يديعوت– بقلم شمريت مئير- الصبر الفلسطيني

يديعوت– بقلم شمريت مئير- 7/2/2021
” حكومة اسرائيل القادمة، اذا ما كان شيء كهذا في أي مرة ستكون ملزمة في ان تحدد لنفسها الخطوط الهيكلية لعلاقاتها المستقبلية مع الفلسطينيين، وان تصر عليها. اذا كانت نهاية اللعبة تتضمن دولة فلسطينية، فينبغي لهذا ان يقال علنا وان تفصل الشروط لوجودها بشكل لا يحولها في غضون بضع سنوات الى حماستان او اسوأ من ذلك، الى سوريا الفلسطينية”.
الفلسطينيون، الذين بدأوا الخطوة ضد اسرائيل في كانون الثاني 2015، وضعوا الوعاء على النار، تأزروا بصبرهم الذي لا ينتهي – وهم يسمون هذا صمودا قضائيا – وانتظروا. كان واضحا لهم بان القانون الدولي يعمل بشكل بطيء مع خريطة قوى العلاقات الدولية. وبالفعل، بعد اسبوعين من دخول بايدن البيت الابيض، عندما باتت الظروف السياسية مناسبة اكثر، كانت الطبخة جاهزة.
لا ينبغي التأثر بشجاعة القضاة الذين انتظروا الى أن تعلن الولايات المتحدة بانها “تعيد فحص” خطوة ادارة ترامب لفرض عقوبات شخصية ضدهم – بسبب التحقيق مع جنود امريكيين في افغانستان – كي ينشروا قرارهم. هذا لا يعني أنه كان لدى احد ما شك ولكن الصلة بالجدول الزمني السياسي لا يمكن لها ان تكون اكثر بروزا.
حتى لو كان الطريق القضائي طويلا، فان قرار المحكمة في لاهاي، يعيد الى الخطاب الدول والاسرائيلي الموضوع الفلسطيني بعد سنوات من دحره الى الهوامش. ففي غضون اقل من سنة انتقلنا من وضع تطبيع امريكي غير مسبوق للمستوطنات (أتتذكرون نبيذ “بومبيو” في مخمر بساغوت؟) وشبه الضم، الى امكانية التحقيق مع المشاركين في مشروع الاستيطان كمجرمي حرب. في ضوء البندول الذي يتحرك بسرعة وبشكل متطرف على الاسرائيليين ان يجدوا مركزهم.
منذ الجرف الصامد وفشل كيري في الوصول الى مفاوضات جدية بين اسرائيل والفلسطينيين، نعيش في مجال الكبت والغموض، اللذين كانا أمر الساعة: الفلسطينيون أنفسهم منقسمون، بعضهم يوجد تحت حكم حماس والسياسة الاسرائيلية تسير يمينا أكثر فأكثر انعكاسا لتخوف العديد من الاسرائيليين لتغيير راديكالي في الوضع الراهن. لم تكن سياسة الغموض واضحة على نحو خاص. فقد تضمنت الكثير من الخدع الاسرائيلية وعليه فقد كان من الصعب الحديث عنها. ولكنها كانت الخيار الاقل سوءا في تلك الظروف. عشرات المرات في السنوات الاخيرة كنا على شفا جرف صامد 2، 3 و 4 وعشرات المرات توقف هذا الخيار في صالح تسوية مهزوزة مع حماس ولكنها افضل بكثير من الحرب. أما الضم الذي لا شك أنه كان سيجعل شروطنا الاولية في اليوم التالي لترامب اسوأ بكثير – فقد توقف والازمة الاقتصادية مع السلطة الفلسطينية حول مسألة الدفعات للمخربين – حلت كيفما اتفق، رغم أنها لا تزال تدفع للمخربين.
لقد صمدت هذه الملصقات التجميلية طالما كان الفلسطينيون ضعفاء، منقسمين، ودحرت عن جدول الاعمال العربي والعالمي، ولكن من اللحظة التي تغير فيها هذا الوضع – فانها لن تكون كافية كي توقف النزيف. حكومة اسرائيل القادمة، اذا ما كان شيء كهذا في أي مرة ستكون ملزمة في ان تحدد لنفسها الخطوط الهيكلية لعلاقاتها المستقبلية مع الفلسطينيين، وان تصر عليها. اذا كانت نهاية اللعبة تتضمن دولة فلسطينية، فينبغي لهذا ان يقال علنا وان تفصل الشروط لوجودها بشكل لا يحولها في غضون بضع سنوات الى حماستان او اسوأ من ذلك، الى سوريا الفلسطينية. والا – ينبغي الوقوف من خلف هذا وقول ما هو النعم – الى اين يسير الحكم الذاتي الفلسطيني وما هي طبيعة العلاقات مع غزة. سيكون من الخطأ التصدي للاهاي على المستوى القضائي فقط. فالفلسطينيون، بعد أربع سنوات من مسلسل التعليم لدى ترامب، وسنة من ادارة الظهر المهينة من اخوانهم العرب – يفهمون بان اتجاه الريح تغير وانهم ملزمون بان يصحوا وان يستغلوا اللحظة مثلما استغلت اسرائيل السنوات الاربعة الاخيرة. ليس فقط بسبب التعب. مع اسرائيل هم يديرون حوارا في المستوى التفصيلي، فقط في ما هو ضروري لادارة وصيانة الحياة. أما الحوار على مستقبل النزاع فقد انتقلوا لادارته مع العالم.