ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم غيورا آيلند – في الطريق الى الحياة الطبيعية ، يخافون اتخاذ القرارات

يديعوت– بقلم  غيورا آيلند  – 30/4/2020

الى أن تتحدد استراتيجية واضحة تعمل مختلف الجهات بناء على مفاهيم متضاربة تمس في النهاية بالمصلحة الوطنية “.

رغم المواقف المتحجرة لرؤساء وزارة الصحة، فان الضغط الجماهيري والمنطق يفعلان فعلهما، وبتأخير زائد تبدأ الاسواق والمؤسسات في اسرائيل بفتح ابوابها. لشدة الاسف،  فان هذا التطور الايجابي أيضا يأتي بشكل متلعثم وفوضوي. والسبب بسيط – صحيح أنهم يتحدثون منذ بضعة اسابيع عن “استراتيجية خروج” غير أنه عمليا لا توجد اي استراتيجية، او على الاقل لا توجد استراتيجية معلنة. فالجدال على دكاكين الاحذية  والقرطاسية، حتى وان كان يبحث على المستوى الاعلى في الحكومة، فانه ليس استراتيجية.

اسمحوا لي ان اقترح استراتيجية لدولة اسرائيل: “اعادة الحياة الى طبيعتها بأقصى سرعة تحت قيد واحد، وهو ضمان ان يكون عدد المرضى الخطيرين من الكورونا في كل نقطة زمنية أقل من قدرة الدولة على معالجة اولئك المرضى بنجاعة”. اذا كانت هذه بالفعل هي الاستراتيجية الصحيحة، يتبين بوضوح انه تنقصنا الاداة الاساس التي بمعونتها سنتمكن من ادارة وتوجيه هذه السياسة. والاداة هي ببساطة رسم بياني واحد وعليه خطين: الخط الاول هو خط قدرة اسرائيل على معالجة المرضى الخطيرين (المحتاجين الى التنفس الاصطناعي) لمدة سنة. رسم هذا الخط ليس منوطا على الاطلاق بالفيروس بل متعلق كله (بقواتنا) – أي كم جهاز سنتزود به وكم طاقم سنؤهل. بشكل مذهل فانه ليس هذا الخط وحده هو الذي لا يرسمونه، بل ليس واضحا على الاطلاق من تلقى المسؤولية عن مهمة رسمه. الخط الثاني هو توقع المرضى الخطيرين على مدى تلك الفترة. بخلاف اقوال رؤساء جهاز الصحة لا توجد اي مشكلة لرسم هذا الخط (بناء على فرضيات أ، ب، ج) المقياس الوحيد الناقص هو عدد المرضى اليوم في اسرائيل.

ان السبيل الوحيد لمعرفة هذا يستوجب تنفيذ عينة من نحو 5 الاف شخص يمثلون على نحو سليم السكان من ناحية جغرافية وحسب الاعمار. لاسباب غريبة تعارض وزارة الصحة تنفيذ هذا الاستطلاع (أو اي استطلاع اخر)، وهكذا تمنع القدرة على الرسم الدقيق لخط الاصابة المتوقعة. ورغم ذلك، وحتى بدون هذا الاستطلاع، يمكن ان نقول بثقة ان الاصابة بالمرض موجودة والتوقع ادنى بكثير من القدرة على معالجته. صحيح حتى اليوم يوجد نحو 100 مريض تحت التنفس، بينما القدرة على المعالجة هي لنحو 2000. هذه القدرة العالية، إذن، ليست ضعفين بل 20 ضعف الاصابات بالمرض. يوجد هنا مدى أمان عظيم وعديم كل مبرر. والضرر لا يلحق فقط بالاقتصاد وبالتعليم بل وقبل كل شيء بالصحة.

ان تحديد استراتيجية واضحة هو أمر حيوي. عندما تكون الاستراتيجية محددة كما ينبغي يكون ممكنا منح الصلاحيات بسخاء  إذ أن كل من يتحمل المسؤولية في مجال معين سيعرف كيف يعمل بنجاعة في ضوء هدف واحد وواضح. والى ان تتحدد استراتيجية واضحة ستسمح محافل هامة لنفسها بان تعمل وفقا لمفاهيم متعاكسة تضر بالمصلحة الوطنية. هكذا مثلا تعمل ادارة وزارة الصحة وفق استراتيجية مختلفة. استراتيجيتهم هي تحقيق الحد الادنى من الاصابة بالكورونا. هذا نهج مشروع، ولكن السلوك حسب استراتيجيات متضاربة هدام للدولة، وعليه فقد حان الوقت لان نقرر. من يريد أن يقلص الضرر الهائل على الاقتصاد الاسرائيلي ملزم بان يتبنى الاستراتيجية المعروضة في بداية المقال. وترجمة الاستراتيجية الى افعال لا يمكنها ان تتم دون نقطة بداية، ونقطة البداية الايجابية هي ذات الرسم البياني الذي يقارن القدرة على معالجة المرضى الخطيرين مع التوقع لمثل هذه الاعداد. ان ادعاء رؤساء وزارة الصحة بانه لا يوجد ما يكفي من المعلومات وانه لا يمكن رسم هذه الخطوط البيانية هو ذر للرماد في العيون ينبع من ثلاثة عوامل: الجبن، عدم الفهم بان ثمن غياب القرار اعلى من ثمن القرار المعقول، والرغبة في السيطرة وفي ظل ذلك الابقاء على كل المعلومات قريبة من الصدر.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى