ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم غيورا آيلند- فرصة مع لبنان ، لا تكرروا الاخطاء

يديعوت– بقلم غيورا آيلند– 19/11/2020

” هذه فرصة للادارة الجديدة في واشنطن لخلق حوار مع الرئيس اللبناني: مساعدة اقتصادية مقابل تعهد حزب الله بتفكيك منشآت انتاج الصواريخ الدقيقة “.

في خطوات التخطيط واتخاذ القرارات يوجد نوعان من الاخطاء. الخطأ المعروف هو اتخاذ قرار سيء في الموضوع قيد البحث. مثل هذا الخطأ يمكنه ان يكون نتيجة انعدام المعلومات، سطحية الفحص،الجمود الفكري بل وانعدام الحظ. اضافة الى هذا الخطأ يوجد خطأ من نوع ثانٍ وهو غياب الاهتمام بموضوع هام. في أزمة الكورونا ارتكبت عشرات الاخطاء من النوع الثاني. فمثلا حتى قبل أن يصل مرض الكورونا الاول الى اسرائيل، لم يكن اي اهتمام بالسؤال الحرج: كيف نعثر عليه بنجاعة بين كل من يأتي الى مطار بن غوريون، بوابة الدخول الوحيدة الى اسرائيل. لقد كان هذا هو الموضوع الاول الذي بحثوا فيه في تايوان، والنتيجة كانت متناسبة مع ذلك.

أخطاء من النوع الثاني، حيث يوجد قصور من انعدام الفعل، توجد ايضا في المجال السياسي. احدها يتعلق بالحوار مع الولايات المتحدة. فعلى مدى عشرات السنين هناك موضوعان اساسيان يطرحان في المباحثات بين الدولتين: البرنامج النووي الايراني والنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. احد المواضيع التي تدحر جانبا هو لبنان. من ناحية اسرائيل تنبع المشكلة في لبنان من قوة حزب الله العسكرية، وهذا ظاهرا تحد عسكري صرف بحيث أن ليس له جانب سياسي هام. فاسرائيل تسلم ضمنا بالرواية المتجذرة في الولايات المتحدة وفي اوروبا، في أنه يتواجد في لبنان “اخيار” و “اشرار”. الاخيار هم السُنة، المسيحيون والدروز المعنيون بان تكون دولة ليبرالية ومؤيدة للغرب. اما “الاشرار” فهم حزب الله. والاستنتاج الناشيء هو انه يجب مساعدة من يسمون “اخيار”، إذ  ان المساعدة لهم كفيلة بان تضعف معسكر “الاشرار”.  

أما الواقع السياسي في لبنان فهو مختلف جدا. وعمليا يوجد اتفاق تعاون وتوزيع الثراء في الدولة بين النخبة المسيحية – السُنية وبين حزب الله. والتغيير في فهم الواقع، وفي ربطه بالازمة السياسية الاقتصادية الكبيرة في لبنان، يعطي الغرب فرصة نادرة للتأثير على ما يجري في الدولة. لبنان بحاجة ماسة للمساعدة الاقتصادية الفورية. مساعدة لا يمكن لفرنسا وحدها او أنها لا تريد أن تقدمها. هذه فرصة الادارة الجديدة في واشنطن لخلق حوار مع الرئيس اللبناني الذي يجد صعوبة في أن يعين حكومة مستقرة، وان تقترح الاتفاق التالي: مساعدة اقتصادية امريكية مقابل تعهد حزب الله بتفكيك المنشآت التي يحاول فيها انتاج الصواريخ الدقيقة. ظاهرا يمكن لحزب الله ان يرفض. ولكن حزب الله هو أولا وقبل كل شيء هو تنظيم سياسي يخاف على شرعيته الداخلية اللبنانية. وفي اللحظة التي يفهم فيها الجمهور في لبنان، بما فيه الجمهور الشيعي بانه توجد امكانيتان – الاصرار على رفض العرض الامريكي، الامر الذي سيؤدي الى انهيار الدولة، او الموافقة مع الشد على الاسنان – فانه كفيل بان يوافق على الامكانية المقترحة.

ان احتمال أن يحصل هذا يزيد اذا كان العرض الامريكي اكثر تشددا: إما أن تقبلوا العرض أو ان تمارس الولايات المتحدة عقوبات ضد لبنان. لمثل هذا النهج يوجد ثلاثة فضائل اكبرى سواء من ناحية اسرائيل أم من ناحية الولايات المتحدة: اولا، اذا نجح الامر سيرفع التهديد العسكري الملموس الاكثر خطورة على اسرائيل، وحتى لو لم ينجح – فسيدخل الامر حزب الله الى موقف الدفاع عن النفس في  السياسة اللبنانية الداخلية.

ثانيا، كل اضعاف لحزب الله هو مس بايران. ايران تحاول النبش في العديد من الدول، بما في ذلك العراق، سوريا واليمن، ولكن الدولة الوحيدة التي نجحت فيها تماما هي لبنان. ايران تتحكم بحزب الله. وحزب الله يتحكم بحكم الامر الواقع في لبنان. فلماذا الصدام مباشرة مع ايران اذا كان ممكنا المس بها بسهولة عبر لبنان؟

ثالثا، الموضوعين الاخيرين، النووي الايراني والنزاع مع الفلسطينيين، يدور الحديث هنا عن موضوع لا يتوقع فيه خلاف حقيقي بين اسرائيل والولايات المتحدة. كل ما هو مطلوب هو اقناع الولايات المتحدة بالحاجة الى تغيير صورة لبنان واتخاذ خطوة يمكنها أن تكون انجازا سياسيا واضحا لمخاطرة صغيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى