ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم غادي آيزنكوت- اسرائيل بحاجة الى زعامة قدوة شخصية ، يجب تعزيز ثقة الجمهور بجهاز انفاذ القانون والقضاء

يديعوت– بقلم  غادي آيزنكوت– 31/12/2020

الجنرال آيزنكوت يشرح رؤياه الفكرية في الجوانب السياسية، الاستراتيجية، الاجتماعية والاقتصادية ويعلل عزوفه عن المشاركة في الانتخابات القادمة “.

أخدم دولة اسرائيل منذ اكثر من 40 سنة. قاتلت في حروبها، وكنت شريكا نشطا في قرارات حاسمة قاسية، في مفترقات قرار وفي اوقات ازمة. وفي كل هذه عشت لحظات قاسية ومركبة. عملت على تعزيز قوة الدولة وآمنت دوما بعدالة الطريق الى الهدف الذي نسعى اليه: دولة يهودية – ديمقراطية، تقدمية، ودولة تعتمد على نفسها أمنيا، اقتصاديا واجتماعيا تضمن وجود الدولة وازدهارها.

توجد اسرائيل هذه الايام في فترة صعبة، إذ اضافة الى التهديدات الخارجية على الدولة تتصدى مع أزمة سياسية خطيرة تترافق وتطرف الخطاب وتعظيم عدم الثقة في الساحة السياسية ومؤسسات الدولة. أزمة تعمق الاستقطاب والشرخ بين اجزاء المجتمع الاسرائيلي.

اسرائيل بحاجة الى زعامة تقود الدولة الى التقدم بقيمها الوطنية، بلورة رؤيا وطنية تترافق واستراتيجية مناسبة. زعامة قدوة شخصية تعمل على تعظيم ثقة الجمهور بعدالة الطريق وبالمؤسسات الرسمية، تعظيم جودة الخدمة في القطاع العام وخلق التوازن المناسب بين السلطات – التنفيذية، التشريعية والقضائية – في ظل فحص نقدي وشجاه، ولكن مسؤول للتغيير ولملاءمة العلاقات المتبادلة بينها.

***

تؤدي الازمة الصحية المتطرفة للسنة الاخيرة الى فقدان حياة الانسان والى ضرر اقتصادي جسيم  في شرائح واسعة من الجمهور الاسرائيلي. مع بداية تطعيم السكان نبدأ في أن نرى بوادر الامل، ولكن لا يزال الطريق بعيدا عن نهايته. لقد اصبحت ازمة الكورونا ازمة اقتصادية عميقة سيستغرق الانتعاش منها سنوات. مست بالاجيرين وبالمستقلين، باصحاب المصالح الصغيرة، بالطبقات الضعيفة وبكبار السن، وخلقت مئات الاف العاطلين  عن العمل في ظل التآكل المتزايد والخطير في المناعة الاجتماعية.

الى جانب هذا، تبقى التحديات الامنية قائمة دون صلة بالازمة الصحية – الاقتصادية: الساحة الفلسطينية، دول عدو فاشلة في سوريا وفي لبنان تشكل ساحة عمل لايران الساعية الى الهيمنة الاقليمية والسلاح النووي. التحديات قاسية، ولكنها ليست مثابة تهديد وجودي. دولة اسرائيل تقف صامدة إذ تحقق استراتيجية متداخلة تضمن تفوقها الامني في ظل السعي الدائم لبناء القوة الوطنية والعسكرية.

رغم كل هذا، فاني قلق بالذات من الازمة الداخلية المتعمقة ومن عدم القدرة على تشكيل حكومة مستقلة. في نظري هذا هو التهديد المركزي، تهديد على قدرتنا على تحقيق امكانياتنا الوطنية كمجتمع لمواصلة التطور، الازدهار وتحقيق حلم موقعي وثيقة الاستقلال. دولة حلمها يعكس قيما وطنية يهودية بقوة صلية تاريخية ودينية تعود لالاف السنين. والى جانب ذلك، دولة تقيم مساواة كاملة في الحقوق المدنية بين كل مواطنيها دون فرق في الدين، القومية، العرق والجنس وتسعى لان تكون قائمة على أسس الحرية، العدل والسلام.

يستوجب تزايد التحديات منا ان نقرر جدول اولويات حديث وواضح فنحول أزمة الكورونا الى فرصة لتنفيذ تغيير جذري يؤدي بنا جميعنا معا الى مستقبل مشترك وافضل، لنا وللاجيال التالية. ويمكننا أن نحقق ذلك الا فقط اذا ما تعاونا وعملنا معا بشكل صحيح وسريع. علينا ان نوقف حملة المقاطعات بهدف ايجاد خطوط ربط بين المعسكرات السياسية وعدم السماح لما يبعدنا ويفصلنا عن بعض بان يقودنا.

في المدى القصير من واجبنا أن نركز على الازمة الاجتماعية، الصحية والاقتصادية وان نديرها بشكل مهني  بوضع خطة اقتصادية تقلص الفوارق، تمنح اولوية للطبقات الضعيفة ولبلدات المحيط جغرافيا واجتماعيا وتقلص الفجوات الاقتصادية التي لا تطاق الناشئة في المجتمع الاسرائيلي.

***

لا ينبغي الاكتفاء برفع علم اعادة البناء الاقتصادي. الى جانبه يجب ان نرفع ايضا علم الحصانة الوطنية، التضامن الاجتماعي، الرسمية، تقليص الفوارق الاجتماعية وتعزيز التكافل المتبادل بين كل أجزاء الشعب. علينا أن نتذكر باننا “اخوة نحن” حتى لو كنا ابناء طوائف مختلفة، اديان مختلفة واجناس مختلفة.

علينا أن نحسن ونطور الجهاز الصحي في ضوء دروس الوباء. واجب علينا ان نعيد تنظيم جهاز التعليم ونصل الى انجازات وتميز في المحيط مثلما في المركز وان ننفذ اصلاحات في السكن يسمح للاجيال التالية من الاسرائيليين ان يواصلوا السكن بكرامة في بلادهم.

علينا أن نعزز الثقة العامة باجهزة السلطة في دولة اسرائيل، بما في ذلك من خلال تحقيق اصلاحات غايتها تعزيز فصل السلطات الذي هو في لباب الديمقراطية الاسرائيلية. وهكذا نعزز أجهزة انفاذ القانون والقضاء، والثقة بها، في ظل فهم اهميتها ومركزيتها بالديمقراطية الاسرائيلية.

الى جانب تعزيز حصانتنا الداخلية علينا أن نواصل الاستعداد للتهديدات الامنية.  وضعنا الاستراتيجي اليوم محسن، واتفاقات السلام الموقعة في الاشهر الاخيرة جديرة بكل ثناء. مصدرها في فهم جيراننا بان لاسرائيل قوة أمنية، تكنولوجية واقتصادية. وأنا أرى اهمية في تنفيذ سياسة امنية فاعلة ولا تساوم لتحقيق المصالح الامنية في ظل استعراض القوة الامنية كي نواصل سحق قدرات العدو وردع الجهات المعادية التي لم تسلم بعد بوجود دولة اسرائيل.

علينا أن نواصل تعزيز العلاقات الخاصة بيننا وبين الادارة الامريكية، تعظيم دعم  كل الاحزاب والارتباط بعموم الجمهور الامريكي في ظل الحفاظ على الشراكة العميقة بين الدولتين. علينا أن نعمل بتنسيق مع كل من يرغب في التعاون معنا في ظل التقدم بفكر اقليمي حديث لتحقيق المصالح الاسرائيلية، الامريكية ومصالح الدول السنية المعتدلة لمنع قدرة نووية ايرانية ومنع التموضع والهيمنة الاقليمية لايران.

في ضوء التحديات في الساحة الفلسطينية علينا أن نمتنع عن الانجرار الى دولة ثنائية القومية كفيلة بان تكون هدامة لمستقبل دولة اسرائيل. ينبغي السعي الى الانفصال عن الفلسطينيين، مرغوب فيه باتفاق في مسيرة متدرجة، مراقبة، مع تسويات امنية متشددة في ظل تثبيت وحماية مناطق استيطان مركزية، بما في ذلك تنمية غور الأردن انطلاقا من الفهم بان المسؤولية الأمنية والتواجد الإسرائيلي فيه هو دائم. كل هذا، باسناد امريكي لخطوة تؤدي الى تغيير عميق في الواقع الاجتماعي – الاقتصادي لرفاه الشعبين.

في قطاع غزة، حيث يوجد كيان مستقل وفاشل يشكل قاعدة للتهديد على دولة إسرائيل، ينبغي السعي الى اتفاق طويل المدى أساسه وقف نار مطلق، تسوية لاعادة الاسرى والمفقودين، وفقط عندها إعادة بناء القطاع وفتح ميناء، مقابل تجريد مطلق من قدرة اطلاق الصواريخ والمقذوفات الصاروخية.

على المستوى الدولي ينبغي مواصلة تعميق الميل المبارك لاستئناف وخلق علاقات سياسية، اقتصادية وامنية مع كل دولة قريبة وبعيدة ترغب في ذلك في ظل تعزيز السلام مع مصر والأردن، جارينا في الدائرة الأولى.

***

على خيارنا ان يكون في رؤيا تقدم القيم القومية المشتركة وتعزيز المناعة القومية للدولة. وهذه تتحقق في ظل مراجعة نقدية لنقاط ضعف أجهزة التعليم، الصحة، الامن وجهاز القضاء والحكم. علينا ان نتطلع الى مجتمع يعمل على احترام قدسية الحياة وحقوق الانسان بصفته انسانا. مجتمع مثالي من التكافل المتبادل، مجتمع يتحرك انطلاقا من قوة داخلية وخارجية، ويسعى الى جيرة طيبة وسلام مع جيرانه.

بشكل شخصي، قررت الا أشارك في أي من القوائم السياسية في الانتخابات القادمة. سأواصل نشاطي الجماهيري، أدعم وأساعد من يعملون على تطوير زعامة مستقيمة الطريق، ذات رؤيا، استراتيجية وأمل. سأكون تحت تصرف الدولة كلما كنت مطالبا بذلك، مثلما فعلت في كل حياتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى