ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  عوديد عيران-  الاردن واسرائيل الفرصة التي في  المياه

يديعوت– بقلم  عوديد عيران- باحث كبير في  معهد بحوث الامن القومي وسفير  سابق لاسرائيل في الاردن والاتحاد الاوروبي- 11/7/2021

” التعاون الاقتصادي في مجالي المياه والطاقة مع الاردن سيكون في مصلحة الطرفين اقتصاديا وسياسيا على المستويين الاقليمي والدولي “.

إن الطلب الاردني لان يشتري من اسرائيل 50 مليون متر مكعب من مياه  الشرب، كل سنة على مدى السنوات الخمسة القادمة، هو فرصة محظور تفويتها لترميم علاقات اسرائيل – الاردن ولتغيير الواقع الاقليمي. 

للاردن، الذي يوجد في قمة الدول الاكثر جفافا، يوجد فقط حلان للنقص الدائم في المياه: تحلية مياه البحر الاحمر او تحلية مياه البحر الابيض المتوسط. الحل الجنوبي يستدعي اقامة ناقل مياه على مسافة 300 كيلو متر مع قدرة استيعاب 300 مليون متر مكعب، بينما نقل ذات كمية المياه المحلاة من البحر المتوسط الى مراكز السكان في الاردن يمكن أن يتم بنصف الكلفة. 

الاردن قليل المياه والوسائل اختار الامكانية الاولى والاغلى، لانها لا تنطوي على تعلق بعيد المدى باسرائيل ولكن لاجل الجسر بين الوضع الحالي حتى الانتهاء من بناء الناقل الاردني الكامل  في 2027 طلبان يشتري من اسرائيل 50 مليون متر مكعب كل سنة، لفترة خمس سنوات.

بينيت، الذي التقى قبل نحو اسبوعين سرا بالملك عبدالله في القصر في عمان، بعد سنوات من القطيعة بين الحكومتين، اطلع الملك على استعداده لاقرار صفقة بيع المياه. اذا ما اتفقت الحكومتان على الشروط، فان اسرائيل ستورد في تلك السنوات الخمسة   نحو ربع استهلاك المياه للاردن وتتمكن من أن تثبت له وللاسرة الدولة بان ليس في نيتها أن تستغل ذلك لغرض جباية اثمان سياسية. رد ايجابي على الطلب الاردني سيسمح باستئناف الاتصالات على المستوى السياسي الاعلى، والتي انقطعت تماما في السنوات الاخيرة، وليس فقط بذنب الاردن. وهي ستتيح بحثا متجددا وحيويا في حل استراتيجي لمسائل المياه، الطاقة والمناخ في المثلث الاردني – الفلسطيني – الاسرائيلي. 

الحل المنطقي والاقتصادي  الصحيح هو تحلية المياه في اقرب مكان ممكن من المراكز السكانية الكبرى في الاردن، وبثمن الطاقة الادنى. مياه محلاة على شاطيء البحر المتوسط، في ظل استغلال الغاز الطبيعي في العقدين القريبين وانتقال تدريجي للطاقة الشمسية لاحقا هو الحل الذي يحقق ايضا هدف الاسرة الدولية في تقليص  انبعاث غاز ثاني اكيد الكربون. وبسبب الارض  الصحراوية الكبرى في الاردن، قلة السحب وكلفة العمل المتدنية نسبيا لاسرائيل، فان للاردن ميزة في انتاج الكهرباء الشمسية مما يسمح مثابة تجارة تبادل بينه وبين اسرائيل مقابل مياه الشرب. الشبكات وانابيب النقل بين الدولتين يمكن ربطها بيهودا والسامرة وبذلك المساعدة ايضا في هذه الجوانب في علاقات اسرائيل والفلسطينيين. 

إن توافقا اسرائيليا – اردنيا – فلسطينيا على المخطط الشامل، سينال على نحو شبه مؤكد الدعم السياسي والمالي من الادارة الامريكية، الاتحاد الاوروبي، ومؤسسات اقتصادية دولية كالبنك الدولي. ومشاركتهم ستوفر ضمانة للاردن ولاسرائيل في ان تنفذ كل اجزاء الاتفاق إذ انه لن تكون للدولتين مصلحة في الاصطدام مع هذه الجهات ثقيلة الوزن على عدم الالتزام بالتعهدات.

وعليه، سيدي رئيس الوزراء نفتالي بينيت، فلتتفضل رجاء بمواصلة الاتصالات المتحققة مع الملك الاردني  ورد عليه بالايجاب. يمكنك ايضا ان تعرض عليه  لجنة وزارة مشتركة لفحص الجوانب المدنية لكل اجمالي الطاقة والمياه، اذا ما وافق الفلسطينيون على أن يضموا ايضا وزير المياه لديهم الى المباحثات. نوصي بان يعطى الجواب للملك قبل ان يلتقي الرئيس الامريكي جو بايدن بعد نحو اسبوع. إذ هكذا ستفوز بالجهتين  – عمان وواشنطن على حد سواء. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى