ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم موتي شكلار- عاصفة 8200 ، كيف ننتصر في الحرب التالية

يديعوت– بقلم  موتي شكلار– 14/12/2020

كي يجند المقاتل قوى نفسية ويعرض حياته للخطر فانه يحتاج لان يشعر بان المجتمع وراءه. في عالم الخدمة في الجيش الاسرائيلي فيه هي تحقيق الذات فقط ومكان التأهيل المهني، سيكون من الصعب الانتصار في الحرب التالية “.

ايام الكورونا والتطعيم الذي على الابواب والانتخابات القريبة تدحر عن جدول الاعمال مواضيع ذات قيمة من شأنها ان تكون مع حلول اليوم مادة متفجرة تعرض للخطر وجود المجتمع. فالكورونا وباقي المواضيع ستحل عاجلا أم آجلا، ولكن مواضيع اجتماعية وقيمية ستبقى معنا الى الابد.

من معطيات نشرها في هذه الصحيفة يوسي يهوشع عن صورة الخادمين في وحدة 8200 وامثالها يتبين انه كلما كانت الحاضرة اكثر يسرا من ناحية اقتصادية هكذا تكون نسبة الخادمين في هذه الوحدات اعلى من نصيبها بين السكان، بينما في مدن المحيط ترتسم صورة معاكسة. خريطة ديمغرافية تعبر عن الفجوة الكبرى والاخذة في الاتساع بين المركز والمحيط مثل الفجوات القائمة في مجال الصحة، التعليم العالي وغيرها. اما الجيش الاسرائيلي من جهته فيتخذ اعمالا كهذه واخرى كي يشجع الشبان من المحيط للوصول الى هذه الوحدات، وهو أمر هام بحد ذاته، ولكن المشكلة التي نواجهها ليست فقط في قيمة المساواة وتقليص الفجوات.

ان التحدي الاهم الذي لا ينكب المجتمع على الاهتمام به، هو ان قيمة الخدمة القتالية التي تشكل لب الخدمة العسكرية دحرت الى الهوامش. فالخدمة الاعتبارية ليست في الوحدات الميدانية بل في الوحدات التي من خلالها يمكن رفع المرابح في الحياة المدنية الى الحد الاقصى. هذه المسيرة الخطيرة ستؤدي بالضرورة الى شرخ اجتماعي. صورة اجتماعية معنية تخدم في الوحدات “الاعتبارية” مثل 8200 وصورة اجتماعية اخرى تخدم في الوحدات الميدانية.

في الاسابيع الاخيرة شاهد الكثيرون منا مسلسل “ساعة ختام” التي تروي قصة حرب يوم الغفران في هضبة الجولان. في هذه المعركة قاتلت كتف الى كتف كل شرائح المجتمع. رامات هشارون الى جانب اوفكيم، ابناء الكيبوتسات الى جانب معتمري الكيباه. وبالنسبة لمن شهد هذه الحرب فان جيش الشعب لم يكن مجرد تعبير بل تجربة تأسيسية كانت احدى نقاط القوة في دافعية المقاتلين.

كي يجند المقاتل قوى نفسية ويعرض حياته للخطر فانه يحتاج لان يشعر بان المجتمع وراءه. في عالمالخدمة في الجيش الاسرائيلي فيه هي تحقيق الذات فقط ومكان التأهيل المهني، سيكون من الصعب الانتصار في الحرب ا لتالية.

نهتم في السنة الاخيرة في الشرخ الداخلي المتعمق في المجتمع الاسرائيلي بالعموم ومع المجتمع الاصولي بالخصوص. واساس الشرخ مع الاصوليين ينبع اساسا من تغيبهم عن الخدمة العسكرية. فاذا كانت الاغلبية الساحقة من الجنود القتاليين سيأتون من المحيط الاجتماعي والجغرافي فسينشأ بالضرورة شرخ اضافي، اخطر بكثير.

لاسفنا، تتعاطى محافل مختلفة في اوساطنا  مع الخدمة القتالية ليس كضرورة لا بد منها بل كفهم مادي. فكثرة الكيباهات المنسوجة في الوحدات القتالية وفي اوساط الضابطية القتالية تعزى للتعليم القومي وليس كرغبة لتقديم مساهمة قصوى للمجتمع. فالمساواة بالنسبة لهم تكمن فقط في خدمة النساء في الوحدات القتالية. وبعضهم لا يسمحون لقادة الجيش ان يدخلوا بوابات مدرستهم كي يشجعوا تلاميذها على الخدمة ذات المغزى.

لمواجهة هذا التحدي ينبغي تبني نهج يقضي بان الجيش الاسرائيلي والمجتمع الاسرائيلي هما واحد، والجيش الاسرائيلي كجيش الشعب يرى في الخدمة القتالية لباب الخدمة. هذا هو الخط الذي يقوده رئيس شعبة القوى البشرية، اللواء موتي الموز. مطلوب تغيير اجتماعي وقيمي عميق، من خلال نفض المنظومات في حقل التعليم، الاعلام والثقافة، من اجل اعادة قيمة الخدمة كرسالة.

فالحكماء في صهيون يمجدون معنى انارة الشموع كتعبير عن عالم الروح والمعنى، بينما الانتصار العسكري يحتل مكانا هامشيا في مذهبهم. في حكمتهم يفهمون جيدا بانه بدون عظمة الروح، فهم معنى وجودنا والارتباط بالجماعة سيكون من الاصعب الانتصار في الحروب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى