ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم شمريت مئير – الانتخابات الفلسطينية، نشم النهاية

يديعوت – بقلم شمريت مئير -7/11/2019

الاهتمام المحدود منذ البداية بما يجري في الساحة الفلسطينية يقل هذه الايام اكثر بكثير، حين تكون المنطقة بعمومها – من العراق وحتى لبنان – تعتمل، والاسرائيليون مشغولون في الطريق السياسي المسدود خاصتهم. ولكن من تحت السطح توجد حراكات هامة كفيلة بان تؤثر جدا على الواقع في السنوات القريبة القادمة. واذا اجملنا الاحداث الاخيرة في جملة واحدة: الكل يحث استعدادهم للصباح ما بعد ابو مازن.

ظاهرا، لم يحصل أي شيء دراماتيكي. ابو مازن لا ينازع الحياة او ينزل في المستشفى، ولكن الزمن يمر والشائعات عن وضعه الصحي تشتعل من جديد كل بضعة اسابيع. وهو سيحتفل بيوم ميلاده الـ 84 بعد عشرة ايام، فيما هو مريض بالسرطان، يعاني من الاكتئاب ويكثر من التدخين، بعد بضع محاولات غير ناجحة للتوقف – فشلها، حسب الشائعة، عزي للمشاكل التي يثيرها له ترامب. صحيح أن صفقة القرن، التي ركز على احباطها جل طاقته في السنتين الاخيرتين، شطبت عن جدول الاعمال، ولكن الوضع الاقتصادي في الضفة في تراجع، والحركة الوطنية الفلسطينية بعد نحو 15 سنة يسمي فيها نفسه “رئيس دولة فلسطين”، توجد في احدى النقاط الادنى في تاريخها.

بشكل عبثي، فان ضعف ابو مازن وسنه بالذات منعا صراع خلافة مبكر او محاولات الاطاحة به، انطلاقا من الافتراض بان الطبيعة ستفعل فعلها. ولكن من ينبغي له ان يستعد يستعد، منذ بضع سنوات، في ظل جمع كميات كبيرة من السلاح.حماس، بعد سنوت من المعالجة المتفانية من جانب اسرائيل واجهزة الامن الفلسطينية، لا توجد لها تماما تقريبا قوة عسكرية في الضفة. وكنتيجة لذلك، فانهم يفهمون بانهم لن ينجحوا هذه المرة بالقوة، فيسعون الى السيطرة على الامر من خلال خليط من الديمقراطية والاجراءات – انتخابات للبرلمان، تأمل حماس في أن تنال الاغلبية فيها، وربما عبرها السيطرة ايضا على الرئاسة، إذ انه في حالة تعطل قدرة الرئيس على اداء مهامه، فان رئيس البرلمان يصبح رئيسا مؤقتا.

من الصعب أن نقدر ما هي القوة الانتخابات الحقيقية لحماس، فاستطلاعات الرأي العام في السلطة الفلسطينية من الموصى به ان تعتمد بحذر، إذ ان هذه ليست ديمقراطية، والمشاركون في الاستطلاعات شكاكون. ففي الانتخابات الاخيرة، في 2006، حققت حماس انتصارا مدويا، ولكن هذا كان قبل السيطرة بالقوة على قطاع غزة وحمله الى وضع من المجاعة. كثيرون جدا في الضفة محبطون وممتلئون بالنقد على ابو مازن، السلطة، الفساد والتعفن، ولكن مشكوك اذا كانوا ينظرون جنوبا الى غزة، ويريدون مثلها.

في فتح ايضا لا جديد عاصف، في اقصى الاحوال، عودة الى تسعينيات الثنائي رجوب – دحلان. كلاهما لم يعودا الشابين النشطين والمشاغبين اللذين كانا، ولكن أيضا لا ينتميان الى عصبة الشيوخ من تونس. الرجوب يعتبر قوي في الميدان، بل ويتمتع بصورة جماهيرية رفيعة في اعقاب انشغاله بقضايا كرة القدم. اما دحلان فيوجد في المنفى منذ سنين، ولكن جذوره في غزة، جيوبه مليئة، بفضل دعم اقتصادي من الامارات، ويبدو أنه يحظى ايضا بدعم سياسي من الرئيس المصري السيسي – ما يعكر صفو الاجواء بين مصر وابو مازن.

عداء مرير مثل هذا الذي يكنه ابو مازن لحماس، عداء بسببه جوع غزة، لن يكون بعده. كل زعيم فلسطيني آخر سيحاول رأب الصدوع في الشعب الفلسطيني، بالقدر الممكن على الاقل. في كل الاحوال، فان الساحة الفلسطينية المعقدة ولكن المعروفة في السنوات الاخيرة توجد على شفا تغيير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى