ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم ميخائيل ميلشتاين – فلنغير قواعد اللعب

يديعوت– بقلم  ميخائيل ميلشتاين – رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في  مركز موشيه دايان في جامعة تل  ابيب – 27/5/2021

” يمكن بل ومرغوب فيه العمل على بادرات طيبة مدنية ولكن ليس كجزء من استراتيجية واسعة بل في نقاط زمنية وفي ظروف تبدو لاسرائيل مناسبة. في ضوء الطبيعة غير الملزمة التي تنظر  فيها حماس للتسوية، يحتمل أن يتعين على اسرائيل ايضا ان تتبنى نهجا مشابها “.

اطلاق رشقة الصواريخ نحو القدس، والتي بدأت حملة حارس الاسوار كانتاكثر بكثير من مجرد خطوة عسكرية مبادر اليها: كانت هذه خرقا فظا وواعيا للتسوية التي كانت على مدى نحو سنة ونصف في قطاع غزة، وشكلت العامود الفقري لما يمكن تسميته “الاستراتيجية الاسرائيلية” في هذه الساحة.

لم يقع التصعيد بعد تدهور امني وضائقة مدنية في القطاع، مثلما حصل في حالة حملة الجرف الصامد. العكس هو الصحيح: فالمواجهة الحالية بدأت بعد تحسن متواصل في الواقع في قطاع غزة، وبعد أن نفذت اسرائيل بادرات طيبة كثيرة استهدفت ضمان الاستقرار المدني في المنطقة، بدء باصدار تصاريح الخروج للتجار، عبر تشجيع التصدير من القطاع وانتهاء بتوسيع مجال الصيد ومنح مساعدة واسعة للقضاء على الكورونا.

بدء حماس للمعركة، في ظل التعلق بحجة العمل الاسرائيلي في القدس يدل على الشكل الذي تنظر  فيه الحركة الى التسوية: تفاهمات عمومية ومرنة يمكنها أن تخرج منها ويمكنها أن تعود اليها وفقا لقراراتها ومصالحها. اما في الجانب الاسرائيلي بالمقابل  فكان حرص اكبر على الحفاظ على التسوية التي وصفت كوسيلة لضمان هدوء طويل المدى في القطاع.

انطوى فتح المعركة على خطأ في تقدير حماس لرد اسرائيل. فقد استعدت الحركة لجولة من عدة ايام، ولكنها علقت في حملة جبت منها ثمنا باهظا اكثر بكثير مما توقعت. وفي سياق التسوية، قدرت حماس على ما يبدو بان اسرائيل تخشى ضعضعتها وانه بعد رد رمزي وعقاب مؤقت سيكون ممكنا العودة الى نقطة البداية بل وحتى استخلاص تنازلات مدنية اخرى. اما الان، مع نهاية  المعركة فتقف اسرائيل امام معضلة عسيرة: هل تعود الى نقطة البداية ام تغير قواعد اللعب. التسوية بثمارها المدنية تعد ذخرا استراتيجيا في نظر حماس تساعدها على توفير احتياجات الجمهور الغزي وبذلك الحفاظ على استقرار سلطوي. والعودة السريعة الى الظروف التي كانت قائمة حتى نشوب الحملة ستؤكد في وعي حماس الفهم بان الثمن العام الذي جبي منها على بدء العنف ليس باهظا ومقابل ذلك فان الغاء او تجميد التسوية كفيلان بان يعدا شطبا لانجاز استراتيجي عظيم الاهمية لحماس. الى جانب الضرر الذي الحقته اسرائيل بالحركة، فان هذا عنصر حرج في محاولة اعادة الردع الاسرائيلي تجاه حماس، وايضاح الثمن الباهظ الذي دفعته على محاولة تغيير معادلة العمل.

نوصي اسرائيل الا تعود الى التسوية القائمة، وبدلا من ذلك ان تفحص بديلين. الاول – بلورة تسوية جديدة تملي فيها اسرائيل شروطا كانت حتى الان مرنة تجاهها، وعلى رأسها موضوع الاسرى والمفقودين. اسرائيل مطالبة بان توضيح بان ليس في نيتها ان تكون مرنة وانها لا تتأثر بتهديدات حماس في أن غياب التسوية سيؤدي الى تدهور اقليمي يؤثر على الوضع الامني في القطاع.

البديل الثاني هو عدم بلورة اي تسوية او تفاهمات مع حماس: عدم الزام الحركة بشيء ولكن الا نكون مقيدين باي قيد، وبذلك نبقي حرية العمل التي تسمح بضرب البنى التحتية العسكرية لحماس ولكبار مسؤولي المنظمة في كل فرصة. يمكن بل ومرغوب فيه العمل على بادرات طيبة مدنية ولكن ليس كجزء من استراتيجية واسعة بل في نقاط زمنية وفي ظروف تبدو لاسرائيل مناسبة. في ضوء الطبيعة غير الملزمة التي تنظر  فيها حماس للتسوية، يحتمل أن يتعين على اسرائيل ايضا ان تتبنى نهجا مشابها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى