يديعوت– بقلم عميحاي أتالي – الخدعة الائتلافية

يديعوت– بقلم عميحاي أتالي – 21/7/2020
“ بالذات في ذروة الازمة نجح بعض النواب المجهولين نسبيا في اعادة الكنيست الى مكانها المناسب “.
تحت وابل الاحداث الذي وقع علينا في الأسبوع الماضي، تحت طوفان الهذر الذي يهدد باغراق عقولنا، فان نائبة واحدة وحيدة وبريئة وقفت وسألت: لماذا؟ وكل الوزراء، كل رؤساء الائتلاف وكل موظفي وزارة الصحة حاولوا ان يفرضوا عليها رأيهم دون أن يقدموا المعطيات، ولكن أمس، هكذا تبين، انتصرت.
لسنوات وجدت فيها مكانة الكنيست في هبوط حر. ثقة الجمهور بالكنيست، والتي تقاس كل سنة في جدول المعهد الاسرائيلي للديمقراطية، تآكلت حتى سحقت. وبالذات في ذروة أزمة الكورونا نجح بضعة نواب مجهولين نسبيا في أن يعيدوا الكنيست الى المكان المناسب لها. لم يقبلوا باي تعليمات كأمر مسلم به، تشددوا وتعمقوا ولم يوافقوا على أن يكونوا اختام بصم الى أن ينالوا أجوبة مناسبة. وأمس حققوا انتصارا جزئيا.
منذ أكثر من عشر سنوات ونتنياهو يوقع ناخبيه على عقد وحيد: أنا اعرف ما افعل، إذ يقوم للشعب اليهودي زعيم مثلي مرة كل مئة جيل. اعطوني اكبر قدر ممكن من المقاعد وسافعل بالضبط ما يجب. في اطار الثقة الهائلة لنتنياهو بنفسه وكثيرين من رفاقه لليكود به، قاد خطوة متواصلة من الاعتماد شبه التام على حكمته. وقد وجد هذا تعبيره تقريرا في كل جبهة ممكنة، وبالطبع ايضا في الكنيست التي هي احد الحواجز التي يجب اجتيازه من اجل تحقيق السياسة.
منذ عودته الى كرسي رئيس الوزراء في 2009 فرض نتنياهو انضباطا ائتلافيا تعسفيا تديره بالاساس اللجنة الوزارية لشؤون التشريع. فهذه اللجنة تحسم اي قانون سيتم العمل عليه وايها سيحبط. وبواسطتها تحولت الكنيست في واقع الامر الى مسرحية. فالقرارات الحقيقية تتخذ في الحكومة، وفي حالته، عند رئيس الوزراء، وليست الكنيست الا كي تجتمع لاخذ صورة احتفالية في شكل تصويت على اقرار مطالب نتنياهو.
ولكن عندها جاء الكورونا. فقد غير هذا الوباء تقريبا كل القواعد التي نعرفها وعلى الطريق ايضا غير موازين القوى بين الكنيست والحكومة. اناس ممن لا يزالون يعيشون العقد القديم، مثل ميكي زوهر واوسنات مارك، حاولوا الاسبوع الماضي النزاع مع رفاقهم في لجنة الكورونا بدعوى أنه يجب اقرار اوامر الحكومة بالضبط كما هي. جملة من الملابسات، بعضها شعبوي وبعض آخر منها موضوعي حقا، دفع النواب الاخرين، وعلى رأسهم رئيسة لجنة الكورونا يفعات شاشا بيطون لان يطرحوا أسئلة. وهكذا انكشف جزء من الخدعة. فقد طلبت الحكومة اغلاق الشواطيء بينما في يديها صفر معطيات عنه كمية المصابين فيها. شاشا بيطون ورفاقها لم يوافقوا على قبول هذا ومنذ أمس غيروا الصورة والشواطيء ستبقى مفتوحة.
شواطيء البحر، مع كل الاحترام، هي بالطبع مجرد نقطة صغيرة في هذه الازمة الجبارة، ولكن هكذا من داخل عدد لا يحصى من الاسباب للغرق في الاكتئاف في هذه الفترة نحظى بنسمة أمل بالذات من جهة الكنيست.



