ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  ميخائيل ميلشتاين – بين الشورى والكنيست

 

يديعوت– بقلم  ميخائيل ميلشتاين – 24/6/2021

” اذا نجح عباس ولا جزئيا في منح جواب للمشاكل الاساس للجمهور العربي، فهو كفيل بان يصبح قوة سائبة في المجتمع العربي ويدفع الى الامام اعادة التصميم للعلاقات اليهودية والعربية في الدولة. ولكن اذا ما فشل المشروع فمن شأن الامر ان يؤدي الى عزلة الجمهور العربي عن الدولة وعن المجتمع اليهودي والى نفجارات مشابهة لتلك التي وقعت في ايار هذه السنة وربما حتى اكثر حدة منها “.

من الصعب التقليل من اهمية انخراط راعم – الموحدة في الائتلاف السلطوي  الجديد. هذه انعطافة تاريخية سواء من ناحية مكانة الجمهور العربي في اسرائيل ام من ناحية علاقات اليهود والعرب في الدولة. وحسم عباس كفيل بان يرسم خطا فاصلا بين السياسة العربية القديمة التي صعب عليها ان تتغير وبقيت في الماضي مفعمة بالشعارات وبين السياسة الجديدة، المرنة والعملية. 

ولكن راعم ليست سهلة على الهضم من ناحية المجتمع اليهودي الذي في السنتين الاخيرتين بدأ يلاحظ الالوان في السياسة العربية والتي تعتبر في نظره ككيان وحيد البعد. تمثل راعم في معظمها المحيط الاجتماعي والجغرافي في الجمهور العربي المعروف اقل للجمهور اليهودي مقارنة بباقي الاحزاب العربية والتجمعات الاهلية التي تمثلها. 

فضلا عن ذلك، من الصعب حل لغز راعم، ولا سيما على خلفية حقيقة ان الحزب اياه الذي انخرط بالشكل الاعمق في اللعبة السياسية في اسرائيل هو بالذات جسم ديني – محافظ، فرع من حركة الاخوان المسلمين، قريب من ناحية ثقافية اكثر بكثير من الاحزاب الحريدية والدينية في اسرائيل منه لليسار الذي كان ظاهرا “المعسكر الطبيعي” بالنسبة للجمهور العربي. 

نقطة هامة اخرى ينبعي أن نفهمها في سياق راعم – وتختلف جوهريا عما يجري في السياسة اليهودية بل والعربية المعروفتين  – الا وهي ان الحديث يدور باديء ذي بدء    عن حركة وفقط بعد ذلك عن حزب. راعم  هي ممثلة الجناح الجنوبي للحركة الاسلامية في اسرائيل، جسم ذو بنية تحتية متفرعة من الجمعيات الخيرية، المساجد، منظومة بلدية ومؤسسات تعليمية. راعم جاءت لتخدم احتياجات الحركة وهي عمليا تابعة لقراراتها التي تتخذ في معظمها في “مجلس الشورى” الذي يقضي في مسائل استراتيجية واجتماعية ويثبت تبريرا فقهيا لخطوات سياسية. عباس هو بالفعل زعيم جريء وخارق للطريق، ولكنه ليس المرجعية العليا في راعم. هو مؤثر كثيرا على طريق الحزب ولكنه مطالب كل الوقت بالحصول على المصادقة والتوجيه من مصادر مرجعية فقهة.

مجلس الشورى – جسم غير معروف حتى قبل بضعة اسابيع لمعظم الجمهور اليهودي (وبقدر كبير للجمهور العربي ايضا) يلفه ستار من السرية – هو عنصر اساس في كل حركة اسلامية تتماثل مع الاخوان المسلمين مهمته غير مرة لتسوية التناقضات. في حالة الجناح الجنوبي يتبين منذ  عشرات السنين نهج موحد: مرونة عندما يدور الحديث عن تناقض مصادره سياسية وتصلب بالنسبة لمواضيع المجتمع والثقافة. مجلس الشورى هو الذي حسم في 1996 الدخول الى اللعبة السياسية وفي 2021 في الانخراط في الحكومة.  ولكنه هو ايضا الذي يوضح بان التشريع في موضوع المثليين او المس بالمقدسات الاسلامية هم “خط احمر”. 

تعمل راعم في هذا السياق وفقا لـ “اعراف الاقليات” التي تطورت في التجمعات الاهلية الاسلامية في الغرب. هذه الاعراف تتيح بل وتشجع الاندماج بقدر ما يساعد الجمهور المسلم، ولكن ينطوي عليها تشدد الا يكون تسلل فكري او اجتماعي أو ثقافي للمجال غير المسلم الى نفوس وعقول المسلمين. راعم نفسها تجسد جملة من التوترات والتناقضات التي توجد في اطار واحد على مدى الزمن: فهي اسلامية قبل ان تكون فلسطينية. تبدي احتراما شديدا لليهودية كـ “دين زميل” ولكنها تنفر مثل باقي الاحزاب العربية من “الهوية الاسرائيلية”. 

يرى الجمهور العربي في انخراط راعم في الائتلاف اختبارا تاريخيا. اذا نجح عباس ولا جزئيا في منح جواب للمشاكل الاساس للجمهور العربي، فهو كفيل بان يصبح قوة سائبة في المجتمع العربي ويدفع الى الامام اعادة التصميم للعلاقات اليهودية والعربية في الدولة. ولكن اذا ما فشل المشروع فمن شأن الامر ان يؤدي الى عزلة الجمهور العربي عن الدولة وعن المجتمع اليهودي والى انفجارات مشابهة لتلك التي وقعت في ايار هذه السنة وربما حتى اكثر حدة منها. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى