ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  غيورا آيلند – دروس حارس الاسوار ، ماذا بعد الان

يديعوت– بقلم  غيورا آيلند – 23/5/2021

” توجد خمسة خيارات للسياسة تجاه غزة. ولكن الحكومة لن تبحث فيها وسيبقى خيار السياسة القائمة هو السائد. وفي الشيخ جراح قرار الاخلاء يقوم على اساس قانون اسرائيلي غبي “.

يسمح انتهاء الحملة بوجود نقاش لم يسبق له أن تم وموضوعه هو اختيار الاستراتيجية بالنسبة لغزة. توجد خمسة بدائل مختلفة الواحد عن الاخر في الغاية او على الاقل في الطريق. 

الامكانية  الاولى هي استمرار الوضع القائم  والذي  معناه الهدوء مقابل الهدوء.  المعنى العملي هو ان نواصل العيش  من جولة الى جولة في  ظل الامل  في انه حتى الجولة التالية يمر الكثير من الزمن. ثمة من سيقول ان هذا هو الامر الصحيح، مثابة اهون الشرور. مشكوك أن  يوافق سكان عسقلان، سديروت والغلاف على هذا.

الامكانية الثانية تقوم على اساس الادعاء بان الردع ليس  كافيا، إذ في نهاية المطاف فان حماس هي التي تقرر متى يكون هدوء ومتى يكون  قتال، وبالتالي يجب  ان نستغل نجاح الحملة ومنع حماس من بناء قوتها العسكرية. من ناحية عملية سيكون من الصواب حسب هذه  الاستراتيجية الهجوم على كل مشروع سلاح تحاول حماس اقامته. 

وحسب الامكانية الثالثة فاننا ملزمون بان نتخذ استراتيجية عدوانية اكثر من ذلك غايتها اسقاط حكم حماس في  غزة. والسبيل لعمل ذلك سيستوجب عملية برية واسعة وسيطرة على قسم هام من قطاع غزة على مدى زمن طويل. 

الامكانية الرابعة تشبه الثالثة من حيث الهدف – اسقاط حكم حماس ولكنها معاكسة في  الطريق. حسب هذا النهج فان  المشكلة هي سياسية صرفة وليس عسكرية. ولهذا علينا أن نستأنف حوارا محترما مع السلطة الفلسطينية ونشجع كل عمل يسمح باعادة السلطة الفلسطينية  الى غزة.

الامكانية الخامسة معاكسة. حسب هذا النهج فان غزة هي دولة بحكم الامر الواقع. صحيح أن الحكم في غزة هو لاناس اشرار، وصحيح أنه توجد لهم تطلعات للسيطرة في الضفة ايضا، ولكن الحكم يعمل  حسب  المصالح وليس حسب الايديولوجيا. وبالتالي فان علينا ان نخلق فجوة حقيقية بين العصا التي نستخدمها اذا ما اطلقوا علينا النار وبين الجزرة التي نمنحها اذا كان هدوء. والمعنى العملي هو انه اذا ما اطلقوا علينا النار فاننا ليس فقط نطلق النار عليهم، بل  نوقف كل  عبور للوقود، الكهرباء والمياه، ولكن بالتوازي نشجع ان تبني حكومات اجنبية بنى تحتية في غزة بما في ذلك ميناء بحري وان يفعلوا هذا في ظل التعاون الكامل مع الحكم في غزة، حكم حماس. وعندها، مثلما يحافظ حزب الله على الهدوء 15 سنة خوفا من    تدمير لبنان، هكذا ستفعل ايضا حكومة حماس في غزة. 

يبدو أنه حان الوقت لاجراء نقاش استراتيجي حقيقي وفيه تبحث الحكومة، القائمة او القادمة بجدية في البدائل الخمسة. من المهم أن نفهم انه اذا لم يجرَ مثل هذا البحث، ولاسفي معقول الا يجرى فانه كآخر الخيارات سنبقى مع الاستراتيجية الاولى، اي استمرار السياسة القائمة. حكومات اسرائيل على اجيالها تتملص من مناقشات من هذا النوع، وليس فقط بالنسبة لغزة بل تقريبا بالنسبة لكل موضوع آخر. النهج الدارج في اتخاذ القرارات عندنا هو نهج “اقتراح المقررين”:  يقر في النقاش ما سبق أن تقرر عمليا.

ان السياسة تجاه غزة ليست الموضوع الاهم الذي تبين في الاسبوعين الاخيرين. فعلاقات العرب – اليهود هو موضوع اهم، ولا يمكن تناوله في الاطار الضيق لهذا المقال. اضافة الى ذلك، من الملح ايضا التشديد على معضلة الشيخ جراح. يجدر بالذكر ان التوتر بدأ عندما هدد محمد ضيف بان اخلاء العرب في هذا الحي لي مقبولا على حماس. من جهة كل تنازل  اسرائيلي في هذا الموضوع سيعد خنوعا معيبا لحماس، ومن جهة اخرى فان القرار القائم للمحكمة المركزية لاخلال عرب يسكنون هناك 70 سنة واسكان يهود محلهم هو قرار معيب يقوم على اساس قانون اسرائيلي غبي، وتطبيق مثل هذا القرار سيتسبب وعن حق بغضب شديد على اسرائيل. قلنا، معضلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى