس  ان يقرر  هل سيواصل حتى النهاية ويأخذ المسؤولية عن انتخاب نتنياهو لولاية أخرى ام كبديل،  ان يطوي الحزب وان يهجر السياسة بذيل مقطوع. أما الان فهو  يقوم بعمل مقدس بمنع خطوات مشكوك فيها يقوم بها نتنياهو وشركاؤه. مشكوك ان يكون انه قادرا على أن يفعل ذلك لو أنه اعلن مسبقا عن الانسحاب. ولكن الناخبين يرفضون التأثر: غانتس عالق في الاستطلاعات في النقطة ذاتها. على حافة الفناء. اذا ما اغلق البسطة، فاصواته ستتوزع بين لبيد والعمل، ولعل شيء ما يصل الى ساعر.

بدأ ميرتس كما كان متوقعا حملة النجدة. مقعد واحد يتنقل بينه وبين العمل. هذا المقعد الواحد يفصل من ناحيته، وربما  أيضا من ناحية كل الكتلة، بين الحياة والموت. سأتفاجأ اذا ما قرر رؤساء القائمة التراجع.

منصور عباس سيسير كما يبدو حتى النهاية. وحتى لو لم يجتاز نسبة الحسم، فان الضرر الذي يلحقه وسيلحقه برفاقه في القائمة المشتركة سيواسيه على الفقدان. وزليخا هو زليخا. في سنواته  العظمى، كتعيين من نتنياهو في وزارة المالية، سنوات من الانا الكبرى والعناوين الصاخبة، وبعد ذلك كمستشار ومروج في خدمة الشركات وكزامور شعبي العدو اللدود للشركات – لم يتوقف  عن مفاجأتي. فهل سيتراجع زليخا؟ زليخا وحده يعرف.

قصة واحدة عن زليخا تسير معي منذئذ. كان المصدر فؤاد بن  اليعزر الراحل، وزير الدفاع في حكومة شارون. كان فؤاد قريب عائلة لزليخا، عم أو عم بعيد. في قمة ا لعاصفة حول الاتهامات  التي نثرها زليخا في كل صوب، التقاه فؤاد. واختار ان يتحدث معه باسلوبه، مثلما تحدث مع كثيرين آخرين. يا يرون، احذر، قال له. احد ما سيزق لك رصاصة في الراس. في الغداة رفع زليخا شكوى ضد بن اليعيزر. ادعى ان فؤاد هدده بالقتل.

بخلاف الاب

الظاهرة المميزة الثانية هي مكانة يئير  لبيد. بعد انهيار ازرق ابيض اصبح العنوان السياسي الرئيس في المجال الذي يمتد من الليكود يسارا. هذا هو التطور الطبيعي. ولكن يوجد هنا اكثر من ذلك: اقام لبيد جسما سياسيا متبلورا، ينتشر في البلاد ويأتمر بإمرته. يوجد مستقبل والليكود: لا يوجد اليوم أحزاب أخرى. وهو يدير حملة انتخابات عاقلة، منضبطة، مهنية. فشل الجنرالات في السياسة أوضح أيضا لمن  اعتقد بخلاف ذلك  ان السياسة هي مهنة. لبيد، مثل نتنياهو تعلم المهنة بتفاصيلها. يوجد لنتنياهو في هذه اللحظة مصلحة في ان يرفعه. وكما فهم من أقواله في المقابلة مع القناة 12 يريد أن يعزل لبيد وعندها يعرض الانتخابات كصراع رأس برأس. نتنياهو يؤمن أنه في هذه المعركة سينتصر، بفضل  مكانته لدى الجمهور، بفضل يمينيته.

يرفض لبيد الانجرار. فهو يريد أن ينتصر على نتنياهو في المكان الذي يمكن  الانتصار فيه. في قصورات الحكومة في الكورونا، في ا ستسلامها للاصوليين، في ميلها للتصريحات المتطرفة، غير المقبولة. شعاره الانتخابي هو: “حكومة سوية”. في الماضي كانت كلمة “سوية” جزء من قاموس اليسار. بلاد إسرائيل السوية مقابل بلاد إسرائيل الكاملة. اما لبيد فيأخذ هذا الشعار الى مكان آخر. وهو يؤمن بان معظم الناخبين راضون عن وضعهم. هذا صحيح في غربي أوروبا وصحيح في إسرائيل، ما يدفعهم ا لى الانتخابات والتصويت هو الاحساس بان الساحة  السياسية خربة، عفنة، فاسدة، تستسلم للشاذين مثل بن غبير حفيد الحاخام كاينبسكي. يريدون سياسة رسمية، مدارة، سوية.

النبرة الملجومة التي اختارها كانت تنطوي على ثمن. الصراع ضد الأصوليين، وهو المجال الذي كان لبيد نشيطا جدا فيه في السنوات الأخيرة في السياسة، انتقل الى ليبرمان. فليبرمان يدير حملة فظة، مركزة، واضحة. اما لبيد فاختار حملة اقل تركيزا واكثر كياسة بكثير. كارهو الأصوليين يشتبهون به كأنه يرغب في التعاون معهم في اليوم التالي للانتخابات. يخيل لي انه اكثر  مما يفكر لبيد بالاصوليين، يفكر بنفسه: اذا كان يريد أن يكون بديلا، فمحظور  عليه أن يكون سياسي موضوع واحد. هو ليس أباه.

لنتنياهو مصلحة لايقاظ معركة الانتخابات: المصوتون له يحتاجون الى التشجيع كي يتوجهوا الى الصندوق. اذا كان بوسع القناة 12 ان تساعد فهي ستساعد.  ويمكن للبيد أن يتعايش مع انتخابات غافية. فالمصوتون له يأتون من شرائح تحرص على نسبة تصويت عالية. هذا يعود الى تحليل الانتخابات كمصلحة بالمفرق: لو كان بوسعه لايقظ كريات بيالك، بلدة ميسورة، ولانام كريات آتا المجاورة، البلدة المختلطة. ولكنه لا يستطيع.

يوجد له اليوم في الاستطلاعات 18 مقعدا. سقفه هو 22. والمخزون الذي يأمل في أن يأخذ منه المقاعد الاخرى يوجد لدى غانتس (مقعدين ونصف)، لدى ساعر (مقعدين)، واحد لدى بينيت وأجزاء مقعد في الليكود ولدى زليخا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى