يديعوت– بقلم شمعون شيفر – رجل يائس قيد الاختبار

يديعوت– بقلم شمعون شيفر – 1/12/2019
- نتنياهو لا يعتزم التنازل عن امكانية أن يواصل تولي رئاسة الوزراء، حتى لو كان الامر يستوجب التوجه الى انتخابات في موعد ثالث. وهو يقف امام مؤيديه، يطلب منهم احترام القانون، وفي نفس الوقت يشكو من الاعلام الذي يبلغ عن مظاهر العنف وفظاظة الروح تجاه المراسلين الذين يقومون بمهامهم.
ماذا سيحصل الان؟ يمكن الاستعانة باقتباس من ريتشارد الثالث لشكسبير: “لا تضع قيد الاختبار رجلا يائسا”. بمعنى ان نتنياهو سيفعل كل شيء كي يبقى في منزل رئيس الوزراء.
- اقتراح بينيت تشديد هجماتنا في سوريا مفزع. فعلى حد قوله ينبغي لاسرائيل أن تستغل نفاذة الفرص بسبب ضعف نظام آيات الله في ايران وازالة تواجدها عن حدود الشمال. ولكن ما هو مفزع اكثر هو حقيقة أن وزير دفاع حديث العهد في حكومة تسيير اعمال برئاسة متهم بالفساد يسمح لنفسه بان يأمر الجيش بان يستعد لحرب مبادر اليها ضد ايران. هذا الامر يجب أن يقض مضاجعنا.
لدى شمير، رابين وشارون، أخمن أن بينيت كان سيستدعى الى لقاء قصير في مكتب رئيس الوزراء، في نهايته كان سيجد نفسه مقالا او على الاقل ملتزم بسد فمه. من نتنياهو لا يمكن ان نتوقع ردا كهذا – فمصيره السياسي منوط ببينيت، ومنذ البداية عينه في المنصب فقط في اعقاب شائعات عن ارتباط محتمل بينه وبين غانتس.
بينيت يعرف نتنياهو ويعرف جيدا: “الضغط يجاب بالضغط”.
- الوضع المتواصل من انعدام قدرة الحكم في اسرائيل يبرز في الصراع الاليم لعائلتي غولدن وشاؤول. فقد أبلغ وزير الدفاع بينيت العائلتين بانه يسعى الى وقف تسليم جثامين المخربين لغزة وللسلطة الفلسطينية من أجل اجبار الفلسطينيين على اعادة جثماني جنديينا، بينما نتنياهو رد على ذلك بكلمات “الموضوع قيد الفحص”. أو بكلمات اخرى: لا تتحدث عبثا.
يعارض جهاز الامن مثل هذه الخطوات والتي يرى فيها نوعا من التجارة بالجثث. اضافة الى ذلك، التقدير هو ان مثل هذه الخطوة ستزيد فقط العنف في المناطق. وفوق كل هذا، توجد حقيقة أنه في كل ما يتعلق بمسائل الاسرى والمفقودين فشلت اسرائيل دوما في محاولاتها ممارسة الضغط على الطرف الاخر، ودوما استسلمت في نهاية المطاف لمطالبهم. وبالتالي يجدر بقادة الدولة ان يعلنوا باستقامة بان هذا هو موقفهم والا يتركوا العائلات تعاني وهي تدق ابواب السلطة.
- خطابنا السياسي مليء بتعابير مأخوذة من الخدمة العسكرية ومن قاموس الجريمة. فمثلا، صرخات ميري ريغف على دعوة جدعون ساعر اجراء انتخابات تمهيدية لرئاسة الليكود: “انه يطلق النار في داخل المجنزرة”. ليس اقل من هذا. فما الذي يطلبه ساعر؟ مواصلة التقاليد الفاخرة لليكود، والتي جرت فيها منافسات على رئاسة الحركة. حسب نهجه، يوجد خطير من أن ابقاء نتنياهو في منصب الرئيس سيؤدي بالليكود الى المعارضة.
اسرائيل كاتس هو الاخر اختار أن يرد على اقوال ساعر بكلمات قاسية من عالم الجريمة: “ساعر تآمر وسيدفع ثمنا على عدم ولائه”. أهكذا يتحدث وزير خارجية، يرى نفسه زعيم دولة اسرائيل بعد نتنياهو؟ في حينه، بعد مقابلة محرجة ومليئة بالتعابير المتدنية منحتها زوجة كاتس لبرنامج تلفزيوني، همسوا لنا بان الوزير كاتس يعبر بشكل مختلف. يبدو أن لا.
- في نهاية الاسبوع، بشرنا بان الاسرائيليين انفقوا مئات ملايين الشواكل في اطار حملات مشتريات الجمعة السوداء. نتنياهو سيقول عن ذلك: أيها المخللونـ، كفوا عن العويل – هذا دليل على انه طيب هنا، الكل يشتري والكل يستمتع بالحياة.
وأنا فكرت في أن ابناء عائلة نتنياهو لا بد لم يشاركوا في احتفال مشتريات الانترنت هذا، إذ ان سارة نتنياهو شهدت في الماضي في التحقيق معها بان ليس لديهم بطاقة ائتمان “لاننا نخاف أن يضيع”.