ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  شمريت مئير – غزة – بيروت – القدس

يديعوت – بقلم  شمريت مئير – 28/5/2021

” بعد ساعات من وقف النار تحدثوا عندنا عن اعمار غزة ولكن يجب الربط بين المساعدة ووقف العنف. لعله مجدي تصفية اللاعب الاكثر اشكالية لحماس (السنوار) حتى بثمن الاشتعال. شرعي المخاطر بحرب بسبب الشيخ جراح او الحرم طالما قلنا للجمهور الحقيقة “.

منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ لا يتوقف  مسؤولو حماس عن الاحتفال بالنصر، من  استديو الى استديو  ومن على كل منصة.

في دوائر النفوذ الواسعة للمنظمة يوجد احساس بانه نشأ زخم محظور السماح له بان يخبو وينبغي استخدامه، على المستوى الوطني ايضا: فقد عادت القضية الفلسطينية الى مركز الاهتمام في العالم وفي المنطقة. وينبغي تعميق مشاركة العرب في داخل اسرائيل في الكفاح الوطني، عمل كل شيء لاثارة الضفة وبالاساس – محظور العودة الى منطق التسوية مع اسرائيل، بل لوقف  النار بلا شروط، بينما الاصبع على الزناد. من يريد أن يعمر غزة بالتوازي – فليهنأ بذلك، اما حماس فلن تأخذ على عاتقها قيودا في ميدان  المعركة مقابل المال.

في المستوى السياسي ايضا نالت العلامة التجارية لحماس المجد. بعد أن تآكلت بشدة. التبرعات، وهي المغفلة في معظمها لغرض عدم التورط، تتدفق من رجال اعمال فلسطينيين في الشتات ومن عرب في ا لخليج: “يقولون لي خذ بقدر ما تشاء على الا تشكرنا علنا، كي لا نتورط”، روى رئيس المنظمة في غزة يحيى السنوار. السنوار، الذي لم تكن مكانته السياسية عشية الحملة لامعة، ونجا في الانتخابات الداخلية بعد ثلاث جولات وممارسة ضغط جسدي معتدل فقط، يريد أن يكون هو من يعرض النصر. هذا صعب بعض الشيء، ولكن ليس للرجل مزايا مقدم العرض.

بعد حدث انتصار علني قبل فيه، بشكل يبعث على عدم الارتياح، طفلا صغيرا شكل ايضا درعا بشريا ايضا،      ولقاءات عقدها يوم الاربعاء مع وسائل الاعلام الاجنبية والمحلية – عروض رعب في اثنائها صرخ، هدد ولوح باليدين لا توقف – فانه حتى المحللين من مؤيدي حماس اضطروا لان يعترفوا بان الرجل يخرب قليلا على النشوى: “يحتمل ان تكون حماس بحاجة لان تجد وجها آخر لقضيتها”، “لعله مناسب لميدان القتال ولكن ليس للظهور امام الجمهور”، و “لعله على قيادة حماس ان تهيىء زعماءها للظهور امام الكاميرا”.

كي يصغر غانتس الذي قال انه لا يزال على بؤرة الاستهداف، تجول السنوار سيرا على الاقدام متوجها الى بيته، في مسار طويل، كي يثير الانطباع. انا شخصيا يسرني أن اكون شهيدا، قال، تعالوا نراكم. ولمزيد من الامن، كان المسار نقيا تماما، حوله حراس وبين الحين والاخر توقف لالتقاط صور السلفي او المصافحة. في مقاطع معينة كان  اطفال ولكن ليس على طول كل المسار. مشاهدة الفيديو تظهر  امكانيتين: إما ان  يكون الرجل شجاع بشكل   غير عادي  او انه يعرف  انه محصن.  ما يبعث على التساؤل:  لنفترض  أنه سقط  عليه  صاروخ  في منتصف الجولة.

الثمن هو بالطبع تصعيد متجدد.  ربما لبضعة ايام، ربما اكثر. ولكن فضلا عنالضربة المعنوية لحماس،  كنا سنشطب اللاعب الاكثر اشكالة الذي لدى حماس، رجل قد يكون جلب منفعة  عندما ارتبط بمسيرة  التسوية، ولكن من اللحظة  التي انقلب فيها، بات ضرره الكامن  هائلا. فمن وافق على أن يخاطر بمعركة على تصفية شخصية  هامشية، مثل قائد اللواء الشمالي للجهاد الاسلامي بهاء ابو العطا ينبغي أن يكون جاهزا لاخذ مخاطرة كي يخرج من اللعبة مثير  العنف القوي  والاكثر فاعلية.

لقد وعد الامريكيون منذ الان  بدفع 360 مليون دولار للفلسطينيين، والقطريون بنصف  مليار آخر. المصريون ايضا ولكن هذا ما يسمى على الجليد. بعد ساعات قليلة من وقف النار باتوا عندنا يتحدثون عن اعمار غزة. صحيح أن الدمار هائل، وخير أن العالم يتجند بعد سنوات طويلة من انعدام الاهتمام الذي ابقانا متعلقين برحمة القطريين. ولكن اعمار غزة لا يمكنه أن يجري في مسار منفصل عن وقف العنف. الولايات المتحدة واسرائيل تريدان تسوية تلتف على حماس. هذه تبدو كفكرة جيدة، ولكن ما سيحصل  عمليا هو أن  اعمار غزة سيقع على كاهل العالم: الامم المتحدة، مصر، الامارات. وحماس ستتفرغ للاهتمام باعادة  البناء العسكري وبالاستعداد للجولات التالية. وبالاجمال  ترتيب مريح، ولهذا ففي حماس لم يقرروا بعد هل سيعارضوه بشكل قاطع.

دق طبول الحرب

مستوى تهديدات حماس في السماء، كما يقال. لباب القضية هو القدس: الشيخ جراح، سلوان وبالطبع الاقصى. كل عمل هناك لا يروق لهم، كما يقولون، سيؤدي الى استئناف النار. الجديد في الايام الاخيرة هو أنهم ليسوا وحدهم.

نصرالله، الذي يبدو ان الكورونا ضربته بشدة اعطى ظهرا لحماس وهدد، بين السعال والاختناق، بحرب اقليمية، ليس اقل اذا ما مست اسرائيل بالاماكن المقدسة.

في المدى الفورى معقول انه سيكون من الصعب الخروج الى حرب  اقليمية حين  يكون الاستراتيجي الاعلى مريضا، ولكن للسنوار ايضا كانت كورونا، وعيونكم التي ترى، انتعش على نحو جميل. نصرالله اكبر سنا بكثير وليس الاكثر صحة ورياضية منذ البداية بحيث أنه من جهة يحتمل ان الامر من جانب حزب الله سيكون هذه المرة شيكا مؤجلا. ولكن مثلما في حينه مع محمد ضيف – من يكبل نفسه بالتهديدات وبالوعود المتعلقة بالاقصى – سيصعب عليه أن يتلعثم في لحظة الحقيقة.

ما يؤدي الى الاستنتاج الواجب – القدس لا يمكنها أن تعالج من قبل رجل حرس الحدود في الميدان، ولا حتى من قائد اللواء. كل ق رار غير صحيح يمكنه أن يبدأ آلية تشعل، بكل معنى الكلمة، حربا في عدة جبهات. كل حاجز يزاح،  ساعات صلاة تتغير، ترتيبات حجيج اليهود الى الحرم، استيطان يهودي في احياء عربية – كله يجب أن يكون مدارا من فوق من رئيس الوزراء. لقد تعلمنا بالطريقة الصعبة بانه لا يمكن ان نترك الامور تتطور الى ازمة وبعدها نحاول اخمادها، عندما يكون اللهيب خرج عن السيطرة. من الشرعي أن نختار المخاطرة بحرب على الاستيطان اليهودي في حي الشيخ جراح او اظهار السيادة في الحرب، ولكن ادارة المخاطر يجب أن تتم بعيون مفتوحة وبشفافية تجاه عموم الجمهور.

تأتي اقوال نصرالله بينما محور ايران – حزب الله – حماس يستيقظ الى الحياة نحو توقيع متجدد على الاتفاق النووي. الايرانيون يحركون منذ الان براميل النفط كي يخففوا على تسويقها في اليوم التالي لرفع العقوبات.  ينبغي فقط ان ننظر ما الذي فعله الحرس الثوري الايراني المسلح بمئات المليارات، بعد الاتفاق النووي الاول من اليمين وحتى سوريا كي نفهم ما ينتظرنا هنا. صحيح أن ترامب عطل لهم اللاعب المركزي قاسم سليمان، ولكن الالة لا تزال تعمل. في اثناء الحملة في غزة جرى اتصال دائم بين حماس وقوة القدس ونصرالله. في الادارة الامريكية يوجد من يؤمن، مثلما في حينه في 2015، بان تطبيع العلاقات مع الايرانيين سيهديء المنطقة. ليتهم يكونوا محقين.  فالتاريخ غير البعيد أثبت خلاف ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى