ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم شاي بزاك – عصر الفرص في اليوم التالي للكورونا

يديعوت – بقلم  شاي بزاك – 11/1/2021

حين نستيقظ في الصباح بعد الكورونا سنفهم ما حصل في العالم ونكتشف انه تغير جدا – بسبب الوباء، وبسبب التغييرات في المفاهيم الفكرية الوطنية، الاقليمية والعالمية “.

“لا نهاية للاحداثالتي تدحرجت ونزلت على العالم”، كتب شاي عجنون في كتاب “الصمت والكرسي”،  “الى أن تدحرج ونزل احد ما، جاء واحد آخر واخذ مكانه، ولا زلت لا اعرف اذا كان من المكان الذي ضاع لي تأتي الاحداث ام من مكان القي بي اليه”. وبالفعل، فان العالم حولنا يعج بالاحداث التي تغيره بابعاد تاريخية، وهذه الاحداث تكاد تضيع لنا في ظل انشغالنا غير المتوقف بسياستنا الداخلية. على بعضها يوجد لنا تأثير، اخرى ببساطة تحدث هنا، في المكان الذي القي بنا اليه. ولا يزال هذا لا يعفينا من أن نعترف بها، نفهمها ونعمل في نافذة الازمنة التاريخية التي فتحت لنا.

عندما نستيقظ في الصباح بعد الكورونا، ننظر امام الشمس الاسرائيلية الساطعة، نتثاءب ونحاول ان نفهم ما حصل في العالم في الوقت الذي اغلقنا فيه على انفسنا، اوصينا باحتياجاتنا من السوبرماركت وخضنا الشقاق السياسي الداخلي خاصتنا بحمية غضب، سنكتشف ان العالم حولنا تغير جدا. بسبب الوباء بالطبع الذي ادى الى تغييرات في منظومات الصحة والاقتصاد العالمية ولكن ايضا بسبب التغييرات في مفاهيم وطنية، اقليمية وعالمية كثيرة.

في الولايات المتحدة تغير الحكم في حدث استثنائي بتعابير تاريخية، والاثار على النزاع الداخلي فيها تصل الى اقصى العالم. سيكون لتغيير الحكم آثار  كثيرة، ايجابية كانت ام سلبية، في داخل الولايات المتحدة، من حول العالم وبالتأكيد في الشرق الاوسط، حيث اتفاقات السلام التي وقعت تحت سحب الوباء، بعد انضاج وترددات لسنوات طويلة، غيرت وضع اسرائيل الجغرافي – السياسي والاستراتيجي، ووضع المنظومة الاقليمية كلها. موجات الصدمة هذه لا بد ستؤثر على المنظومات الدولية لسنوات طويلة. والان هذه هي ايران وفروعها في مواجهة الدول العربية المعتدلة واسرائيل– التطرف في مواجهة الاعتدال،  قارعو طبول الحروب في مواجهة المتطلعين الى التقدم، التكنولوجيا والسلام.

اوروبا هي الاخرى تتغير، وكذا ايضا موقفها من اسرائيل والشرق الاوسط. والمنشور الدارج الذي عبره نظرت اوروبا الى اسرائيل – فقط عبر نظارات المواجهة مع الفلسطينيين – تبدو اليوم اجزاء واسعة ومتسعة فيه قديمة وعديمة الصلة. وتعرض اتفاقات السلام اسرائيل الان كبوابة للشرق الاوسط وليس حاجزا امامه، كمفتاح للتعاون السياسي والاقتصادي وليس كعائق له. اسرائيل وحلفاؤها والعرب هم اساسات الاستقرار والتقدم في المنطقة – في مواجهة المحافل الاسلامية المتطرفة. كما وتساهم في هذا التغيير الفكري تطورات اخرى في الساحة الاوروبية: اغراقها باللاجئين المسلمين ممن لا يريد بعضهم الاندماج في الثقافة المضيفة بل ان يفرضوا عليها ثقافية اسلامية متطرفة، وكذا تعاظم اعمال الارهاب التي تضع اوروبا واسرائيل معا في جانب واحد من التاريخ. وبالتوازي، الفكر الاوروبي المتغير بالنسبة لاسرائيل والشرق الاوسط يؤثر ايضا على مقاطعة حزب الله في نحو عشر دول في اوروبا حتى الان وربما يؤثر هذا ايضا على موقف اوروبا بالمفاوضات مع ايران، والتي من المتوقع لادارةبايدن أن تكون منصتة لها اكثر من سابقتها.

ان العالم ما بعد الكورونا سيكون مختلفا. الاقتصاد العالمي سيتغير،  الاستثمار في الصحة سيتعاظم، التكنولوجيا ستتطور بخطى كبرى وكذا السياسة في الولايات المتحدة وفي اوروبا ستتغير جدا. ان الفرص  التي تستدعيها لنا هذه التغييرات العالمية والاقليمية هائلة، ومحظور علينا ان نفوتها. والحوار بين الخصوم السياسين في اسرائيل الان والاستراتيجية التي تتجاوز الاحزاب هي واجب يفترضه الواقع – ولكن لاسفنا ليس مؤكدا على الاطلاق بانها ممكنة في المناخ السياسي الحالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى