ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  غيورا آيلند – تحدي السايبر ..!!

يديعوت– بقلم  غيورا آيلند – 17/10/2021

” هجمات السايبر اصبحت التهديد الجديد الذي يقلق جهاز الامن”.

هجمة السايبر قبل اسبوع على مستشفى في الخضيرة تجسد ما كان  يفترض أن يكون واضحا للجميع- في القرن الواحد والعشرين، اضافة الى مخاطر الحروب، الاوبئة والكوارث الطبيعية سنواجه أيضا تحديا كبيرا ومتعاظما – هجمات سايبر. ثلاثة مستويات من الضرر كفيلة بان تقع. 

على المستوى الاول يمكن أن ندرج سقوط مواقع الكترونية، سرقة مال وسرقة اسرار. 

المستوى الثاني يتضمن ما رأيناه هذا الاسبوع – التحكم في مؤسسة كبيرة والاستعداد لتحريرها مقابل المال. المستوى الثالث والاخطر هو التحكم الهاديء بمنظومة هامة وايقاع ضرر متراكم، ما أن يعرف حتى يكون غير قابل للتراجع.  فمثلا – البورصة للاوراق المالية. عندما نبلغ في نهاية النهار بان سهما معينا ارتفع بـ 2 في المئة واسهم اخرى هبطت بـ 5 في المئة نؤمن بان هذه النتيجة تعكس بامانة احتساب كل  اوامر الشراء والبيع في ذاك النهار.أحد لن يطلب احصاء يدويا. فماذا سيحصل اذا ما تحكمت جهة معادية سرا في حواسيب البورصة وتلاعبت بالنتائج. فضلا عن حقيقة انه سيكون بوسعها أن تجرف المليارات فكروا ماذا سيحصل بعد أن يتبين متأخرا بسنة ان نتائج البورصة هي في الواقع أنباء ملفقة”. حدث كهذا من شأنه أن يؤدي الى  انهيار اقتصاد دولة. توجد في الدولة عشرات اخرى من المؤسسات التي التحكم السري بحواسيبها يمكن أن يحدث كارثة وطنية. 

بشكل مفاجيء ايجابا قررت حكومة اسرائيل منذ العام 2003 اقامة منظومة وطنية للدفاع في وجه هجمات السايبر. وبشكل عام يحصل لنا امر آخر – بداية  مصيبة، بعدها لجنة تحقيق وفقط بعد ذلك اصلاح الوضع (حرب يوم الغفران، مصيبة الحريق في الكرمل، المصيبة في ميرون) – هنا عملنا مسبقا. 

تقوم المنظومة الاسرائيلية على اساس ثلاثة مباديء عليا تبدأ بالحاجة الى تفضيل حاد. فالدولة لا يمكنها ان تهتم بحماية كل متجر. وهكذا عمليا تحمي منظومة السايبر الوطنية بشكل نشط “دائرتين”. الدائرة الاولى هي البنى التحتية الوطنية الحيوية على نحو خاص. ويدور الحديث عن بضع عشرات من المنظمات التي توجد تحت رقابة متشددة. توجد دائرة اخرى من بضع مئات المؤسسات التي تكون الرقابة عليها  غير مباشرة. كل باقي مؤسسات الدولة توجد عمليا دون اشراف الدولة. 

المبدأ الثاني هو وجود مركز وطني يعمل 24/7 بهدف العثور على الهجمات، اعطاء اخطارات واقامة حوار جاري مع مراكز مشابهة في عشرات الدول. 

المبدأ الثالث يقوم على أساس الفهم بان الحماية فقط لم تجدي نفعا. وبالتالي يوجد لاسرائيل أداتان اخريان – واحدة هي هيئة استعلامات خاصة غايتها العثور على الهجمات قبل او بعد الهجوم. مثلما في كل جانب آخر من الحرب ضد الارهاب فان التحدي الاساس هو معرفة من هو العدو. هذا شرط للاحباط وللردع. الاداة الثالثة تكمل الاداة الاستخبارية وهي القدرات الهجومية الاسرائيلية، وهكذا اذا ما عثر على المهاجم فانه تكون ايضا امكانية للمس به واطلاق الرسالة الصحيحة. 

ان نجاح الهجمة ضد مستشفى هيلل يافه يشعل ضوء احمر بالنسبة لمتانة قسم من منظوماتنا الدفاعية مثلما ايضا لحقيقة أن اولئك المهاجمين المجهولين غير مردوعين على ما يبدو من امكانية الانكشاف او الرد الاسرائيلي.

يكاد لا يكون هناك جهد من الصواب التوفير فيه لتحسين قدرات السايبر، إذ ان اسرائيل مهددة ليس فقط من القراصنة الالكترونيين الطماعين بل وايضا من دول ومنظمات ارهابية. والسيناريو الاخطر هو ممارسة الكثير من هجمات السايبر التي هي حتى الان غافية مؤقتا وكل هذا بالتوازي مع مهاجمة اسرائيل بالصواريخ. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى