ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  عميحاي أتالي – ذكرى للرسمية

يديعوت – بقلم  عميحاي أتالي – 11/11/2019

وقفت بين الجمهور في المظاهرة اياها في ميدان صهيون. كنت تلميذ مدرسة دينية ابن 15 ونصف، ولم أفوت أي مظاهرة ضد مسيرة اوسلو. كنا جمهورا كاملا شعر بان خطوات الحكومة تركتنا سائبين لمصيرنا، والعمليات الارهابية ضربت بنا بلا رحمة. فلم نعرف كلنا فقط شخصيا اولئك الذين قتلوا في العمليات، بل بث رابين لنا احتقارا بل وألمح بانه رئيس وزراء 98 في المئة من الشعب. أي، ليس رئيس وزراء اليمين الاستيطاني. 

في السنوات الاخيرة كنت مشاركا بعمق في انتاج فيلم “ايام رهيبة”، الذي عني باغتيال رابين من زاوية نظر القاتل يغئال عمير. في تحليلي لتوزيع المسؤولية عن اغتيال رابين، فان نتنياهو بالفعل لم يحرض وهو بالتأكيد لم يرغب في الاغتيال. صحيح أنه تصرف بانعدام للرسمية، وبالتأكيد استخدم الغضب الاصيل لدى اليمين لاغراضه السياسية.

بنيامين نتنياهو قال أمس اقوالا صادقة في الذكرى لرابين. هو بالفعل أسكت الجمهور في ميدان صهيون حين سمع هتافات “رابين خائن”. ولكن هذا الغضب الجماهيري بالذات خدمه. نتنياهو هو أحد عظماء المتهكمين، وعندما كان نجما جديدا جاء قبل وقت غير بعيد من الولايات المتحدة الى لباب المعمعان السياسي الاسرائيلي، فانه لا بد لم يعاني من الحماسة الجماهيرية ضد خصمه السياسي الاكبر – رابين. كرئيس للمعارضة حرص نتنياهو على الوصول الى كل ساحة عملية، وبينما كان يقف الى جانب السيارات التي يخترقها الرصاص،  او حين كان يقف خلفه رجال الاعانة “زاكا” وهم يجمعون الاشلاء، كانت تجرى معه اللقاءات ليتحدث ضد رابين وضد سياسته. 

لا أرى فيه محرضا على اغتيال رابين، ولكن أفعاله في ساحات العمليات هي فقط جزء من عموم سلوكه غير الرسمي. في تشرين الاول 1994 قال نتنياهو: “رئيس الوزراء يواصل المسيرة مع عرفات وكأن شيئا لم يحصل”. اقوالا صحيحة. ولكنها لم تقل في اطار نقاش في لجنة الخارجية والامن. نتنياهو قالها وهو يقف في الشرفة التي تضررت بشدة جراء الانفجار في شارع ديزنغوف في تل أبيب وتحتها ساحة العملية التي كان لا يزال رجال “زاكا” يعملون فيها على تشخيص الضحايا الـ 22. رئيس  المعارضة نتنياهو لم يكن يكتفي بجولة في ساحات العملية، في الحرص على شفاء الجرحى وفي الاطلاع على المطاردة للمخربين. كان هذا يصل دوما الى رابين نفسه أيضا. وكل هذا حين كان الدم لا يزال لم ينظف بعد. 

والان ايضا بقينا مع نتنياهو اياه. مثلما في حينه هكذا الان: لا يحرض على الاغتيال وبالتأكيد لا يريده. ليس جذر كل شر بالتأكيد وليس مصيبة للدولة. نعم سياسي تهكمي لا صلاح له، نعم غير رسمي جدا. 

من جهة اخرى، ما فعله أمس يونتان بن آرتسي هو اللعب في ملعب نتنياهو ذاته. فهل المكان للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء على خلفية السحاب الاخلاقية ضده هو قبر اسحق رابين؟ هل من يتعين عليه أن يفعل هذا هو حفيد رابين في ظل استغلال المنصة التي اعطيت له كي يلقي بكلمة ذكرى لجده؟ هذا بالتأكيد ليس رسميا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى