ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم ميخائيل ميلشتاين- بايدن والعالم العربي ، الحلف الإسرائيلي – العربي

يديعوت– بقلم  ميخائيل ميلشتاين– 28/1/2021

جهد سياسي – اعلامي منسق او مشترك لاسرائيل والدول الاساسية في العالم العربي حيال الادارة الوافدة، في ظل الايضاح للاضرار التي قد تلحق جراء خطوة سريعة وواسعة جدا تجاه طهران، كفيل بان يجدي اكثر من موقف الدفاع، توجيه النقد الحاد او بث احساس متواصل بالقلق “.

في اسرائيل وفي العالم العربي السُني يعشعش الخوف في اعقاب بدء ولاية بايدن. وفي بؤرة ذلك قلق مشترك من استئناف الحوار بين الولايات المتحدة وايران في الموضوع النووي، والذي من شأنه ان يرفع مستوى الثقة بالذات لدى طهران وتشجيعها على تشديد خطواتها التآمرية في المنطقة.

الى جانب ذلك توجد ايضا هموم خاصة. ففي العالم العربي، وبشكل خاص في مصر ودول الخليج، يخشون من ضغط امريكي على الدفع الى الامام بالديمقراطية وحقوق الانسان بشكل يعرض الحكام العرب كضعفاء فينظر جماهيرهم.وهم يتذكرون “خطاب القاهرة” الذي القاه اوباما في 2009 عن تحقيق اصلاحات شاملة في الدول العربية، والذي اعتبر الشرخ الاول الذي ادى الى اندلاع الربيع العربي. أما اسرائيل، من جهتها، فيشغل بالها الموقف المتشدد للادارة الامريكية في المسألة الفلسطينية بحيث يكون مختلفا جوهريا عن السياسة المريحة التي اتخذها ترامب في الموضوع.

وهكذا، تحاول الدول العربية تقليص الازمات الاقليمية التي من شأنها ان تؤدي الى احتكاكات مع الادارة الجديدة. السعوديون مثلا، لانهاء الازمة الطويلة بينهم وبين قطر، حتى دون ان يجنوا انجازا هاما من هذه المواجهة. اضافة الى ذلك، تعمل الدول العربية الى تعزيز أو تطوير مجموعات ضغط في مراكز القوة في واشنطن ولتحسين صورتها في الرأي العام الجماهيري والسياسي في الولايات المتحدة، ولا سيما في اوساط مؤيدي المعسكر الديمقراطي.

ومع ذلك، فالى جانب التهديدات، تلوح لاسراح والعالم العربي السني فرص ايضا. اولا، صحيح أن الادارة الوافدة مشحونة بايديولوجيا واستراتيجية واضحة الخطوط جدا، ولكن لا يزال ممكنا التأثير على تصميم فكرها وعلى صياغة اهدافها. جهد سياسي – اعلامي منسق او مشترك لاسرائيل والدول الاساسية في العالم العربي حيال الادارة الوافدة، في ظل الايضاح للاضرار التي قد تلحق جراء خطوة سريعة وواسعة جدا تجاه طهران، كفيل بان يجدي اكثر من موقف الدفاع، توجيه النقد الحاد او بث احساس متواصل بالقلق.

ثانيا، يمكن استخدام التخوف العربي من الادارة الامريكية الوافدة، لغرض تحسين الواقع في الساحة الفلسطينية. في هذا الاطار نوصي باقناع دول الخليج، ولا سيما السعودية واتحاد الامارات بتعميق نفوذهما ودورهما في الساحة الفلسطينية ولا سيما من خلال منح المساعدات الاقتصادية. والامر كفيل بان يجسد دورهما الحيوي  كمحفل يدفع الساحة الفلسطينية الى الاستقرار، حين تكون هذه في ازمة متعددة الابعاد وفي حالة من انعدام عميق للوضوح في ضوء مسألة اليوم التالي لابو مازن. ان دخول دول الخليج الى الساحة الفلسطينية سيساعد ايضا في خلق منافسة مع قطر، التي من جهة تساهم في استقرار الساحة الفلسطينية ولكنها من الجهة الاخرى توجد في حلف استراتيجي مع حماس ومع اردوغان.

ان تعميق دور دول الخليج في الساحة الفلسطينية، ولا سيما في يهودا والسامرة سيوفر مكسبا لكل الاطراف: تعزيز الاستقرار السلطوي ونسيج الحياة المدني في السلطة الفلسطينية، وخلق اجواء مريحة نسبيا قبيل بدء المفاوضات السياسية المحتملة. ضمان هدوء نسبي في يهودا والسامرة لاسرائيل؛ وتحسين صورة اللاعبين العرب بنظر الساحة الدولية.

اسرائيل والعالم العربي يقفان معا، بشكل استثنائي نسبيا، في ضوء العهد الجديد في واشنطن. يوجد بينهما شراكة مصالح تعمقت على خلفية التطبيع الذي تسارع منذ نهاية 2020 ومن المتوقع أن يبقى بل وان يتسع – لانه لا ينبع كله من خطوات ترامب بل من تحولات عميقة في العالم العربي. سيتميز العهد الجديد بتحديات واضطرارات اكثر من تلك التي وقفت امامها اسرائيل والدول العربية في السنوات الاربعة الاخيرة. ولكن لا ينبغي أن نرى في الادارة الوافدة تهديدا، وفي بعض من المسائل، وعلى رأسها تلك الفلسطينية، فانها كفيلة بان تساعد في حل مشاكل تصبح معدة من يوم الى يوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى