يديعوت – بقلم شمعون شيفر – الكلمة هي كلمة

يديعوت – بقلم شمعون شيفر – 21/11/2019
لمن يبحث عن نقطة انطلاق تساعده في القرار أي بطاقة ينزلها الى الصندوق، في حالة أن وجدنا أنفسنا مرة اخرى في حملة انتخابات في 3 اذار، اقترح ان يراجع الجملة التي سجلها على اسمه بالذات افيغدور ليبرمان: “الكلمة هي كلمة”. بمعنى انه يجدر فحص من من المرشحين بقي عند كلمته – ومن اخل بها.
رئيس الوزراء، مثلا، اقسم بانه سيشكل حكومة مع شركائه الطبيعيين – احزاب اليمين والاصوليين. وقد رفض التخلي عن هذا التجمع على طول الطريق في الوقت الذي عمل فيه لاقامة حكومة وحدة مع أزرق أبيض.
في حالة بيني غانتس: سعى لان يصل الى حكومة وحدة ليبرالية يكون الاصوليون جزءا منها، ولكن ليس في اطار تجمع نتنياهو. وبخلاف الاحابيل التي خرجت من بلفور، لم يجبر غانتس على أن يطلب لنفسه رئاسة الوزراء قبل نتنياهو. شركاؤه في أزرق أبيض – يئير لبيد، غابي اشكنازي وموشيه بوغي يعلون – ايدوا مطالبته واستجابوا بذلك لارادة ناخبيهم الذين سعوا بتصويتهم لانهاء ولاية نتنياهو.
اما ليبرمان فاثبت بانه توجد امكانية في أن يلتزم السياسي بكلمته: من استمع امس لاقواله كان يمكنه ان يعرف بانه في الرسائل التي وجهها لنا في الاشهر الاخيرة – لا “لحكومة مع مسيحانيين”، تعليم مواضيع اساسية لدى الاصوليين، حياة علمانية – هي مباديء لا يعتزم المتاجرة بها. بكلمات اخرى: ليبرمان من اللحظة التي قرر فيها الا ينضم الى حكومة نتنياهو بعد الانتخابات الاخيرة، يحتمل أن يكون قضى عمليا عليه نهائيا الا يكون رئيس وزراء.
الـ 21 يوما المتبقية لمحاولة انقاذ الدولة من انتخابات ثالثة ستكون على ما يبدو مقدمة مليئة بالاحابيل التي تستهدف الحفاظ على قاعدة التأييد لكل حزب – او تحطيمها بهدف نقل الاصوات من جهة الى اخرى.
لم تشهد الساحة السياسية الاسرائيلية مثل هذا الوضع ابدا: دوما توجد مرة اولى. ولكن يخيل أن هذه المرة تسمح لها جميعا بفحص دقيق للمواقف. لا تشتروا الفرضية السائدة بان ننهي جولة انتخابات مرة اخرى، اذا ما جرت، بالنتائج ذاتها: لماذا لان القطار القضائي لنتنياهو كفيل بان يصل في الايام القادمة الى محطته النهائية. والمعنى: يحتمل وضع يكون فيه الناخب مطالبا بان يختار مرشحا لرئاسة الوزراء يحمل ثلاث لوائح اتهام سجل عليها: “دولة اسرائيل ضد بنيامين بن بنتسيون وتسيلا نتنياهو”.
وهذا ليس كل شيء: الصواريخ التي اطلقت اول امس نحو القواعد الايرانية قرب دمشق وضعت اسرائيل في مواجهة مباشرة وخطيرة مع نظام آيات الله في طهران. نتنياهو، الذي ادعى في السنوات الاخيرة بانه نجح في ان يرسم مع بوتين خريطة المنطقة بشكل يضمن امن اسرائيل، يترك للقادمين بعده واقعا خطيرا سيلزم اصحاب القرار اللاحقين بعده لان يبدأوا من جديد مفهومهم الامني.
ان تصريحات وزير الدفاع بينيت الذي حذر مسؤولي الحكم الايراني من ان دماءهم في رؤوسهم تثبت ان الكلام من شأنه أن يتسبب باشتعال كبير. باختصار، في الانتخابات القريبة القادمة من المهم أن نفحص المرشحين بكلماتهم وليس باحابيلهم.