يديعوت – بقلم شمريت مئير – الجهاد بقي وحيدا

يديعوت – بقلم شمريت مئير – 14/11/2019
في الجهاد الاسلامي لم ينتظروا الحاسوب العسكري الاسرائيلي ليختار اسما للحدث الغريب الذي يجري في غزة في اليومين الاخيرين، فقد قرروا اعطاء المواجهة اسما بانفسهم: “صرخة الفجر”. ويفترض بالاسم ان يبعث في قلب السامعين صرخات بهاء ابو العطاء وعائلته عند تصفيته مع الفجر. ولكن أن يذكرهم ايضا بصواريخ الفجر التي لديهم.
ان الوضع المذهل الذي يوجد فيه الجهاد وحده تقريبا في الساحة مع اسرائيل، فيتكبدبوتيرة شهيد في الساعة، بينما تقف حماس جانبا، مما ادى الى حرج كبير في غزة. بين اسرائيل والفلسطينيين يوجد حائط شفاف: كل معلومة تترجم الى العربية وتنتقل الى الطرف الاخر بسرعة الضوء بحيث أنه حتى لو حاول اعلام حماس اخفاء هذا، فالجميع في غزة يتحدثون عن شيء واحد: الانسجام الجديد والغريب بين حماس واسرائيل، وحقيقة ان حماس سمحت للجيش الاسرائيلي بان يخرج من الصورة بهاء ابو العطا دون أن تشارك، حاليا، في الانتقام على تصفيته. هذا ليس شيئا لا يؤبه له: صور وافلام قاسية للغاية للقتلى اغرقت امس الشبكات الاجتماعية في غزة. وحتى في رام الله نظمت مظاهرة صغيرة للتضامن، وحماس، من الامم المتحدة.
لقد أجريت مقابلة مع امين عام الجهاد الاسلامي، زياد النخالة، في قناة “الميادين”، شعلة القبيلة لمؤيدي ايران، حزب الله، حماس وشركائهم. وقد بدا تعبا وسمع غاضبا. صحيح أنه امتنع عن مهاجمة حماس جبهويا ولكنه اوضح بان الجهاد يقاتل وحده. ومن نبرة حديثه يفهم نضوجه لوقف النار، بوساطة مصرية.
يمكن لنا أن نجمل الجولة منذ المبادرة الى تصفية ابو العطافي بضعة امور. هناك من يدعي بان كل شيء سار الى هذا الحد او ذاك وفقا للخطة: الضربة الدقيقة في الغرفة المحددة، حماس التي بقيت في الخارج والجولة القصيرة نسبيا. بالمقابل، هناك من سيشكك بالحاجة الى ادخال دولة في وضع طواريء واحتمال نحو 360 صاروخا من غزة فقط من اجل اخراج رجل واحد من الصورة، دون حتى البدء بمعالجة شبكات الارهاب، فيما ليس واضحا اذا كان سيكون مواصلو دربه في الجهاد الاسلامي افضل او اسوأ منه.
مهما يكن من أمر، اوضحت اسرائيل بالفعل وحماس بالامتناع بانهما ملتزمتان بعملية التسوية وترغبان فيها. وسيضطر السنوار الى التصدي لانتقاد داخلي غير بسيط، ولا سيما من قاعدته، الذراع العسكري، ولكن طالما بقي ما يدخل والناس يشعرون بالتحسن في الحياة، حتى وان كان طفيفا، فانه سيصمد في وجه هذا الانتقاد.
اما بالنسبة لاسرائيل فانه حتى لو حققت تصفية ابو العطا حاجة لاغلاق دائرة (وبالعربية يسمى هذا ثأر) أو كان ايجاز تكتيكي يوفر بضعة اسابيع او اشهر من الهدوء، فان هذا مثال آخر على الشكل الذي تعمد فيه اسرائيل، القوة العظمى الاقليمية مرة اخرى الى توجيه انتباه زعمائها، قوتها العسكرية وقدرة صمود مواطنيها الى ملاحقة زعران من الدرجة الثالثة في غزة بينما تجري لعبة اكبر واكثر دراماتيكية بكثير في المنطقة.